| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأربعاء 24/9/ 2008



كلمات -214-

لماذا تلجأ إيران "الاسلام" إلى تفخيخ وسائط النقل في الناصرية!؟

طارق حربي

قبل ثمانين عاما دخلت أول سيارة إلى سوق الشيوخ بواسطة المرحوم الحاج محمود الكريمي بعد آلاف السنين من النقل النهري الذي تلاشت ملامحه في العراق وتلاشى معه اقتراح البريطانيين الخرافي بربط نهر الفرات بالبحر الأبيض المتوسط ومن جملة أسباب تلاشي النقل النهري عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بنهري دجلة والفرات وفروعهما وتطوير المواصلات النهرية فيها وكذلك اعتماد السيارة باعتبارها الواسطة العصرية الأسرع فجُلب منها في بدايات القرن إلى العراق والناصرية صفقات من شركتي فورد وشيفروليت وغيرها واشترى والدي رحمه الله (توفي سنة 1974) ودرست آثار قبره جرافات الحكيم قبل بضعة أشهر لفتح شوارع وأسواق ، إشترى سيارة أجرة نوع شيفروليت (موديل 1952) ليعمل بها داخل مدينة الناصرية قبل أن تتأسس محطة القطار ونقول وداعا للمكير بعدما خلدها العم المرحوم زامل سعيد الفتاح شاعر الأغنية العراقية بأغنية دامعة العينين باكية الفؤاد (مشيت وياه للمكير اودعنَّه..مشيت وكل كتر مني ..انهدم بالحسرة والونَّه) وهكذا شهدت الخمسينات من القرن الماضي والستينات انطلاق شركات النقليات وكل حافلات نقل الركاب من طراز الفولفو سويدية المنشأ لكن المحورة في ورشات النجف (دك النجف!) و (الأقجم!) وأشهر النقليات في الناصرية هي نقليات الناصرية للحاج تقي وإخوانه ونقليات الحاج لطيف ونقليات الحاج سليم ذياب ونقليات الحاج شنان رحمهم الله جميعا وعمل أبي في هذه النقليات جميعها على خط (ناصرية – بغداد) وكانت أجمل سنوات العمر في الناصرية الهادئة التي تزرع الورد والنخيل والنومي الحامض والرمان والتوت لا نأكله إلا على ورق التوت العريض قبل أن تدخل إيران على خط الإجرام والقتل والتفخيخ كما كانت في عصر احتلالها ولاسيما خلال فترة حكم نادر شاه حيث ذبحت من العراقيين الف الف إنسان كما كتب المرحوم علي الوردي في اللمحات ثم تطور حال النقل في الناصرية كما في كل العراق ودرجت في شوارعنا سيارات الفولكا والمسكوفتج ويقال بأن الأخيرة بادلتها الحكومة بصفقة (نعل لاستيك) مع الاتحاد السوفيتي القديم مطلع السبعينات من القرن الماضي وفي عهد "القائد الضرورة" تم التعاقد مع شركتي متسوبيشي لصناعة السيارات والكرونا والفولكسواكن الألمانية المصنعة في البرازيل والمعروفة باسم (البرازيلي) لنواب الضباط والضباط ممن دارت بهم دواليب حروب العراق التي لا تنتهي وممن بقي إلى يومنا هذا شهداء على زمن (الستوتات) الأغبر في واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط فيما المواطن الخليجي جيراننا الأكثر رفاهية وأمنا واستقرارا يقتني أفخر أنواع السيارات الأمريكية واليابانية ولديه سيارة وسيارتان وثلاث وأكثر وإذا تعطلت إحداها يبدلها بأحسن منها لقاء مبلغ بسيط فلا يتعب نفسه ولا يهدر وقته عندهم نفط نعمة وعندنا نقمة وقبل أن تلجأ إيران حسب آخر الأخبار إلى تفخيخ سائط النقل وذبح الأبرياء في مدينتنا بما لا يخطر على بال أحد بمثل هذا الإجرام من دولة تدّعي الإسلام وحقوق الجيرة التي نادى بها الإسلام وكان السواق في ناصريتنا يزينون سياراتهم بصور الفنانين والفنانات المصريين ويعلقون مسابحهم في عتلة المرآة الأمامية وآيات قرآنية وكان الرياء أقل كما هو عليه اليوم حيث تعلق صور الأئمة في الدوائر الحكومية وأمس شاهدت صورة للإمام (ع) كبيرة جدا وملونة وراء ظهر مدير بلدية الناصرية في تقرير نشرته في موقعنا سومريون.