| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الثلاثاء 31/3/ 2009



كلمات -246-

دام ظله وفخامته وصاحب المعالي!

طارق حربي

تم اعتماد القاب الباشوية وغيرها خلال العهد العثماني في المملكة العراقية وبعد تشكيل الدولة العراقية سنة 1921 اعتمدت القاب مثل صاحب الجلالة وصاحبة الجلالة وأبناؤهم يلقبون بالأمراء والأميرات وما أن جاءت ثورة تموز الخالدة سنة 1958 حى ساوت بين الناس وأطاحت بألقاب الفخامة والسعادة والباشوية والمعالي وهي ملكية بروتوكولية وتمتع المسؤولون خلال عهد الثورة بلقب السيادة لينتهي عهد التباهي والغطرسة والتعالي بالالقاب لكن السيادة سرعان مااستبدلت بلقب السيد في العهد العارفي ولما جاء عهد المعدوم أطلق عليه المداحون والمتزلفون كل يوم لقبا لايستحقه واستطاب قادة العراق الجدد الألقاب ولم يمنعوا مستشاريهم الصحفيين من اطلاقها في الاعلام العراقي بعد التغيير وهذا ليس مقتصرا على الشعب العراقي والطبقة السياسية العراقية بل مورس في اوربا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأطلقت شتى الألقاب التي كلما تكاثرت وعظم شأنها الاجتماعي والسياسي كلما اتسعت الهوة السحيقة بين الحاكم والمحكوم ومثلما الغت ثورة تموز تلك الالقاب الغتها الثورات الاشتراكية في أوروبا الشرقية يقولون في الاعلام عن عادل عبد المهدي فخامة نائب رئيس الجمهورية وعن وزير الداخلية صاحب المعالي وعن عبد العزيز الحكيم دام ظله وعن السيستاني مد ظله الوارف وعن الطالباني فخامة رئيس الجمهورية التي لايطرب مذيعو قناة الحرية الفضائية الممولة من الأحزاب الكردية إلا بترديدها على رئيس جمهورية العراق الذي وصل إلى سدة الرئاسة بديمقراطية التصفيق والتوافق وهي من أعجب الديمقراطيات في عصرنا ولكن مذيعي الحرية (وهل هنالك حرية في فضائية الحرية نفسها بدليل المحاصصة العرقية والطائفية!؟) لايطلقون أيا من الأوصاف المذكورة على السيد نوري المالكي رئيس الوزراء وهذا شيء مخجل ومرض من أمراض الاعلام العراقي هذا إذا كانت الحرية تنتمي إلى الإعلام العراقي أصلا ( طيب لماذا إذن هذا التمييز والجحود والنكران بحق السيد نوري المالكي رئيس وزراء جمهورية العراق!!؟) وكنت كتبت لفضائية الحرية (إيميلا) قبل أشهر معاتبا سوء استخدام المحاصصة الطائفية والقومية!! وأن المالكي رئيس السلطة التنفيذية ومنتخب من قبل الشعب العراقي وتجاوز في أفق التحولات السياسية الجارية في العراق حزبه (الدعوة) وتمسك بعراقيته مدركا آليات اللعبة السياسية وأن السفينة العراقية التي تغالب الأنواء العاصفة لابد وأن ترسي على بر الأمان وهو يقودها بثبات ورضي عنه معظم العراقيين وانتخبوه رئيسا للوزراء أما نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي فقد اكتفى بلقب الأستاذ وكانت أسبغته عليه الفضائيات والصحف لكن يُذكر أحيانا لقب السيد النائب عرضا مايذكر بصدام حسين وعهده الأسود بعد الاطاحة بأحمد حسن البكر سنة 1979 وغيرها من أوصاف المسؤولين في العراق الجديد التي لالزوم لها أعيش في الغرب (الكافر!) منذ سنة 1993 بعدما وصلت من ديار الاسلام المعتقل السعودي الرفحاوي إلى النرويج لاجئا ورغم مايقدمه السياسيون في هذا البلد من أقصى اليمين الكنسي إلى أقصى اليسار الشيوعي ولاوجود حقيقيا وفاعلا لليسار في النرويج بعدما قضي عليه خلال الحرب الباردة لكن كديكور سياسي غير أني لم اسمع مواطنا نرويجيا واحدا يطلق لقبا دينيا أو اجتماعيا أو سياسيا على أي من السياسيين في البرلمان أو خلال الاحتفالات أو في المناسبات الوطنية أو الدينية وأرى رئيس الوزراء النرويجي يمشي في الشوارع وحيدا إلا من حرس واحد ووزير العدل يحمل حقيبته على ظهره أو يقود دراجته الهوائية وحيدا في شوارع أوسلو وسواهما من المسؤولين بلا ألقاب ولا فخفخة ولافذلكات لغوية ولا تملق وقبل شهر أراني أصدقاء أعزاء في أمستردام خلال زيارتي إلى هولندا المكتب المتواضع لرئيس الوزراء الهولندي الواقع على النهر حيث يركن دراجته ويدخل مكتبه الصغير وأفردت كامرتي (الديجيتال) لأصور المكتب لكن لحقتني (خوفة!) عراقية من تصوير المواقع الحساسة وتذكرت العلامات والتحذيرات وأنواع من الويل والثبور في الطريق إلى معسكر الرشيد وقاعدة الامام علي الجوية وحامية الناصرية وغيرها فسميت باسم الرحمن وواصلت السير في مجمع الحكومة الهولندية والبرلمان مع ثلاثة من الأصدقاء الطيبين الذين سخروا كثيرا حينما قارنوا فخامته ومد ظله ودام وقام وقعد وكل الطربوشيات التي لاتخدم مصالح الشعب العراقي إن ماحفزني لكتابة هذه السطور هو استقبال (فخامة) نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي للدكتور إياد علاوي والاثنان طلاب سلطة بطبيعة الحال وتأملت الصورة جيدا وتأسفت لحال العراق الذي شبع من دام ظله وفخامته ومد ظله ولاأهاب أحدا حينما أكتب فالألقاب الكاذبة ملَّ منها الشعب العراقي وهو يتطلع إلى عهد جديد يتواضع فيه السياسيون ورجال الدين وكلهم موظفون وخدم للشعب العراقي في العراق الجديد.
 


الرابعة فجرا أوسلو النرويج 31/3/2009
 



 

free web counter