| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

السبت 28/11/ 2009



كلمات -283-

ماذا يعني ضرب صورة الملك السعودي بالاحذية في تركيا!!؟

طارق حربي

تأخر ضرب صور الزعماء العرب بالاحذية ولم تصبح (سُنّة)، منذ نعال أبو تحسين الذي تولى به صورة للمقبور صدام حسين، يوم سقوط نظامه الفاشي سنة 2003، وكنت أنتظر بفارغ الصبر، أن تضرب صور مبارك بنفس النعال!، وذكرت غير مرة أنه "جلس" على قلوب المصريين أكثر مما جلس عبد الناصر، حتى أوصل مصر إلى مهاوي الجوع وأعلى درجات من التلوث البيئي، وأسكن المواطنين الاحياء في المقابر مع الأموات، ويقوم منذ فترة طويلة بتلميع صورة ابنه، لتوريثه كرسي الرئاسة، فتصبح الوراثة في السياسة مثل الوراثة في الفن المصري!

القوات المسلحة السعودية التي لم تكن لها بطولات ومآثر عربية أو اسلامية مشرفة في التأريخ، والتي تمكنت (عشيرة آل جويبر) العراقية الشجاعة، ذات ليلة مظلمة مثل الليالي التي تمر هذه الايام على مدينة صعدة اليمنية، تمكنت بالعصي وأوتاد الخيام والسكاكين وصيحات (الله أكبر) لاغير، من هزيمة إحدى قطعاتها المسلحة بالدبابات وناقلات الاشخاص في مخيم رفحاء (صيف 1991)، وكنت شاهدا على الهجوم الجبان غير المتكافئ الذي وقع على لاجئين عزلا في مخيم معزول في الصحراء، وكانوا يقولون لنا بأننا (ضيوف في عيون الملك فهد!!!).

أذكر أن العشيرة أسرت جنديين سعوديين وغنمت سلاحهما، وبادلتهما في صباح اليوم الثاني (بعد مفاوضات شاقة مع شيوخ العشيرة وشباب الناصرية) بـ 15 لاجئا أسيرا، وأوقعت دبابة معتدية في حفرة عميقة بين الخيام، وضحكنا ونحن (وسط المأساة) على عدد من الجنود، رأيناهم يفرون من ساحة المعركة نحو الاسلاك الشائكة، التي كانت القوات المسلحة والاستخبارات ضربيتها حول المخيم!!

تشن القوات الجبانة منذ أسابيع هجوما كاسحا على مدينة صعدة اليمنية، تحاصرها وتوقع بسكانها الحوثيين الشيعة مجازر بشعة، بالتواطؤ مع شبيه صدام في العاصمة اليمنية صنعاء، تتواصل مشاهد الموت والدمار في تلفزيونات العالم، دون أن يتحرك للرأي العام العالمي ومنظماته الانسانية ضمير أو يطرف لها جفن!، وكيف ذاك وهي التي دافعت بالامس عن صدام وأركان نظامه في حكمهم ثم في سجنهم!!

وظف الاعلام السعودي في الداخل والخارج كل امكانياته، وأعيدت صور الجبان خالد بن سلطان بن عبد العزيز الوهابي إلى الواجهة، باعتباره بطلا وهو ليس كذلك، ونظامه الارهابي الرجعي على امتداد تأريخه، كان من اكبر صناع المجازر البشرية في العالم ولاسيما العربي والاسلامي، ليس اليوم لكن منذ الهجمات الوهابية على كربلاء والنجف والناصرية والسماوة والبصرة، خلال صعود الوهابية منذ منتصف القرن الثامن عشر، ومازالت ترسل الارهابيين إلى بلادنا منذ التغيير حتى اليوم، وفي افغانستان لها دور إجرامي معروف، وتآمرت على مصر عبد الناصر في قضية اليمن سنة 1962 ، وحالت دون استقرار لبنان في فترة السبعينيات من القرن الماضي، وتآمرت في السر والعلن على الشعوب المطالبة بحريتها واستقرارها، وأنفقت المليارات من عائدات النفط لنشر الوهابية في أرجاء العالم المختلفة.

