| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الثلاثاء 2/11/ 2010



كلمات -340-

ذبح المسيحيين وتفجيرات بغداد الارهابية رسالة سعودية !

طارق حربي

عملية إرهابية نوعية، نفذها شياطين مايسمى بـ "دولة العراق الاسلامية" التابع للقاعدة المجرمة في بلاد الرافدين، هجوم مباغت قام به مسلحون على الأبرياء من المسيحيين العراقيين في كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد فيما هم يؤدون قداس يوم الأحد الماضي.

عملية ارهابية جبانة راح ضحيتها 152 مواطنا بين شهيد وجريح، خلال ثلاث ساعات من عمر الزمن العراقي الملىء بالمفاجآت، وقبل قليل أعلنت قيادة عمليات بغداد فرض حظر للتجوال على حركة الاشخاص والعجلات في العاصمة، على خلفية سلسلة من العمليات الارهابية نفذت بـ (14) سيارة مفخخة في أنحاء متفرقة من بغداد، راح ضحيتها (323) مواطنا بين شهيد وجريح، في حصيلة غير نهائية مرجحة للارتفاع بسبب تواصل عمليات الانقاذ.
بغداد مجللة بالدماء والحزن والسواد في ظل مستبد صغير لايؤمن بالتداول السلمي للسلطة كما هو منصوص عليه في الدستور، وفرقاء لم يحتكموا إلى نتائج الانتخابات التشريعية فشتتوا جهودهم بين الفتاوى والأجندات الخارجية!
وبدل أن يجد المسؤولون والمستبدون في بغداد حلا لاستعصاء تشكيل الحكومة، وهي الكفيلة بحقن دماء العراقيين وحفظ حياتهم وأمنهم وكرامتهم، راحوا كالعادة يستنكرون ويشجبون العمل الارهابي ويتوعدون الارهابيين!، وأخرج محافظ بغداد رأسه من بين حطام الكنيسة وتبرع لذوي الشهداء والجرحى!، وبدا أن الساسة الجدد جاهزون للتبرعات لا إيجاد حلول جذرية للارهاب في البلد المستباح، ولم يغب عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى عن المأتم فدخل مواسيا!، ولعلع صوت الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ مستمدا خبرة التصريحات من الفضائيات، وأخذ يجبر خواطر المسيحيين في الكنيسة الذين اعتصرهم الألم وراحوا يصرخون ويبكون ويصلون، ولو كنت مكان الدباغ لسكت واعتزلت السياسة وانصرفت إلى الأعمال التجارية (مهنة الدباغ)، بدل القاء الخطب الرنانة في المآسي العراقية وتبييض وجه الحكومة وهو جزء مهم منها..!؟

مذبحة المسيحيين وتفجيرات مساء اليوم وهذا العدد الهائل من الضحايا الأبرياء، هي رسالة سعودية إلى أطراف فاعلة في العملية السياسية، رفضت دعوة ملك الوهابية التي أطلقها قبل بضعة أيام، بطائف عراقي بعد موسم الحج، لإيجاد (حل!) بين الأطراف المتصارعة على المناصب في الحكومة القادمة، دعوة مثيرة للشك والريبة أراد من ورائها ملك الشر والارهاب، الذي أباح دماء العراقيين سنة وشيعة ومسيحيين وملحدين على حد سواء، سحب البساط من تحت أرجل الدعوة التي وجهها مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان إلى الفرقاء للجلوس إلى الطاولة المستديرة، ونسف كل جهود التفاهمات والاتفاقات وماتم التوصل إليه لتشكيل الحكومة، وفيما يتوقع ملك الوهابية أن أطرافا مدعومة من نظامه ستقبل بطائفه الشرير وترفضه أخرى، أراد أن يكون ثمن لرفض دعوة ملك، لايرد له طلب في العراق الضعيف المفتوح من كل جهاته وعلى كل جروحه، وجاءت هذه الرسالة المؤلمة بعملية نوعية ذبح فيها المواطنون العزل، وتدخلت فضائية البغدادية البعثية واتصلت بالارهابيين لتسهيل مهمتهم، واشتبكت الخيوط الاجرامية بين الاعلام الموجه ضد الشعب العراقي ورؤوس الفتنة في الرياض والقاهرة!

وإذا كان وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي، قام بتزويد القوات الأمنية بمعلومات حول هجوم محتمل على عدد من الكنائس ببغداد يقوم به تنظيم القاعدة الارهابي، لكن تلك القوات لم تتعامل مع المعلومات بجدية، رغم تأكيد قيادة عمليات بغداد استلامها لتلك المعلومات، فإن جزءا من مسؤولية ذبح المسيحيين، يقع على عاتق القوات الأمريكية والعراقية المشتركة، التي اقتحمت الكنيسة ولم تتفاوض مع الارهابيين على الرغم من تهديداتهم أنهم سيقومون بقتل كافة الرهائن لو اقتحمت هذه القوات الكنيسة!

وسرعان ماتبنى تنظيم ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية " العملية الارهابية، وجاء في بيان له نشر على مواقع الارهاب التي تدعمها السعودية "صالت ثلة غاضبة من أولياء الله المجاهدين على وكر نجس من أوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لحرب دين الإسلام وأرصادا لمن حاربه". ، تبا لكم ومثواكم النار وقعر الجحيم والله إنها صولة الجبناء على الأبرياء، صولة المجرمين النجسين الذين يلوغون بدماء المواطنين العراقيين القانتين بين يدي ربهم الذي هو ربكم ورب الانسان والحيوان والنبات، إن المسيحيين المسالمين أبناء العراق الاصلاء لم يحاربوا دينكم الصحراوي ولم يقتلوا ذراريكم ولم يعتدوا على حرماتكم، لكنه التعصب الأعمى والارهاب المدعوم من نظام الوهابية الشرير، الذي لاينام له جفن حتى يعربد شياطينه في العراق العزيز لايقاف الحياة فيه والحيلولة دون بناء دولة المؤسسات الدستورية والديمقراطية!

إن كل أنواع الشجب والاستنكار لاتنفع أمام ضراوة العمليات الارهابية السعودية، وإذا كان ملك الإرهاب يريد ثمنا لطائف عراقي ولد ميتا ولم يكن أكثر من فرقعة اعلامية أعطيت أكثر ما تستحق، ويمكن أن تكون عملية سيدة النجاة ضمن مخططها الشرير، فإن ثمن هذه العملية الإرهابية عراقيا هي تقديم المسؤولين الأمنيين إلى المحاكمة لتقصيرهم في أداء واجباتهم بحفظ أرواح العراقيين، وعلى الحكومة وضع حماية خاصة على دور العبادة لاسيما الكنائس، لأن المسيحيين وكما يبدو من تسلسل صولات الجبناء هم الحلقة الأضعف وهدفا سهلا للتكفيريين، وقد هجروا من ديارهم وشردوا وقتلوا منذ التغيير حتى جريمة الكنيسة، وكذلك تشكيل الحكومة بأسرع مايمكن ووضع الحلول الجذرية لمواجهة الارهاب وحقن دماء العراقيين كافة بلا تمييز بين أديانهم وطوائفهم وقومياتهم.
 


2/11/2010
 

 

free web counter