| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأحد 2/11/ 2008



كلمات -220-

إنزال جوي في شارع الحبوبي..وضابط مرور يقتل قائد القوة المهاجمة!

طارق حربي

للمرة الثانية خلال النصف الثاني من هذه السنة، تقوم القوات المسلحة الأمريكية (متعددة الجنسية) بإنزال جوي في الناصرية!
وقع الإنزال الأول فجر يوم الجمعة 11/7/2008 في ضاحية الثورة، أودى بحياة المواطن محمد حمود حريز (65عاما)، "القوات الامريكية منعت قوات الأمن والشرطة العراقية من دخول المنطقة باستخدامهم أشعة الليزر والتهديد بواسطة السلاح ."
وقع الإنزال الثاني حوالي الساعة الحادية عشر قبل منتصف ليلة أمس، استمر لمدة أربع ساعات، حلقت خلالها في سماء الناصرية طائرات نوع أباتشي تساندها طائرة مقاتلة، مدعومة بعجلات رباعية الدفع، دخلت الى منطقة شارع الحبوبي، في مشهد سينمائي هوليودي مثير، لم يحطم قوة العدو ولوجستياته ودفاعاته، لكن قدوره المعدة للطعام والاواني المخصصة لتوزيع المشروبات، في سرادق المناحات التي نصبها التيار الصدري منذ سبعة أيام، إحياء لذكرى استشهاد السيد محمد صادق الصدر الذي اغتاله نظام صدام حسين سنة 1999، واستمرت عملية البحث والإنزال حتى صباح هذا اليوم، وتمت مداهمة عدد من المنازل قرب مديرية التربية وساحة الحبوبي وفي شارع عشرين، جرح مواطنان (أم وابنها) واعتقل ثلاثة كانوا مطلوبين للقوات متعددة الجنسية!، وفي نبأ عاجل انفرد بنشره موقعنا سومريون.نت : قتل قائد القوة المهاجمة وهو ضابط أمريكي، قتله ضابط مرور من أهالي الناصرية!
العقيد صادق المشرفاوي مدير العلاقات والإعلام في مديرية شرطة ذي قار قال بأن " القوات الامريكية قامت بتنفيذ عمليتها العسكرية فجر الاحد دون التنسيق مع القوات الامنية العراقية"، لكن مصادر في الشرطة أكدت " وبعد الاستفسار ادعت قوات الجانب الأخر إنها قامت بالتنسيق مع العقيد حسين المسؤول الأمني في المحافظة"، وإذن فهو ضعف في التنسيق وتخبط بين الجهات الأمنية المسؤولة التي جاءت بها المحاصصة الحزبية، ما جعل الناصرية - مثلها مثل بقية مدن العراق - منكشفة من السماء وتحت رحمة الطائرات رغم تسلمها الملف الأمني سنة 2006 .
لوحظ أن التيار الصدري اقام تلك السرادق في مناطق مختلفة من الناصرية، ولاسيما في شارع الحبوبي، قلب مدينة الناصرية حيث يقع شارعها الرئيس، ويعيب الأهالي على التيار الصدري أنهم يحيون هذه المناسبة لأغراض سياسية ودعائية، في حين لم يحضروا أو يهيئوا لمرور أربعينية استشهاد الامام علي عليه السلام قبل بضعة أيام، ويعرف الجميع مركزية شخصية الإمام في تأريخ الشيعة، وكان التيار الصدري ينصب السرادق لعزاء مستمر ويلطمون ويطبخون ويقدمون التوابيت في كل مناسبة، كما زادوا في أعداد نشر صور زعمائهم هذا العام، وكان قائدهم مقتدى الصدر المقيم في إيران، صرح برفضه للاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها مع الولايات المتحدة قريبا، تجاوبا مع فتوى آية الله علي الخامنه ئي.
لقد تمخض حراك العملية السياسية عن إسلام سياسي يمثله الدعوة والمجلس، وهؤلاء استلموا أكثر مما حجزوا من حصتهم في الثروة والنفوذ والسلطة، وتيار صدري بلا منظرين سياسيين يوجهون لاستثمار زخم الشارع العراقي، بغرض تمكينه من طرح اجندات وطنية لا إقليمية، والمشاركة الفاعلة في إعادة بناء العراق، وهكذا نرى الجميع ما يزال يعيش في الماضي ويستثمره لصالح اجنداته، فلا الصدريون ولا أية جهة في أحزاب الاسلام السياسي، طرحوا برنامجا وطنيا وخطابا متوازنا لبناء الدولة ومؤسساتها، وتركوا لطم الصدور والطبيخ والتوجه للابداع والابتكار برؤية مستقبلية قبل أن يضيع العراق وسط دوامات الارهاب والنهب المنظم المتواصل لثرواته، ناهيك بالمؤامرات الخارجية التي تحاك ضد الشعب والوطن!
لو كان القضاء مفعلا وفاعلا في الناصرية، والأجهزة الأمنية تنسق فيما بينها على درجة عالية من الحرص والوطنية، لتكون قوية بما فيه الكفاية لردع المخالفين والخارجين عن القانون، لاتبع سكان منطقة الحبوبي وحوالي مديرية التربية وشارع عشرين، بل وأية منطقة أخرى تشكو من الضوضاء والضجيج، السكة الصحيحة برفع دعوى قضائية ضد مقيمي السرادق، ولاحتاجت العملية إلى مفارز الشرطة، لاإلى إنزال جوي ونشر الخوف والرعب بين المواطنين الآمنين، وتنتهي العملية كلها خلال وقت قصير، ويودع المذنبون على ذمة التحقيق لحين بت المحاكم المختصة بقضيتهم.
أدين تحليق طائرة مدنية على علو منخفض لأن صوتها يرعب الناس في مدينتي، كذلك أدين هذا الانزال جملة وتفصيلا، فهو مرفوض ومدان، لكن سيكون هناك إنزال ثالث ورابع بحجة البحث عن مطلوبين لمتعددة الجنسية، لكن الحقيقة هي لتأديب الكثيرين من عناصر التيار الصدري ممن تؤويهم سرادق العزاء، ويجدون فيها فرصة تحت ستار ديني وطائفي للاعتداء على الحريات الشخصية وإثارة الضوضاء والضجيج وغيرها، ولاشك أن الحل يأتي من الأرض لامن السماء، وكان على الحكومة أن تخلق فرص عمل متساوية، لهؤلاء العاطلين الباطلين في الناصرية، ولن تلزم متعددة الجنسية حدودها في الأرض والسماء مالم ترى بعينها، أننا التزمنا حدودنا وعرفنا قيمتنا أمام نفسنا وشعبنا وقمنا بما يتوجبه بناء العراق الجديد ونشر راية العدل فيه والمساواة والسلام والطمأنينة.

 

2/11/2008

 

free web counter