| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

                                                                                  السبت 30/4/ 2011



كلمات -378-

وزير عراقي فاشل ينظّر لثورة الشعب السوري العظيم !

طارق حربي

لو كان خضير الخزاعي (وزير التربية الفاشل السابق ومرشح ائتلاف دولة القانون لمنصب نائب رئيس الجمهورية وعضو مجلس النواب عن دولة القانون ويبدو أنه حازها كلها!) حذر الأحزاب السياسية السورية من مغبة استنساخ تجربة العراق الطائفية والقومية، بعد سقوط نظام بشار الأسد الفاشي الدموي لهان الأمر!، وقلنا إن (العبقرية السياسية!) بدأت بتصحيح مسارات فشلها المريع في وزارة التربية السابقة، حيث تم ضرب طلاب إحدى المدارس من قبل حماية الوزير وترويعهم خلال أدائهم الامتحانات، وتوجيه تهم بالفساد ربما ينظر فيها مجلس النواب قريبا!

ولو قدم دروسا ونصائح حول مخاضات التجربة العراقية المريرة مع الإرهاب والفساد وأسباب تأخر نهوض العراق من كبوته لهان الأمر أيضا، لكنه تدخل تدخلا سافرا بوضع عصي الطائفية في عجلة ثورة الشعب السوري العظيم، في محاولة لكبح جماحه والتحذير من نتائج ثورته، متهما الثوار بالتطرف (المالكي اتهم المتظاهرين ضد الفساد بالبعثية أيضا!) وأن نجاح التغيير في سوريا سيزيد من اشتداد العنف إلى درجة اختلال الموازين مع اسرائيل بما سيؤثر على أداء المقاومة الاإسلامية!؟

لكن عن أي مقاومة يتحدث هذا الوزير الفاشل!؟
وهل يسعى إلى جر العراق إلى مواجهة مع اسرائيل عبر أراضي الجولان ويعيد أيام عبد الجبار محسن و"ياحوم اتبع لو جرينه"! ومئات الآلاف من الضحايا أم ماذا !؟

تصريح لايحترم مشاعر العراقيين المتطلعين إلى إسقاط الجزء الثاني البشع من البعث، فاشل في إدارة وزارة التربية يتدخل في رسم مصير الأمم والشعوب الساعية إلى نيل حريتها وتأمين مستقبل أجيالها!

الساسة العراقيون متناقضون لعدم وجود أجندات وطنية عراقية : تصريحات نارية ضد الحكومة البحرينية ومع الشعب البحريني لوجود شيعة فيه!، وتصريحات على النقيض منها تدعو إلى عدم المساس بالنظام السوري وتقف مع نظام بشار الأسد!!؟، هل هذا الشغل خالص لوجه العراق العزيز أم إنه تبليغ إيراني لساسة العراق وخريطة طريق !؟


أرسل الخزاعي أكثر من رسالة خلال سطر واحد من تصريحه المشبوه اليوم (نرفض أسلمة سوريا وسقوطها سيخل بتوازن المنطقة ويضعف المقاومة) ، يرفض أسلمة سوريا لكن هل ساهم هو ببناء دولة المؤسسات الدستورية والديمقراطية!؟، أم أن العراق نفسه تمت أسلمته وتسليمه ليد إيران على طبق من ذهب وتوافقت إرادتا واشنطن وطهران وتخادمتا على هذه الأسلمة وكل يعمل منذ 2003 حتى اليوم على تنفيذ أجنداته ومصالحه!؟

تصريح لاينطلق من أجندات عراقية تظهر صاحبه حريصا على مصلحة العراق وهو أحد مسؤوليه، لكنه يلتحق بركب ولي نعمته نوري المالكي زعيم قائمته "دولة القانون" وهو يتنكر لمئات الآلاف من الشهداء والمفقودين والمعذبين جراء سياسة البعث العراقي، ويرسل من ينوب عنه من قائمته للقاء الأجنحة البعثية المسلحة في دمشق خلال السنوات الماضية، يسترضيهم ويمنحهم مايطلبون ربما حتى تقاعد وميزات لم يتم الاعلان عنها لحد الآن!