لو كان النظام الفاشي في السعودية حريصا على العروبة والاسلام، لهاجم اسرائيل وحرر بيت المقدس والجولان وجنوب لبنان، وكل الأراضي العربية المغتصبة دون الحوثيين الشيعة، وماأسهل ما تلصق تهم اتصالهم بايران وحصولهم على أسلحة منها، باختصار : هي حرب مقدسة تشنها مملكة الرمال والممنوعات والوهابية على الشعوب الضعيفة.

إنه اعتداء على الانسان بغض النظر عن قوميته وطائفته ولونه، وإبادة جماعية، اللافت أن المظاهرات احتشدت أمام القنصلية السعودية في قلب المدينة التاريخية اسطنبول، وضربت صورة الملك السعودي بالنعال!، و(أعلن المتظاهرون عن دعمهم للشعب اليمني في صعدة وطالبوا بالإنهاء الفوري للحصار المفروض عليهم وإيقاف الغارات الشرسة المفروضة على المحافظة، وقاموا بقذف صور الملك السعودي بالأحذية وإحراقها مرددين شعارات " الملك السعودي قاتل" و"أمة الإسلام لا تقبل الذلة".) ، لكن لم تخرج مظاهرة واحدة منددة بالابادة الجماعية للحوثيين في العالم العربي، مايذكر بايام قوة المقبور ونظامه في الابادة الجماعية لشيعة العراق، عبر الحروب والمقابر الجماعية، وغزو الكويت التي ساعدته (ومعها السعودية نفسها) ضد شعبنا، وقلبت له رأس المجن فيما بعد، واليوم يأتي دور السعودية : أكبر لاعب في المنطقة بقوة بترودولارها، وتواطؤ العالم الغربي معها بمنظماته (الصليب الاحمر والهلال والعفو الدولية)، التي تساهم السعودية بتمويل هذه المنظمات وغيرها، لقاء السكوت عن تمرير مخططاتها ضد شعوب المنطقة العربية والاسلامية.

مثلما استطاعت السعودية اقناع الولايات المتحدة واسرائيل والعالم الغربي، بان الخطر على أمنها لايأتي من نظام صدام حسين وبن لادن والقاعدة، بل من الشعب العراقي خلال انتفاضة آذار الخالدة سنة 1991 نظرا للتباين الطائفي معه وكراهيته الممتدة عبر القرون، كذلك استطاعت اقناعهم بأن الخطر لايأتي من التطرف الوهابي الذي حبس العالم انفاس العالم في 11 سبتمبر 2001، بل من العراقيين الشيعة والحوثيين وبالغت في قمعها لسكانها من الشيعة في الاحساء والقطيف، وغيرهم من الشعوب الناهضة نحو نيل حريتها وحياتها الحرة الكريمة.

إن ضرب الرؤساء والملوك العرب بالنعال عني تغييرا في آليات كراهية الشعوب لحكامها، وتفتح باب الجرأة واسعا لنيل حريتها والخلاص من طواغيتها، وواقعة اسطنبول حيث ضربت تشفي صدور المغلوبين بأنظمة الحكم والفقراء والشيعة في منطقة الأحساء والقطيف، الذين ذاقوا الويلات من الجيش السعودي، وكم نحن بحاجة إلى مثل تلك الفعاليات لارسال رسالة واضحة إلى الشعوب الأخرى عبر وسائل الاتصال الحديثة والسريعة، إلى أن نعال أبو تحسين مشروع دائم ومُشرعٌ بوجه الملك الوهابي وغيره، حتى يأتي اليوم الذي يزيحه الشعب السعودي من قلب الجزيرة العربية، كما أزاح العراقيون صدام ونظامه الدموي من قلب بغداد الحبيبة.




28/11/2009
 



 

free web counter