| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأحد 21/6/ 2009



كلمات -260-

معرضان في الناصرية : الأول للكتاب والثاني للأسلحة الايرانية!

طارق حربي

أقيم في الناصرية يوم أمس السبت 20/6 معرضان : الأول لكتاب وشعراء ذي قارأقامه الحزب الشيوعي، و" شارك فيه 16 كاتبا وأديبا عرضت فيه النتاجات الأدبية لهم وتضمنت السيرة الذاتية لجميع المشاركين "، و "تميزت عناوين الكتب المعروضة بالإبداعات الأدبية المختلفة" متواصلين مع إرثهم الحضاري والسومري، في مدينة أم المبدعين وأول الحرف.

المعرض الثاني اقامته مديرية شرطة ذي قار، للاسلحة الايرانية التي استولت عليها مؤخرا، في مناطق مختلفة من مدينة الناصرية، وعبر المواطنون عن استيائهم من الأسلحة المعروضة وهي "( 5 كغم ) من مادة الـ ( C4 ) شديدة الانفجار , خمسة قوالب من مادة الـ ( TNT ) شديدة الانفجار , ثمان عبوات شكلية , أربعة لفات سلك تفجير , 100 متر فتيل أمان , مؤقت عدد (2) , عدسة واحدة , خمسة دوائر كهربائية , وناظور ليلي وجهازين اتصال . بالإضافة إلى صاروخين كراد عيار 122 ملم , صاروخين كاتيوشا عيار 107 ملم , 64 قنبرة هاون عيار 60 ملم , 3 قنابر هاون عيار 82 ملم , 2 لغم دبابة نوع VS , 3 هاون عيار 60 ملم , 8 رمانه قاذفة ضد الدروع , 5 رمانه يدوية , 15 حشوه رمانه قاذفة"

يأتي ذلك في ذروة الصراع على السلطة والمال والنفوذ، بين أحزاب الاسلام السياسي في الناصرية، لاسيما بين (الدعوة والمجلس)، لاستنساخ التجربة الكردية بحزبيها الرئيسيين، أما الأحزاب الصغيرة فهي خارج دائرة الصراع، وعلى خلفيته وصل الأمر مؤخرا إلى مرحلة خطيرة : تخزين أسلحة الدمار في المدينة المسالمة، لاجلب مطابع للكتب وإطلاق دور للنشر، وإقامة الاحتفالات الثقافية والفنية، وجعل المدينة ذات الأرث الحضاري تتواصل مع ماضيها العريق، منتجة للثقافة التي يعيش العراق - مع شديد الأسف- على هامشها منذ التغيير حتى اليوم، لقد وجدت مخازن الأسلحة الفتاكة في بيوت عدد من شيوخ الأحزاب المذكورة، ممن آمنوا بالولاء الفارسي بديلا عن الولاء للوطن العراقي، وربطوا مصيرهم التعيس بماتمليه عليهم تعاليم الولي الفقيه.

نظرا إلى الكثير من المشتركات الحضارية والثقافية بين العراق وإيران، كم تمنيت قراءة خبر افتتاح معرض للكتاب الايراني في الناصرية، أو مهرجان سينمائي، ليطلع أبناء ذي قار بعد سنين من الانقطاع عن العالم، على أحدث ماوصلت إليه السينما الإيرانية، واشتراك عدد من أفلامها في المهرجانات العالمية، وحصولها على جوائز، لكن الحسابات القومية لنظام الملالي، واستراتيجيات التعامل مع مفردات العراق الجديد، لا يساهم في تنمية الثقافة العراقية، كجزء من الجهد الاقليمي لمساعدة العراق بعد تحريره من النظام الشمولي، بل بالعكس تسخير كافة الأدوات واستنفارها، وفي مقدمتها الأحزاب الدينية نفسها، كمادة أساسية في الصراع ضد قوات الاحتلال، التي قتل بالأسلحة الإيرانية الآلاف من أفرادها، ومعهم عشرات الآلاف من أفراد القوات المسلحة والشرطة العراقية والمواطنين، ووقوع أفدح الخسائر المادية.
لماذا كل هذه الأسلحة الإيرانية في معرض الناصرية!؟
من هي الجهة التي تقف وراءها!؟
ماهي أهداف تخزينها بهذه الكميات التي تقضي على نصف سكان الناصرية، بعضها متطور جدا وموجها بأشعة الليزر!؟

لماذا يريد نظام الملالي قتل أبناء الناصرية وتدمير آثارهم بالصواريخ، ونسف المحولات الكهربائية كما فعل جيش المهدي في السنوات الماضية وبأسلحة إيرانية!، لماذا لم تعلن الجهات الأمنية المختصة في ذي قار لحد الآن، تفاصيل معمل الأسلحة وأكداس العتاد التي استولت عليها في الأيام الأخيرة!؟، هل أن وراء عدم كشف الحقائق - تهم أرواح المواطنين ولا أغلى منا - حسابات حزبية وطائفية أم ماذا!؟

الحذر الحذر من استمرار خطوط إمداد الأسلحة الايرانية،عبر مناطق رخوة من جغرافية العراق المحتل، والهش من النفوس العراقية التي ترى في إيران قبلة، كما يرى بعضهم من السعودية قبلة، إلى حد جعل بعض مناطق العراق سوقا مفتوحة، للأسلحة المقلدة من الأمريكية والصينية واليوغسلافية، ويأتي استخدام المحيطين الشيعي السني - على خلفية حرب طائفية محتملة - إلى أقصى مدى ممكن، ضمن أجندات التدخل الصارخ في العراق، وضرب جهود الحكومة في إعادة الأمن والاستقرار والإعمار، وإقلاق الملف الأمني في ذي قار لصالح دول الجوار، وهو مايفهمه الشعب العراقي ويجب الوقوف ضده بحزم، فلقد أثبتت تجربة السنين الماضية أن نظام الملالي لاتهمه مصالح شيعة العراق ولاأمنهم ولامستقبلهم، أما بالنسبة للسنة فإن تقديم الدعم للإرهابيين منهم، يأتي ضمن خطة للانتقام من السنة الذين قادوا حروبا، تحت إمرة المعدوم واشتركوا بجهد فاعل في الحرب العراقية الإيرانية.

لكن يصبح العار مضاعفا وأهالي الناصرية الكرام بعيدون عنه ويأنفون منه حاشاهم، أن فئة ضالة منهم ورثت جينات العنف من تعاليم ولاية الفقيه، وتدربت في المعسكرات الإيرانية على قتل مواطنيها وتدمير بلادها، وأصبحت منذ زمن طويل ذراعا ضاربة للحرس الثوري، وهو أقصى مايمكن أن تصل إليه خيانة العراق العزيز، فالحذر الحذر من الجار ومخططاته الشريرة، الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في ربوع عراقنا الكريم.
 


21/6/2009
 



 

free web counter