| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الجمعة 25/7/ 2008



كلمات -2006-

الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في العراق !

طارق حربي

تشير التقارير الأخيرة إلى أن الكثير من إرهابييّ القاعدة في العراق، إما أنهم عادوا إلى أوطانهم أو ذهبوا للقتال في أفغانستان، مايشير إلى هزيمتهم الاستراتيجية في بلادنا، بعدما لاقوا صعوبات من العمل في المناطق السنية غرب البلاد، حيث اتحدت القبائل هناك منذ العام 2006.
إن اسلوب العمل الذي اتخذته القاعدة في المناطق السنية : الإذلال وفرض القانون الشرعي والتهديد، إنشاء حكومات الظل والقسوة المفرطة ضد المدنيين في المناطق السنية، جعل فكّ الارتباط معهم أمرا ملحا، ماأدى بالتالي إلى تخليص خيوط القاعدة الارهابية من خيوط والإرهابيين والمسلحين العراقيين، وأنتج الصحوات.
ومالبثت أن وجهت الصحوات والقوات الأمنية ضربات ماحقة لفلول القاعدة، التي حاولت من خلال ادعاء بناء الدولة الإسلامية، مستندة إلى التمويل الخليجي ودعم دول الجوار السنية، وفي كثير من الأحيان التسهيلات الايرانية اللوجستية، حاولت ممنية نفسها بإذلال سنة العراق باللعب على الوتر الطائفي، لكن هيهات إذ لم تستطع القاعدة رغم ماسوغ لها الاعلام العربي المأجور، إمكانية أن تجد لها مكانا في العراق بوساطة من اسموهم المقاومة الوطنية، وزينوا لهم ارتكاب المجازر بالأبرياء العراقيين.
معلوم أن أحد أسباب قوة القاعدة في أفغانستان واستمرارها، وجودها تحت جناح نظام طالبان، الحاضنة الارهابية الظلامية، وتلاقي أهدافهما الاجرامية، ومن الطبيعي أن لم تجد القاعدة في العراق مثل تلك الحاضنة، رغم التحشيد الطائفي، كما لم تستطع أن تُوجد لها مثيلا رغباتُ دول الجوار السنية، وبمرور الوقت إنحسر تأثير القاعدة بفعل تعاظم وعي الفئة المغلوبة على أمرها والمرتهنة إلى تعاليمها، فعادت إلى الحاضنة العراقية بعد تشتت وتشرذم، خلال مرحلة الفراغ السياسي والانفلات الأمني بعد سقوط نظام صدام الفاشي.
ولعل قوى سنية وفعاليات لم ترض بالاجنبي، مهما كانت صفته الطائفية الدخيلة، لم ترض بالمجازر التي وقعت بإخوتهم العراقيين، في عمليات كتلوية ظاهرها الايقاع بقوات الاحتلال الأمريكي، وباطنها القتل الذريع بمن يتقاسم مع أهل المنطقة الغربية الأرض والمصلحة المشتركة والتأريخ والدم.
إن مايهمني هو أمر بلادي : فهزيمة القاعدة المنكرة على أيدي الصحوة في الأنبار، وطرد الأهالي لهم من بيوتهم ورفضهم وتسليمهم إلى الجهات المختصة، تحتاج إلى تعزيزها في الموصل وديالى، آخر معقلين للقاعدة، حتى ينقطع أصلها ولن تجد لها ملاذا آمنا في عراق جديد ينشد السلام والامن والطمأنينة.
إن الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في العراق، تؤشر أن طريق الارهاب لن يجد نفعا مع شعبنا بكل أطيافه، وأقرب دليل على ذلك هو جبروت نظام صدام الساقط قبل خمس سنوات، كما لم يجد نفعا تشكيل حكومة إرهابية ووزارة وكل أنواع الدعم الاقليمي، لأن وعي العراقيين بحاضرهم ومستقبلهم زلزل الأرض تحت اقدام الطائفيين والارهابيين، ووحد أبناء الوطن الواحد إزاء خطر خارجي.
وإذا صح أن فئات وجمعيات خيرية وأطراف في الحكومات العربية وشخصات، زائدا أحزاب تعاني من الاقصاء والتهميش والاحباط، تتبنى مفهوم القاعدة للإسلام، يصح أيضا إن جماهير عريضة من العالمين العربي والاسلامي، أخذت ترفض ذلك المفهوم المبني على ذبح الناس بالجملة والمفرق، وفرض الدين بقوة السلاح ونشر الطائفية.
ولعل استمرار العمليات التي تقوم بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، حسب مديرها هايدن، على طول الحدود الباكستانية الأفغانية، والقبض على قياديين أساسيين في القاعدة، مايزال أمرا يزعزعهم ويشلّ من عزيمتهم وفعاليتهم.
ولعل المرشح الديمقراطي للرئاسة الامريكية السناتور أوباما، هو الوحيد من بين الساسة الأمركيين، الذي اعترف بان الجبهة المركزية للحرب على الارهاب ليس العراق، ولن تكون كذلك، في رده على خصومه الجمهوريين، بل هي - أي القاعدة - تتوسع أو قل تتقهقر باتجاه باكستان وافغانستان، تتبعهم لعنات العراقيين أحياء وأموات إلى يوم الدين.
 

25.7.2008
 

 

free web counter