الخزاعي يعلم أن الشعب السوري يخوض اليوم معركة شرسة ضد الطغيان دفع خلالها دماء غالية لكن سيربحها - أي المعركة - قريبا مثل كل الشعوب المتطلعة للحرية والسلام والبناء بسواعد أبنائها الشباب، كتجارب الشعوب في تونس ومصر واليمن، بعد أكثر من 40 عاما من حكم النار والحديد في سوريا، الخزاعي المسكوت عن فساد وزارته من قبل خيمة الفاسدين نوري المالكي وغير الموافق عليه مؤخرا في مجلس النواب نائبا للرئيس، ينطق في خط النظام السوري ودعايته السياسية ضد السوريين، ليوهمنا أن الثورة التي انتقلت من درعا إلى اللاذقية وحمص وحماه والعاصمة دمشق لتلهب الأرض تحت أقدام البعثيين المجرمين، يقودها الجناح السلفي لاالشباب الذين نراهم في الفضائيات كما صور نظام بشار المنهار للعالم الذي رفض الرواية الرسمية بشدة!، وأن الخارطة إذا تغيرت - بحسب العبقري الخزاعي - سيكون فيها ميزان القوى لصالح أعداء سوريا الاستعمار والصهيونية وستضعف المقاومة الاسلامية!، وطبعا الخزاعي يريد من وراء تصريحه المشبوه أن تبقى الخارطة التي تتحكم بها إيران كقوة إقليمية كما هي، والتحالف الإيراني السوري قائما كمظلة للحكومة العراقية المنهارة بملفات الفساد، ويسرل التصريح كذلك رسائل محذرة للشعوب مطمئة للحكومات في المنطقة، لجهة التعاطي معها فوق آلام الشعب العراقي وأزماته واستعصاء أحواله وعدم قدرة الحكومة الفاسدة على إكمال نقصها الشنيع بوزراء أمنيين!

تصريح مشبوه لم يتفوه به الخزاعي حينما كان النظام السوري يرسل المفخخات والارهابيين لقتل الشعب العراقي، لم يقل إنهم سلفيون يريدون تغيير الخارطة بتدمير العملية السياسية في العراق، التي هو عضو فاعل فيها لكن فاشل أيضا وهذه هي النتائج!، لكن الآن وحينما ردد السوريون في شوارع دمشق والمدن الأخرى رمز التغيير الثوري في البلاد العربية "الشعب يريد اسقاط النظام" ، لم يتمالك الخزاعي أعصابه فهاجت مشاعره كما لم تهج من قبل انتصارا للضحايا العراقيين وذويهم، خلط الأوراق وتحدث باسم العراق مع شديد الأسف، متهما الثوار مثل المخابرات السورية بأنهم متطرفون يسعون إلى بناء دولة اسلامية سلفية تهدد أمن العراق ومستقبله!،تصريح فوقي لايضع مصلحة العراقيين والعراق كأولوية إذ لاعلاقة له - أي التصريح - بأزمات العراق المستفحلة، واتباع سياسة التهدئة والابتعاد عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، والعمل على جعل العراق قاعدة للسلام في المنطقة بعد عهود الحروب العبثية الطويلة التي أنهكت الشعب ودمرت الوطن!

إن الخزاعي لايحب أن يرى نهاية للحركات الاسلامية في فلسطين وجنوب لبنان وإيران والبحرين وغيرها، بما تضمه من خزين معنوي واستراتيجي يضمن بقاءه في السلطة على رأس شعب ملَّ الآيديولوجيات ويسعى إلى تحرير نفسه من أحزاب الاسلام السياسي التي لم تجلب للعراق غير الفساد وسرقة المال العام، مثلما حرر نفسه من صدام ونظامه الفاشي!

تصريحان طائفيان ناريان مشبوهان أطلقا هذا الأسبوع من أجندات الاسلام السياسي، دعيا إلى التجييش ضد العراق والتدخل في شؤون دول أخرى، أعطيا ذرائع للتدخل في الشأن العراقي وهددا الأمن القومي العراقي والسلم الأهلي، الأول أطلقه بهاء الأعرجي (نائب عن التيار الصدري) بقوله " إن جيش المهدي في حال تم رفع قرار تجميده سيضم غير العراقيين ايضاً اضافة الى طوائف ومكونات اخرى لمقاتلة القوات الامريكية فيما لو لم تنسحب من البلاد" وتناولته في المقال السابق، واليوم طلع علينا الفاشل الخزاعي (الملاحظ أنه بدأ يطلق التصريحات النارية بعد رفض ترشيحه في لمنصب نائب الرئيس العراقي!) ليحذرنا من أن التغيير في سوريا سيكون لصالح السلفية بما يوسع من فرص انتشار العنف في المنطقة، لكن التغيير القادم سيكون في العراق بعد نهاية مهلة المئة يوم التي أعطاها المالكي للوزرات ومجالس المحافظات، وسيستدير الشباب العراقي من جديد ليطيحوا باللصوص والسراق والفاسدين ومن يطلق التصريحات النارية والطائفية غير المسؤولة ومن وضع مصلحة الدين والطائفة كأولوية دون الشعب والوطن.
 


30/4/2011
 


 

free web counter