| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الثلاثاء 28/12/ 2010



كلمات -348-

بانتظار صولة (أبو الفرسان) على المعاهد والجامعات العراقية!!

طارق حربي

بعد مضي أقل من أسبوع على اعلان وزارة المحاصصة المالكية الثانية، هرع وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المعلم علي الأديب أحد زعامات حزب الدعوة الظلامي، إلى أحد مراجع النجف يستفتيه بعمله، وماذا يفعل في المعاهد والجامعات العراقية، خلال السنوات الثلاث القادمة المتبقية من عمر الحكومة!

ولاأستبعد أن يحذو حذوه عدد من الوزراء في حكومة أم المهازل الجديدة، ليس لأنهم مقلدون لاقدرة لهم على الابداع والابتكار وتطوير وزاراتهم وجعلها في خدمة الشعب والوطن، أو بلا عقيدة أو فكر عراقي يؤهلهم لنيل الوزارة، لكن كل منهم قدم من حزب ديني، وله أب روحي لابد من أن يرد إليه واجب الشكر في دعمه للوصول إلى الوزراة، وهكذا سيقوم كل وزير بزيارة مرجعه واستفتاءه لتزويده بخارطة طريق، يرفعها لاحقا بوجه الشعب العراقي وينفذ فيه أجنداته الطائفية الإيرانية وأمراضه المستعصية .

المرجع الديني بشير النجفي دعا وزير التعليم الجديد الفلتة إلى وضع حد "لثقافة الاختلاط والميوعة" في المعاهد والجامعات العراقية" ونبه إلى أن "هناك أجندات خارجية تُريد النيل مِن طلبة الجامعات بنشر ثقافة الاختلاط والميوعة لإبعادهم عن أجواء طلب العلم والتقدم"، وطالب "وزير التعليم بوضع حد لهذه الثقافة المنتشرة حاليا في الجامعات والمعاهد". ولم يكذب الوزير خبرا فأكد للمرجع "أن وزارته ستكون جادة لأخذ وصايا المرجعية النيرة بعين الاعتبار" ، مستعرضاً للمرجع النجفي ما سيحمله مشوار حقيبته الوزارية!

لم يسأل الأديب عن أسباب تردي واقع الجامعات العراقية، أو يعيد النظر في مناهجها ليجعلها تواكب العصر، لم يحقق اجتماعا مثمرا مع أركان وزارته قبل المرجع، ليناقش معهم أسباب انخفاض المستوى التعليمي، لم يبحث المشاكل التي تعترض طريق البحث العلمي بعد سنوات الحروب والحصار، ناهيك بتخلف الجامعات عن نظيراتها في الدول العربية والأقليمية، لم يبحث سبل تشجيع روح البحث العلمي وتهيئة المصادر الحديثة، وتذليل الكثير من المشاكل والمعضلات التي تواجه الطلبة في الدراسات العليا، لم يكلف نفسه البحث في سيطرة الأحزاب الدينية وسريان الخوف والترهيب في أروقة الجامعات، نشر الشعارات الدينية والطائفية ماولد الكثير من المشاحنات بين الطلبة من مختلفي الاتجاهات والميول، أو تدخل عدد من الطلاب المؤدلجين حتى في حفلات التخرج وجعلها دينية وبلا تصفيق رجاء!!

كما لم يناقش مع أركان وزارته قضايا حساسة مثل تصفية بعض الأساتذة في إطار قضايا خلافية، قد يتخذ فيها الأستاذ نفسه موقفا مضادا استنادا لما يجري في الساحة العراقية، ومايوافق ضميره وشهادته الأكاديمية، لم يناقش الأديب أسباب انهيار شبه كامل للبنى التحتية في الجامعات، والعمل بسرعة على إنشاء بنايات ومرافق ومنشآت وتوفير مستلزمات الراحة والنظافة، لكنه هرب إلى المرجع ليبارك له ويستلم منه فتوى يستند إليها خلال صولته القادمة ضد الطلبة، كما صال وزير التربية السابق طاهر الخزاعي، وسمح لحمايته بتوجيه الرصاص إلى صدور الطلاب العزل، الذين احتجوا على خطورة احدى المدارس ببغداد سنة 2008، وكانت مركزا انتخابيا يستخدمه الارهابيون، وانتقدوا سوء الخدمات المقدمة في قاعة الامتحان!

في المشهد الأسود الذي تبرز فيه استعصاءات كثيرة تواجه الشعب العراقي، وتعجز الحكومة عن حلها، التخلف الاقتصادي وتراجع الخدمات وانتشار الخرافات وارتفاع مستوى البطالة وانعدام وجود برنامج وطني، لانقاذ العراق من محنته التي ستتفاقم مع الحكومة الجديدة التحاصصية، أصبح الهروب إلى المرجع سنة، ولاهمَّ للطائفين إلا محاربة الشعب العراقي تحت عناوين مختلفة، مرة بدعوى شرب الخمور، اختصارا لمبدا التضييق على الحريات المدنية وخبثا واضحا والتفافا على حقوق المواطنة التي نص عليها الدستور، وأخرى بمحاربة "ثقافة الاختلاط والميوعة" ، وكأن العراق أصبح عنوانها الأبرز، ولم يصدق الطلفاحيون الجدد فهرعوا إلى المراجع يستفتونهم لملاحقة المواطنين باسمهم ومن يستطيع مخالفة فتوى المراجع في العراق اليوم!

لاشك أن السياسة التي يتبعها علي الأديب في إدارة وزارة التعليم العالي، تعتبر امتدادا لسوء إدارة وزير التربية السابق، وتتناغم مع سياسة الزيدي رئيس مجلس محافظة بغداد، في هجومه على الحريات المدنية بدعوة شرب الخمور، واستخدام زخم شهر عاشوراء في الهجوم غير المبرر إلا لصالح أجنداته الطائفية، وهي بالتالي سياسة تسير بهدي من برنامج الحكومة الذي أعلنه نوري المالكي امام البرلمان مؤخرا، ولاسيما في الفقرة 34 منه (حماية المجتمع من الممارسات التي تتعارض مع الدستور والقيم الدينية والأدبية التي عرف بها المجتمع العراق) ، الفقرة التي تغازل المتشددين في حزبه وتضيق على الحريات، وسوف يقوم الأديب لاحقا بتنفيذ اجندات ايرانية باسم المرجعية الدينية وانتظروا صولة ابو الفرسان قريبا، وستعاني الجامعات العراقية مزيدا من الانتكاسات في عهده الظلامي، وواجب على منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والمستقلة، مجابهة قوى الظلام والتخلف وفضح زيفها وعدم استحقاقها لوزارة يفترض أن تكون بعيدة عن المحاصصة الطائفية المقيتة.

 

28/12/2010
 

 

free web counter