| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

                                                                                  الأربعاء 26/5/ 2010



كلمات -314-

الصدقات الجديدة للـ (PRT) توزع على سكنة (حي التنك) بالناصرية!

طارق حربي

قام فريق الأعمار الـPRT التابع للأمم المتحدة (يقع مقره في قاعدة ميتكا غربي الناصرية ويديره أمريكيون وإيطاليون برئاسة الدتورة أنا براوس) اليوم بمساعدة شرطة ذي قار بتقديم مساعدات عينية (برادات ماء / مكيفات هواء / خزانات مياه / مولدات كهربائية) في أكثر المناطق بؤسا وحرمانا (حي التنك) الواقع غربي الناصرية وكان الـPRT قام قبل فترة بتوزيع مواد غذائية على عدد من العوائل المتعففة في المدينة المهملة التي تسيطر على مجلسها التشريعي وإدارة محافظتها الأحزاب الدينية منذ التغيير حي التنك ولاأعرف لماذا أطلق عليه اسم (حي الرسول!) لايمكن أن يستوعب فقره وبؤسه عقل نظرا لوقوعه في واحدة من أغنى دول العالم بالبترول فهو حي عشوائي مبني وسط أكوام من النفايات والأزبال والخردة وفيه خيام منصوبة ومسيجة بإطارات السيارات تنعدم فيه الخدمات وشروط المعيش الانساني ولايتجاوب مسؤولو الحكومة المحلية في ذي قار مع عدد من مطاليب سكانه بتعبيد الشوارع ورفع النفايات ومد خطوط الكهرباء النظامية والتحذيرات التي يطلقونها بين وقت وآخر من مغبة تعرض الأطفال لحوادث الكهرباء نظرا لوجود الاسلاك العشوائية الممتدة في كل مكان هذا الحي نزلت عليه اليوم صدقات الـ (PRT) وغطته الصحافة المحلية سيارات حمل ومواد كهربائية كبيرة وشرطة ممثلة بقائدها اللواء صباح الفتلاوي وأخذت أتأمل في صورة المرأة الفقيرة الواقفة هي وأطفالها وراء باب (بيتها!) تدخل عليها الدكتورة (أنا براوس) رئيسة فريق الاعمار بجهاز كهربائي (يعلم الله كم هو بخس الثمن في دولة المنشأ!؟) وليس زوجها من دخل عليها أو أم البيت نفسها هي من قامت بشراء أدوات مطبخها وآثاث منزلها بما يلائم ذوقها ومزاجها بعدما حررتها الحكومة العراقية اقتصاديا بعد سبع سنوات من التغيير وفرت لها عملا مناسبا يحفظ لها حقوقها وآدميتها ويسعد أطفالها فلاتحتاج إلى أن تمد يدها لأحد لأنها ببساطة بنت هذا البلد ولها حق عليه يسمونه في الدستور الموضوع على الرف "حق المواطنة" وثرواته ثرواتها والخير الذي يصيبه يصيبها وتحت قدميها تجري بحيرات من الذهب الاسود التي تذهب وارداته السنوية المليارية إلى جيوب المتنفذين في الأحزاب والكتل السياسية والشخصيات ومن جهة أخرى لاأستثني فريق الاعمار نفسه من الفساد وهم أهل المافيات والفضائح والحروب والقتل وقد أثيرت حول الفريق بين وقت وآخر ملفات الفساد وفاحت روائحها النتنة وكان آخر تلك الملفات فضحها نائب رئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الهادي موحان باتهام الفريق بأنه (ينفذ مشاريع وهمية غير مطابقة للمواصفات القانونية) ودعى إلى (تشكيل محكمة دولية للتحقيق في الأموال التي صرفها!؟) و (إحالة العديد من المشاريع التي تهم ذي قار إلى شركات غير معروفة!) بحسب المعاون الفني لمجلس ذي قار عبد الحسين هادي هجر لم لا وقد عاش أعضاء الفريق في العراق وعرفوا أهله وحكومته وأحزابه (المجاهدة!!) سابقا الفاسدة بعد التغيير وشخصياته القادمة من مخيال الف ليلة وليلة حيث أجواء اللصوصية والأربعين حرامي وتطبعوا بالفساد وتعاملوا مع الشركات وفيها الوهمي ومن لايخاف الله أو يستحي من أهالي حي التنك وهاهو الفريق "طلع أشطر" وأثبت اليوم أنه يعمل بكل شفافية ونزاهة و(يخمس) أمواله في العلن وأمام وسائل الاعلام أفضل من سراق المال العام في محافظة ذي قار الذين في الخفاء سمنوا أرصدتهم في إيران وسوريا والامارات ولندن وسواها وإذا كان (المؤمنون) يسرقون المليارات ويرمون إلى الفقراء بالفتات فإن فريق الـPRT هو الآخر عرف اللعبة وسار في نفس الطريق ثم أن المواد الكهربائية التي تم توزيعها اليوم كان يمكن لأي موظف أن يشتريها وأي مواطن بسيط يقبض من الضمان الصحي ممن تعمل به الدول العادلة التي تحترم آدمية مواطنيها بل حتى بعض الدول التي ليس لها موارد اقتصادية عظيمة مثل العراق وكان يمكن شراء هذه المواد من السوق دون الحاجة إلى مد اليد العراقية إلى الأجنبي يصرف علينا من ثرواتنا وهو في بلدنا بعدما استقطع حصته وزيادة مايعني بالدليل القاطع أننا لحد اليوم نشكو مرض الطفيلية السياسية وغير مؤهلين لانفاق ثرواتنا الوطنية ونحتاج إلى الرجل الأبيض ليصرفها علينا سواء بالقطارة أو الفتات يزكي ويخمس بفقرائنا فمن الحصار إلى البطاقة التموينية التي يشكو الكثير من المواطنين افتقاد عدد من مفرداتها (السكر مثلا/قال لي صديق قبل ثلاثة أيام إنه لم يستلم هذه المادة منذ حوالي ستة أشهر!؟) إلى صندوق التعويضات الذي تولته الأمم المتحدة بقرار من المجتمع الدولي وغيرها إن مشهد السيدة العراقية وغيرها من المشاهد في حي التنك اليوم وكل يوم تسلب العقل وينخلع لها قلب الانسان سواء كان قريبا منها أو بعيدا في قارة نائية لاسيما البيوت المهدمة والسياجات المبنية بالتنك والأبواب المخلعة وحفاة الأطفال والمستنقعات والبيوت المبنية من الطين والبلوك واللبن والخيام التي تداخلت معها الحيوانات (الأغنام) في أرض السواد وبلد الخيرات الوفيرة.


26/5/2010
 

 

free web counter