| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الثلاثاء 22/7/ 2008



كلمات -2005-

ما الفرق بين عدي وعمار الحكيم في حفلات الزواج الجماعي!؟

طارق حربي

- العراقي نهاب وهاب !!
الكلمتان اللتان أرددهما دائما وهما لعالم الاجتماع الخالد الدكتور علي الوردي في اللمحات، الوردي أبرز سوسيولوجي عراقي شّخص أدواء الشخصية العراقية وعللها، أفندية ومعممين ومن المتسترين بالدين، وما أكثرهم اليوم في العراق الجديد، كان العراقي في الماضي يسرق في البيع والشراء أو يختلس من دائرته، لكن تغير الحال في العهد الجديد، فأصبحت السرقات مافيوية مليونية في وضح النهار، أخمط مابدا لك من المؤسسات أو الوزارات في عقود وهمية مع الشركات وغيرها!
علي بابا أفندي أو معمم لا فرق في استشراء الفساد المالي والاداري في العهد الأمريكي، حتى إذا أتخم الحرامي بعد فترة قصيرة وترّيش، تفضل برمي الفتات إلى الشعب العراقي، إستغفالاً لرب العدل وتخفيفاً لحِمل ذنوبه وآثامه، ولما تثقل موازين النهاب، يتقدم به العمر وتتكالب عليه الأمراض، يشيد جامعاً أو حسينية عسى الله يغفر الذنوب جميعا، يحج ويعتمر، يساعد المحرومين والمحتاجين ويبني جمعية خيرية، لكن مهما فعل في أخريات حياته وأنفق مما نهبت يداه، لا يعدو أن يكون غيضا من فيض السرقات والاختلاسات..
إن مقولة العراقي نهاب وهاب تنطبق على مؤسسة شهيد المحراب ورئيسها عمار الحكيم، بعدما فُتحت مصاريع الجاه والثروة الوطنية أمام هذا الغرّ الطموح، وأصبح الأب القائد لمجاميع من الشباب والأطفال المحرومين، وبديلاً عن مؤسسات الدولة، إن قوى الاسلام السياسي بأحزابها وهيئاتها وشخصياتها النافذة في العراق الجديد، وداخل إطار الدولة الدينية التي ترعاها الولايات المتحدة، بسحق الطبقة الوسطى العراقية، ابتلعت العراق طولاً وعرضاً، ويقف المجلس الأعلى في طليعة تلك القوى، وتتقدم مؤسسة شهيد المحراب على جميع الفعاليات الثقافية والاجتماعية والدينية، حتى أصبحت في ظرف أعوام قليلة بديلاً وواجهة، بديلاً عن وزارات الشباب والرياضة والثقافة وشؤون المرأة والطفل وغيرها، وواجهة إجتماعية خيرية تخفي وراءها إمبراطورية من المال يقودها الغرّ المعمم.
وماعدا الراسخين في الوزارات والرؤوس الكبيرة، فلا أحد يعرف الطرق الملتوية والغامضة التي حصلت بها مؤسسة شهيد المحراب الطائفية، على هذه الأرصدة وتنوع جهات التمويل الحكومية، لتكون لها تلك الامكانيات المليونية، أرصدة سنوية هائلة ربما تفوق أرصدة أي وزارة أو مؤسسة أو هيئة عراقية، وهاهي المؤسسة المشبوهة تزوّج اليوم الفاً من الشباب والشابات ببركات هذا الغرّ، في حالة استجدائية مريعة وبشعة ولا أخلاقية، وصلت فيها عنجهية رجل الدين وسلطته وهيمنته حتى على الأرواح، وبلغت قوة كلمته المشفوعة بسلطة أمواله، مبلغاً لا يمكن إلا الوقوف عندها وتأملها، كما بلغ استغلال الانسان لأخيه الانسان في بلادنا ذروة، لا يمكن النزول منها إلا بصحوة الحكومة العراقية، وإعادة النظر في عمل مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتفعيل دورها في الحياة الجديدة.
