| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

                                                                                    الجمعة 25/2/ 2011



كلمات -360-

الحكومة تخاف من شعبها..وانتفاضة (25/شباط) علامة فارقة

طارق حربي

هرعت حكومة المالكي إلى العشائر والمرجعيات وأعادت مقتدى الصدر من إيران، في خطوات متسارعة لضبط الشارع العراقي، وتخويفه من تظاهرة الشباب يوم غد الجمعة 25 شباط، وأصدرت المرجعيات فتاوى تراوحت بين التحذير وتحريم المشاركة في التظاهرة بوجه حكومة المحاصصة الطائفية والقومية، وتوجت الأخيرة خوفها بخطاب رئيسها قبل قليل، بدعوته العراقيين إلى اجهاض التظاهرة وقوله (تظاهروا في كل الأيام إلا يوم غد الجمعة 25 شباط فبراير!) الأمر الذي لم يفعله من قبل حاكم عربي إذ لم يطلب أحد منهم، افشال تظاهرة مطلبية لشباب ثائرين يطالبون بحقهم بالخبز والعمل والحرية، وخلال أيام سقطت كل الأقنعة وأوراق التوت عن حكومة التحاصص القومي والطائفي، ومن والاها من الأحزاب ومن دعمها من المرجعيات ومن نهب في حكمها من ثروات العراق.

لقد فسح الفساد المالي والإداري وتردي الأوضاع الأمنية والطائفية المجال واسعا، لولادة جيل من الشباب المحروم الغاضب، على طبقة سياسية خرجت من رحم إيديولوجيات إن لم تكن ميتة فهي تحتضر، تحت ضربات العولمة وتطور وسائل الاتصال وانفتاح السوق، وعلى خلفية التفاوت بين طبقة نهمة لاتشبع من ضرع العراق بميزانياته الانفجارية، وفئات واسعة مسحوقة من الشعب العراقي، التأم صراع حاد سيتكلل بالنصر المؤزر لقوى الشعب العراقي الديمقراطية الحية، ولما رأت الحكومة أن الحركة الشبابية وصلت إلى عقر دارها الذي فاحت رائحة فساده حتى أزكمت الأنوف، فقدت عقلها وهي ليس فيها عقلاء، وأخذت تعمل منذ أيام على تخويف الشباب من البعثيين والمندسين والمخربين!.

وفي إطار حرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر الذي كفله الدستور، لم تقدم الحكومة لتظاهرة يوم غد، خدمات حق التظاهر السلمي وفق المادة (38 – ثالثا ) من الدستور، مثلما قدمت هي وأحزابها ولصوصها أفضل الخدمات خلال الزيارات المليونية للأضرحة المقدسة عدة مرات في كل عام، مايعني أن التظاهرة أخذت تطرق باب الحكومة بقوة وتخيفها وتزلزل اقدامها، وهي التي تعودت على تدجين العراقيين في مسيرات النواح والزحف المليوني، لكن تخلت عنهم حينما رفعوا رؤوسهم وطالبوا بحقوقهم، وسيروا تظاهرات مطلبية للنهوض بواقع الخدمات ومكافحة الفساد وتحسين مفردات البطاقة التموينية.

وإذا كان حديثو النعمة في الطبقة السياسية جاؤوا إلى السلطة في غفلة من الزمن وتبوأوا المناصب وتنعموا بخيرات العراق، حتى قيل إن نسبة ضئيلة من الشعب العراقي تتمتع بنسبة 75% من الثروات، فإن الشباب العراقي المحروم العاطل عن العمل الجائع والمشرد، بسبب إهمال الحكومية وضعف نظرها وطائفيتها وعدم وضعها الخطط الكفيلة بتشغيلهم وحسابهم كقوة منتجة في المجتمع، هؤلاء الشباب قرروا أن لاتنازل وسيمضون في كفاحهم من أجل نيل حقوقهم في العراق الجديد الذي أشبع وكسا وطمأن نسبة جد ضئيلة فيما أجاع وعرى وشرد الملايين.

ومما فضح ضحالة تفكير الحكومة وخوفها من شعبها، أن وصل الأمر بها إلى تخويف شباب 25 شباط بهيئة علماء المسلمين والبعث المقبور!، وهي تعرف أنهما أصبحا من الماضي جثتين متفسختين، ولاقدرة لهما على القيام بأي فعل ضد العملية السياسية ولاالمتظاهرين المطالبين بحقوقهم، لكن المتسلطين الجدد بان معدنهم الخسيس وتشبثوا بالماضي وآليات العهد البعثي في قمع الشعب العراقي، وقد منحوا لغبائهم الفرصة لإعادة صلات الجثتين ونفخ الحياة في امتداداتها بدول الجوار، لتدخل الحلبة من جديد طرفا ضد الشعب العراقي وتلحق به ضربات مميتة لاسمح الله، وبذلك يكون غباء الحكومة قد أضاف ورقة صراع حسبها العراقيون أصبحت من الماضي، كما أن الفتاوى ستحرق ورقة المرجعيات والشخصيات التي حرمت ونهت عن التظاهرة، وستفقد الحكومة ورقة ضغط المرجعيات في الأزمات التي ستعصف لاحقا بالساحة السياسية وبما يصب في مصلحة الشعب العراقي في مخاضات المستقبل.

إن اصطفاف قوى الظلام والفضائيات المأجورة ومواقع الانترنت التي تضخ إليها الحكومة والأحزاب بأموال السحت الحرام، سقطت عنها أوراق التوت وفهم الشعب الرسالة وساء مايفعلون، إن الذين يتظاهرون يوم غد ليسوا بعثيين كما يريد المالكي وعدد من اللاعبين الأقوياء في المشهد العراقي أن يوهمومنا لتفويت الفرصة وتأجيل التغيير، بل هم عموم الشعب العراقي من البصرة إلى زاخو، وكانوا قدموا أمثلة رائعة في الفترة الأخيرة في عدد من مدن العراق، وأرسلوا رسائل خلال تظاهرات مطلبية في ذي قار والأنبار وبغداد والديوانية والسماوة، فهل يعقل أن كل هؤلاء بعثيون ويريدون تدمير العملية السياسية والعودة إلى الوراء!؟

وإذا كان حديث المالكي وحكومته حول حصولهم على وثائق مهمة لجماعات مسلحة تريد التخريب وقتل المتظاهرين إلى آخره من الأكاذيب لتخويف شباب 25 فبراير، فأين كنتم من قبل ولماذا لم تكتشفوا وثائق ذبحت الشعب العراقي خلال عمليات ارهابية جبانة في شوارع العراق وساحاته العامة ومساجده منذ سنة 2003 حتى اليوم!؟، ثم لماذا لم يعلن المالكي نصائحه إلى الشعب العراقي من قبل، ويوجه بعدم الخروج في المواسم الدينية، خوفا من الارهاب وحقنا لدماء شعبه!؟ لكن يحرض المرجعيات على الشعب العراقي لأن شبابه وصلوا إلى عرشه وسيهزونه هزا ويسقطون الفاسدين وسراق المال العام!؟

النصر المؤزر للشعب العراقي على حكامه الفاسدين
النصر لشبابه وقواه الديمقراطية الحية وطليعته التي تنطلق يوم غد 25 شباط ، بما سيغير في المعادلة السياسية لصالح الشعب العراقي.
 

24/2/2011
 

 

free web counter