نت عن واجب ذكر مشاريع الإعمار التي تقوم بها بلدية محافظة ذي قار وكان ينبغي تعلقيها في البيت فالانسان حر هناك وملزم هنا بتقديم أفضل الخدمات للمواطنين خارج نسق الطائفة وصور رموزها وأدعيتها وعناوينها وتطور الحال في خلال الحرب العراقية الإيرانية فوضع قسم من السواقين في الناصرية وعموم العراق صورة السيد مالك بعدما أشاعت المخابرات العراقية عن كراماته في إطار دوغمائي الدولة البعثية لإلهاء الناس عن الموت اليومي خلال الحرب ودأب شبان من الناصرية إلى تزيين (ماطورسكلاتهم وبايسكلاتهم) (التي تلجأ إيران إلى تفخيخها اليوم مع شديد الأسف) بالألوان البراقة والأشرطة والمرايا وكاسيتات التسجيل ووصلنا اليوم مع الأسف إلى عصر (الستوتة) وهي عربة تشبه إلى حد ما الدراجة الهوائية ولكن بعجلتين خلفيتين ثبت فوقهما صندوق مفتوح لوضع الحاجيات والمشتريات وهي تنتشر في المناطق الفقيرة في دول شرق آسيا، ولعل العراقيين أطلقوا عليها هذه التسمية تصغيرا محببا لكلمة «الست»، أي المرأة المحترمة وذلك لكثرة استخدامها من قبل النساء لنقل حاجاتهن من السوق ومفردات البطاقة التموينية وقناني الغاز وصفائح الماء العذب كما أنها واسطة لنقل الناس ومصدر رزق فئات لا تريد لهم دولة إيران الشقيقة وهي تهب لقتال المشركين في بلادنا غير قطع الأرزاق بعدما تولتهم بقطع الأعناق بالمفخخات والأسلحة الأمريكية المقلدة وأثار تفجير سيارة بالناصرية فجر الخميس الماضي 18/9/2008 الكثير من التساؤلات حول الملف الأمني فيها بعد وصول معلومات استخبارية عن تفخيخ دراجات بخارية تقوم بها دولة إيران وأن مجموعات حسب تصريح قائد شرطة ذي قار العميد صباح الفتلاوي (تضم الواحدة منها عشرة أفراد تدربت في إيران على تكتيكات جديدة تعبر الحدود إلى العراق عبر مدينة العمارة مركز محافظة ميسان جنوبي العراق.) وأضاف (إن 20 دراجة نارية مفخخة صودرت في الناصرية مركز محافظة ذي قار) مشيرا إلى أن أهداف هذه المجموعات الإرهابية هي استهداف شخصيات في الناصرية وعموم العراق ممن تسميهم الولايات المتحدة "المجموعات الخاصة" التي دربتها ومولتها إيران الإسلام والمسلمين ولا أستبعد ذلك فهذه هي إحدى وسائل الحرس الثوري في حرب الشوارع وقتال العصابات ولكن أهلنا في الناصرية ليسوا خصوما لإيران ولا لغيرها لكن هذا النظام الإرهابي أخذ يفرض أجنداته السياسية والميدانية مناصفة مع الإحتلال الأمريكي متخادما معه من أجل المزيد من الهيمنة والنفوذ ونهب الثروات ولإيران أحزاب ورموزه من آل الحكيم وبدر وحزب الدعوة والمجلس وغيرهم . إن تفخيخ وسائط النقل واستهداف المدنيين العزل يعتبر جريمة كبرى لما تؤديه من وقوع خسائر في أرواح المواطنين وهم ليسوا جنودا ولا في ساحة حرب لقد جربت إيران والإرهاب معا استهداف المدنيين فخخوا السيارات والبشر والدراجات الهوائية والدراجات البخارية وعربات الأزبال وجندت أحزابها العاملة على الساحة العراقية للتغطية في البرلمان والحكومة على إرهابييها وهم يضربون هنا وهناك وتصفية العراقيين (ضباط/أكاديميين/مثقفين وصحفيين من ذوي المشاريع التنويرية) وإعاقة جهود الحكومة وزعزعة الأمن والاستقرار في هذه المحافظة أو تلك كما حدث في البصرة والحلة والديوانية خلال الأعوام الماضية لكي تحصد إيران في النهاية ما زرعته يدها المجرمة وتضع ورقة ضغط على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة حتى لو ذبح يوميا الف مواطن عراقي وتفيد معلومات أولية بأن الجناة ممن اشترتهم إيران لقتل مواطنينا وتدمير بلادنا كانوا هربوا إلى إيران خلال عملية صولة الفرسان في البصرة قبل بضعة أشهر وعادوا اليوم بعدما ارتخت يد الحكومة فيها لعدم قدرتها على إدامة الجهد فيها وفي ديالى والموصل في وقت واحد عاد هؤلاء ليفخخوا (الستوتات) والدراجات البخارية والسيارات ويقتلوا مواطنينا في شوارع الناصرية فحذاري منهم ومن مخططاتهم الدموية ولابد من وقفة وطنية وإنسانية من قبل جهاز الشرطة بالتعاون مع المواطنين والنخب والمثقفين والمجتمع المدني وكل الفعاليات في الناصرية لفضح إيران والإشارة إليها بالإسم وليس القول (إحدى الدول المجاورة) لمنع حدوث عمليات إرهابية - لاسمح الله - بعدما شهدت المدينة خلال الخمس سنوات الماضية الهدوء والأمن والاستقرار وأصابت شيئا من البناء والإعمار.
 


24/9/2008

 

free web counter