| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

السبت 30/1/ 2010



كلمات -294-

عشائر المالكي!!

طارق حربي

في السعي المحموم لخوض الانتخابات النيابية في 7 آذار المقبل، كل شيء متاح في حلبة الصراع للفوز بالسلطة والنفوذ والثروة، واستمالة هذه الجهة أو تلك، على خلفية الصراع الشيعي الشيعي بعدما كان صراعا سنيا شيعيا في الماضي، وقلنا في مقال سابق بمناسبة انتخابات مجالس المحافظات العام الماضي، إن رعاية حزب الدعوة بزعامة السيد نوري المالكي لمؤتمرات الاسناد العشائرية، تأتي ضمن خطة متواصلة لسحب البساط من تحت أرجل المجلس الأعلى وقائمة (الإئتلاف الوطني)، المنافس القوي للدعوة المطالب بمنصب رئاسة الوزراء، في محاولة لاستعادة مافقده في الانتخابات الماضية، ويندرج تصريح نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي مؤخرا " المالكي تفرد في حكم البلاد وحكومته لا تمثلنا بل تمثله فقط" ضمن آليات الصراع المذكورة.

بدا واضحا خلال فترة حكم السيد المالكي أن من ضمن أدوات الصراع، هي العشائر العراقية المنقسمة بين الأحزاب الدينية، بما عرف عنها من عدم منحها الولاء إلا لإمام يأتي من النجف أو فتوى دينية، أو لمن يدفع على طريقة زد وبارك!، فقد رعى المالكي يوم أمس المؤتمر التأسيسي الأول لنخب وكفاءات قبيلة السودان العراقية!، وقال في كلمة القاها " علينا أن نقول للعالم هذه هي العشائر العراقية التي نتحدث عنها ولا نريد العودة إلى نظام عشائري، لأن العشائر اليوم فيها الكفاءات والنخب والكوادر التي من خلالها يبنى بلدنا على أسس علمية وثقافية وحضارية".

ياللهول !!
أي عالم يسمعك يا سيادة رئيس الوزراء!؟، فالدول الكبرى وخلال عشرات السنين كانت تطلب نفط العراق وتقتل شعبه، والدول الاقليمية والعربية تفجر مواطنيه في الشوارع والأسواق والمؤسسات والوزارات والفنادق، وتسعى خلال أجنداتها العدوانية إلى استمرار مشروع تجهيلهم وتتمنى مضاعفة السبعة ملايين أمي إلى أربعة عشر، ويأتي خطابك ليكمل المسبحة من حيث تدري أو لاتدري!، لما تشكله العشائر من تقاطع صارخ مع مشروع المواطنة العراقية، ثم هل أن العشائر - وليس الوطن - فيها الكفاءات والنخب والنوادر!!؟، ونوابغها يبنون العراق الجديد على أسس علمية وثقافية وحضارية!!؟

لقد عاد بنا المالكي وحزبه في الواقع إلى نظام عشائري، مرسخا آلياته باستمرار رعاية مناسباته، وتكللت بمؤتمرات الاسناد وكانت العشائر في الوسط والجنوب عونا لقائمة المالكي وسببا في هزيمة قوائم أخرى، ومارعايته المستمرة للعشائر واستمالتها وآخرها السودان، بحجة أن لديهم كفاءات دق القهوة المرة ونُخب "التفّاكَة" وكوادر المهاويل الديمقراطيين، إلا تواصلا مع حملة الترويج للدعاية الانتخابية لنفس القائمة وله شخصيا، ودحضا للروح العراقية الحقة وفاعليتها وكفاءتها وانطلاقها، إلا إذا مرت من خلال موشور القبائل وعباءة المرجعية، لقد أراد المالكي في فقرة الخطاب المذكورة بما تضمنته من تناقض جلي، دغدغة مشاعر شيوخ العشائرواستمالة أصواتهم وأبناء عشائرهم لصالح دولة القانون في الانتخابات القادمة، ولابد أن الشعب العراقي ونخبه السياسية والوطنية والثقافية، ستضحك ملىء أشداقها على التواء الكلام ووضوح المصلحة الحزبية!

وإذا صح أن مجالس الاسناد لم ترتبط بالحكومة ولا بوزارة الداخلية ولا بأية وزارة أمنية، بل بأجندات حزب الدعوة وتقوية جبهته ضد غريمه الشيعي، سصح كذلك أن المالكي وهو يجيء من مؤتمرات العشائر ويذهب إليها، يستقبل شيوخها ويرصد لها من المال العام، ليس لتقوية الحكومة المركزية ودعمها في ملفات مكافحة الارهاب، بل لغايات انتخابية لاتخفى، وها هو يدخل في قطيعة مع فعاليات أخرى من شأنها لو حصلت على تمويل من الحكومة ودعم من المالكي، أن تشكل أقوى اللبنات لمجتمع مدني سليم ومعافى، لاشك يساهم في دعم بناء المؤسسات الديمقراطية والدستورية والمجتمع المدني (والعشائر من ضمنها) في العراق الجديد، وأرجح أن الملايين من المواطنين العراقيين يتأسفون على احتضان المالكي المستمر لمؤتمرات العشائر، بنسبة لا تتساوى مع احتفائه ودعمه ومشاركته في مؤتمرات المرأة والطفولة والثقافة والفنون والحركة الرياضية، ومنظمات المجتمع المدني ورعاية العراقيين جميعا دون تمييز.



30/1/2009
 

free web counter