لاشك أن ضعف الأداء الحكومي وعجز مؤسسات الرعاية الاجتماعية، البطالة وعدم توظيف الشباب إلا في الأجهزة الأمنية، وبالرشاوى المعروفة التي تتقاضاها الأحزاب الايرانية الحاكمة في العراق، ضياع الشباب العراقي في أسواق البطالة وتردي الخدمات وانعدامها، ومايلي ذلك من البحث عن منافذ للهروب من ضنك العيش وضيق ذات اليد، بل الهروب من العراق كله، ذلك وغيره من الأسباب جعلت الشباب عرضة لمن يمنّ عليهم بالزواج أو التطوع أو المشاركة في المناسبات الدينية والطائفية، بينما الزواج حق إنساني وشرعي لهم في الحياة وبلد تتدفق فيه الثروات، لم يقل بالزواج الجماعي كتاب الله ولا سنة نبيه، لكن يبدو أن عمار الحكيم يبحث عن ثواب لروح جده محمد باقر الحكيم برأس الشباب المحتاج، وهكذا أصبح الشباب جبهة مفتوحة للقوى الدينية والظلامية تمنّ عليهم بالفتات، فتوجهها الوجهة الآيديولوجية التي ترغب بها، وتجيّر عقول الشباب وتجعلهم جيشاً إنكشارياً لتلك القوى وخدماً، إستكمالاً لما يحدث في الجناح الثاني، اي بما يُفعل في مجاميع الأطفال الأبرياء في مهزلة التكليف الشرعي، التي تذكّر بمنظمات الطلائع والشباب البعثية سابقاً، هذه هي المشاريع التي يقودها الغرّ عمار الحكيم في مشروع الدولة الدينية، بعد أن خلا له الجو هو ومن لف لفه فباضوا وأصفروا!
إن مؤسسة شهيد المحراب بما رُصد لها من أموال طائلة من نفط العراق وشقاء الشعب العراقي، وما يرسم لها بالضد من آليات المشروع الديمقراطي، هذه المؤسسة المشبوهة أخذت تلعب دوراً فريداً في العراق الجديد، ولا فرق بين نشاطاتها الاجرامية والتخريبية، ونشاطات اللجنة الأولمبية للمقبور عدي!
كان المقبور عدي صدام يقيم حفلات الزواج الجماعي في مناسبات أبيه الاستعراضية وحروبه وأعياد ميلاده، وهو ما تقوم به مؤسسة شهيد المحراب بقيادة عمار الحكيم في المناسبات الدينية ولادةً ووفاةً واستشهاداً، وأمس كانت مناسبة ولادة الامام علي (ع) فقام بتزويج الف من الشباب والشابات من أبناء الشهداء، في مشروع تزويج الشباب السنوي، وكان يمكن للحكومة أن ترصد سلفا لزواج الشباب وتنظم ذلك المؤسسات في استمارات، وهو ما يقع من ضمن واجباتها الأخلاقية والانسانية في رعاية مواطنيها لتقطع الطريق على المتطفلين في الاسلام السياسي، وتمنع الغرّ من أن يكون الأب القائد للشعب العراقي، ولشبابنا الضائع المحروم، الذي لايجد في بلد النفط والحنطة والشعير وميزانية السبعين مليار دولار، فرصة عمل أو زواج أو شراء قطعة أرض يشيد عليها داراً تليق بآدميته ومواطنيته وعيشه الكريم!، كان جهاز المخابرات العراقي في العهد البائد، يحرس ويحصي أنفاس العراقيين في اللجنة الأولمبية وخارجها، اليوم تحولت المهمة إلى فيلق بدر ومعدان وجلاوزة المجلس الأعلى، وكل متخلف عقلياً ومعوق نفسياً وأميّ، كان عدي يشرف على الصحافة وشغل منصب نقيب للصحفيين، اليوم عمار الحكيم يتآمر مع السفارة الايرانية على انتخابات نقابة الصحفيين، ولديه فضائية الفرات الطائفية تنطق باسمه وصحف ومجلات، كان عدي يشرف على تلفزيون الشباب وصحيفة بابل وغيرها من الصحف والمجلات الرياضية والفنية، اليوم عمار الحكيم يشرف ولو بشكل غير مباشر على قناة الفضائية العراقية الطائفية وغيرها في مؤسسة الاعلام العراقي.
إن حفلات الزواج الجماعي أم المهازل الموروثة عن المقبور عدي، وواجب على الحكومة إيقافها والنخب السياسية والكتاب والمثقفين فضحها، وحساب نتائجها الاجتماعية الوخيمة على الواقع العراقي، في دولة من المفترض رعاية مواطنيها وتقديم الفرص المتساوية لهم في التعليم والعمل والرعاية الاجتماعية .
 

22.7.2008
 


 

 

free web counter