| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأثنين 22/6/ 2009



كلمات -261-

الناصرية بين تدوير الأموال والتحضير للانتخابات المقبلة!

طارق حربي

حج النائب هادي العامري (رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب /أحد زعماء المجلس الأعلى)، إلى مدينة الناصرية في زيارة قصيرة يوم أمس، زار خلالها مقر فيلق بدر (هو زعيمه)، ودغدغ مشاعر مجلس ذي قار وشعبها، بضرورة قيام وزارة المالية، بإطلاق المبالغ المدورة للميزانية الفيدرالية، البالغة (170) مليار دينار عراقي، بعدما " اطلع على مدى الحرمان الذي تعيشه المحافظة" كما نقل موقع إلكتروني إسلامي مستفيد، مما يثيره صراع الأحزاب الدينية من غبار وأتربة، و "حجم المعاناة نتيجة تخفيض الميزانية"، معتبرا " أن المحافظات الجنوبية ستعيش أزمة حقيقة، في حال لم يتم إعادة المبالغ المدورة إليها ".

ياسلام!
لا أدري تحت أي (موديل) مكيفات هواء ينام العامري!، وأين هي مواقفه المعلنة من حرمان شعب ذي قار خلال الأعوام الماضية، وتدهور الواقع الخدمي ذي المساس المباشر بحياة المواطنين، التي أثبتت جولات لجنة مكافحة الفساد الإداري في المحافظة، عدم جدواها في معاقبة الفاسدين والمتلاعبين، بمقاولات المشاريع في المحافظة، ومازاد في الطنبور نغمة أنهم جميعا ينتمون إلى الأحزاب الدينية، مصلين صائمين قانتين، يحضرون خطبة الجمعة ويخافون من رب العالمين!، وهذا هو واقع الكهرباء، أفضع مأساة أضرت بحياة المواطنين، أخرت أعمالهم واقلقت راحتهم في الصيف اللاهب، ولدينا في الناصرية، أكبر محطة كهربائية في الشرق الأوسط، لم تسلم من الفساد والفتاوى الشرعية!

ما بقي أحد من السياسيين الجدد، في موسم الانتخابات الماضي، إلا وحج إلى الناصرية، شرقوا وغربوا في الحديث عن مظلوميتها!، وضرورة تحسين الخدمات المقدمة إلى المواطنين فيها، حتى أصبحت ذي قار بين ليلة وضحاها، عزيزة في ميزان التنافس والدعاية، وتأتي زيارة العامري الاستباقية، لاستعادة ماخسره المجلس في الجولة الماضية، وكل هذه الحركات تجري في إطار الدعاية للانتخابات البرلمانية المقبلة، في شهر كانون الثاني / يناير من العام المقبل، علما أنه لاتغيير في التحالفات والاصطفافات الجديدة، وستبقى الساحة مفتوحة للأحزاب والقوى الدينية والطائفية، في ظل غياب قانون ينظم عمل الأحزاب في الساحة السياسية.

إن هزيمة (المجلس الأعلى) في انتخابات مجالس المحافظات الماضية، وبينها ذي قار، رغم ماأنفقه من أموال لشراء اصوات الناخبين، فضحت في حينها، تعني في إحدى قراءاتها، هزيمة مشروع التقسيم الطائفي، الذي تبناه خطاب المجلس عبر إلحاحه على تنفيذ مشروع الفيدرالية، وانتبه إليه الشعب العراقي مبكرا ورفضه، عبر صناديق الاقتراع، لكن هذ لايعني هزيمة نهائية للمجلس، نظرا إلى أن التحالف الشيعي، محكوم باعتبارات طائفية، مدعومة بعمق الولاء للجمهورية الاسلامية، مايلزم الفائزين بإعطاء المزيد من الفرص للخاسرين ودعمهم، حفاظا على وحدة الهدف والمصير.

العامري زعيم مجلسي وصولاغ رفيق دربه!، ووقعت ذي قار وأهلها وإطلاق تخصيصاتها لثلاث مئة مشروع معطل، بين كفي الرحى التي تطحن المواطنين وتؤخر المشاريع، أليس هم أنفسهم من يحكم العراق اليوم، يتصرفون بثرواته الوطنية، ويؤثرون مصالحهم ومصالح أحزابهم، على مصالح الشعب العراقي المغلوب على أمره، فهل ينتبه ابناء ذي قار لخطورة الأمر، ويمنحوا أصواتهم لمن يستحقها في الانتخابات القادمة!؟
 


22/6/2009
 



 

free web counter