| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأحد 25/10/ 2009



كلمات -276-

مذبحة الصالحية : مطلوب محاسبة الوزراء الأمنيين..!!

طارق حربي

كشفت العمليتان الارهابيتان الجبانتان اللتان وقعتا قبل ظهر اليوم في منطقة الصالحية ببغداد، واستهدفتا وزارة العدل ومجلس المحافظة، كشفت هشاشة الأجهزة الأمنية المخترقة وولاءاتها السياسية، وخفايا الدعم اللوجستي الموضوع تحت تصرف الارهاب وامتداداته، سواء في داخل العراق أو في دول الجوار، أعادت المذبحة إلى الواجهة سؤالا قديما جديدا، لايتوقف عند تطهير الأجهزة من بقايا النظام البائد، أو ضعف التنسيق بينها لدفع الارهاب عن العاصمة، بل يصعد إلى راس الهرم : نظام المحاصصة الطائفية والقومية، الذي أوصل الملف الأمني إلى مزيد من التدهور بعد انفراج نسبي، وإلى ذروة الصراع الدائر بين الكتل السياسية نفسها، سواء في التمسك بالسلطة والحصول على المزيد من الامتيازات والنفوذ، أو التهيؤ للانتخابات البرلمانية القادمة بكل شراسة وصلت أحيانا إلى حد التسقيط للشخصيات والأحزاب، والانشغال عن هموم الشعب والوطن بكل ماله علاقة بالمنطق الحزبي والفئوي.

واضح أن الارادة السياسية لم تتوحد لحد اليوم، رغم مايكتنف العراق من مخاطر جدية، أما أقرب مثال على الفرقة والتشرذم، فهو تحويل قانون الانتخابات قبل أيام إلى المجلس السياسي للبت فيه، بعد فشل البرلمان في عملية التصويت عليه وإقراره.

كالعادة وبعد كل عملية إرهابية تهز العاصمة خاصة، سارع وزراء في الحكومة إلى اتهام البعث المقبور وتنظيم القاعدة، عزوا عوائل الشهداء والجرحى، وقال وزير الداخلية جواد البولاني إن " الجهات التي نفذت تفجيرات الأربعاء الدامي (19 آب/أغسطس الماضي) هي نفسها المسؤولة عن تفجيرات اليوم في بغداد"، وأن " لدى الوزارة معطيات تؤكد ذلك وهي تستند إلى التحقيقات التي أجرتها مع الشبكة التي ألقي القبض عليها) و (وتوقع أن تشهد الأشهر الثلاثة القادمة تصعيداً في أعمال العنف، لتعطيل نمو الدولة والديمقراطية والانتخابات)، شخصيا لاأعرف ماذا سيفعل الوزير بالمعطيات والتحقيقات والفذلكات اللغوية.!؟، لاأفهم كيف يمكن لوزير أمني وصف العمليات الارهابية، هذا الوصف الدقيق في الفضائيات، دون العمل المستمر على دحره عبر جهد مهني ووطني..!؟، ومافائدة وجوده هو ووزير الأمن الوطني على رأس الوزارتين، وكذلك الأجهزة المنتشرة في أرجاء العاصمة لاسيما (قيادة عمليات بغداد)..!!؟؟

لقد فوجىء الجميع بوقوع العملية الجبانة داخل المربع الأمني، الذي من المفترض أن يكون بمنأى عن وصول الأيدي الاثمة، وخرج علينا مسؤول في إحدى الفضائيات الطائفية (يتظلم ويشتكي!!)، على طريقة الملالي في الحسينيات بقوله : ماذا فعلنا لدول الجوار لكي تفعل بنا كيت وكيت، وأقول له : بدلا من طرح المظلوميات في الفضائيات، عليكم وضع الحلول الفورية وقبل ذلك توحيد إرادتكم أمام أعداء العراق، فالعامل الخارجي دخل عليكم في داركم حينما رأى هشاشة الطبقة السياسية، التي عملت منذ التغيير حتى اليوم لحساب أجندات خارجية وطائفية، وأمسى العراق ساحة لتصفية الحسابات للعودة بنا إلى المربع الأول، أي مربع نظام صدام الفاشي المطلوب عربيا وإقليميا، وإذا كان الشعب العراقي تخلص من عهده الأسود إلى الأبد، فإن الساسة العراقيين ورثوه كمشروع سياسي وفكر فاشي، وساروا على خطاه وهذه هي النتائج ..!!

باختصار : ليس طرح المظلوميات ورفع الشكاوى في الفضائيات، واتخاذ العملية الارهابية مناسبة في مضمار السباق للانتخابات البرلمانية القادمة، لكن استدعاء الوزراء الأمنيين إلى البرلمان ومحاسبتهم واستبدالهم، إذا كنتم تحترمون شعبكم ودماءه الزكية المسفوحة بغير وجه حق، وانتم السبب بكل مايجري في العراق، يجب كشف المقصرين بشفافية وامام الشعب العراقي لتجاوز المحنة وقطع الطريق أمام أعداء العراق الجديد.


25/10/2009
 



 

free web counter