| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأثنين 21/7/ 2008



كلمات -2004-

دعوة لإنشاء مطار الناصرية الدولي!

طارق حربي

دعوني أوجه جزيل الشكر والتقدير للجهود المبذولة في إنشاء وافتتاح مطار النجف الدولي، أي مواطن عراقي اليوم يفرح أشد الفرح لهذا الانجاز الكبير، التي عجزت عنه بريطانيا في البصرة منذ 2003 وهي الدولة العظمى، والنفط يجري بين أيدي الأحزاب الاسلامية هناك، تهريبا وسرقة تحت جنح الظلام وضعف الدولة المركزية، وبقي مطار بغداد عاطلا إلا عن المهمات العسكرية للمحتل الأمريكي والوفود الدبلوماسية.
أتمنى أن يكون في كل محافظة مطار وفي كل قصبة، ويستقل المواطن العراقي الطائرات في داخل وطنه، كما يستقل سيارات الأجرة، حاله في ذلك مثل حال بقية الدول النفطية والغنية.
ثمة مدن صغيرة هنا في النرويج لا يتجاوز عدد سكانها، سكان ناحية الفضلية في محافظة ذي قار، مدينة (
Mo i Rana) على سبيل المثال لا الحصر وعدد سكانها خمسة وعشرون الف نسمة لاغير، وهي اول مدينة أقمت فيها سنة 1993، اي بعد وصولي وأشقائي الثلاثة قادما من مخيم رفحاء خمس نجوم، في هذه المدينة يوجد تلفزيون محلي وصحف ومجلات ومطار ومرفأ، هذا هو حال المدن الصغيرة في أوروبا..فكيف بحال مدننا العراقية المليونية!؟
لاشك أن الذي أنضج فكرة المطار هي الأحزاب الدينية الحاكمة في العراق اليوم، لجهة السياحة الدينية، وقدمته على مشاريع خدماتية تهم الشعب كله، كما أرجو أن لا يكون للدعاية السياسية والانتخابية، وتنمية رأس المال وحظوظ البازار النجفي، إحدى الخطوات التأسيسية لمشروع النجف باعتبارها عاصمة دينية للعراق الجديد، ولا تستوي آليات الدولة الدينية مع المشروع الوطني الديمقراطي، ولا أعرف كيف ستنهي الولايات المتحدة تحالفها مع رجال الدين في العراق، وتفصم العلاقة المصلحية معهم لصالح مشروعها الديمقراطي الأكبر الذي احتلت البلد كله من أجله ومزقته شر ممزق، وحطمته شر تحطيم!
أرجو أن لا تزدهر تلك المدينة المقدسة لدى الشيعة، على حساب بقية المدن الجنوبية، التي ستؤسطر يوما ما في رثاء أور جديد، فهي إن تكن ذاقت المر وعانت الاهمال في العهد البائد، لم يكن حظها أفضل فأثقلتها تلال الزبالة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في العهد الجديد، وأن لا يكون مصير المطار مثل مصير مشروع الماء العذب، الذي أنشاته شركة (فلورا) الأمريكية، قبل بضعة سنوات في ناحية البدعة بمحافظة ذي قار، لتغذيتها بالماء العذب، حتى إكتشف المهندسون والمسؤولون أن المشروع لن ينتج أكثر من خمس طاقته، لعدم وجود تيار كهربائي كافي.
أرجو أن لا تكون النجف تكريت العراق الجديد، وتخضع مدن الجنوب والفرات الأوسط المهملة لهيمنتها، ويصبح النفط الذي تحت أرضنا في الناصرية مثلا، هبة ونذورا ينفقه فقراء الشيعة على الأضرحة المقدسة، ويخرج من المولد بغير حمص، أي تستفيد منه النجف التي تتنافس سياحيا حتى مع جارتها كربلاء، ويُفضل الزائر الإيراني على المهاجر العراقي القادم من أوروبا والولايات المتحدة واوستراليا وغيرها، وتقدم الخدمات للايرانيين أكثر مما تقدم للعراقيين وهم أهل البلد وملاّك المطار!
ولشد ما تألمت أن تقدم الحكومة مطار النجف (رغم فرحي به)، على مشاريع هامة، أصبحت في السنوات التي تلت السقوط الشغل الشاغل للعراقيين، مشاريع حيوية لو قدمتها الحكومة على المطار لهونت الحياة العسيرة على الملايين العراقية، أقصد التيار الكهربائي المتقطع، حيث لم تخطو الحكومة أي خطوات جدية لإنجاز هذا المطلب الحيوي للشعب العراقي.
ولشد ما آلمني كذلك أن تشير كلمة دولة رئيس الوزراء، خلال افتتاح المطار إلى أنه أنشىء لاستقبال الزوار، وليس للمسافرين العراقيين وهم أولى به فهذا مطار عراقي وليس طائفيا، وقبل المسافرين لو كان المالكي أعلن أن أولى شحنات محطات الكهرباء الحديثة، ستهبط في مطار النجف، بعدما تعاقدت الحكومة مع دول صناعية كبرى، وستنتهي أزمة الكهرباء مع حلول السنة الجديدة 2009.
لاشك سيكون الفرح مضاعفا بالمطار والكهرباء معا..وعصفورين بحجر واحد!
أتمنى مخلصا أن يكون مطار النجف مهبطا للعراقيين أولا، حتى لا يمروا بمطارات الدول العربية التي أذلتهم مثل سوريا، وعاملتهم في مطاراتها بسوء ليس أقله ذلّ الرشاوى في مطار دمشق وغيرها!
وما دام الأمر يتعلق بالسياحة الدينية، فإني أدعو إلى إنشاء مطار دولي في مدينتي الناصرية، حيث زقورة أور التي يعرفها السياح الأوروبيون منذ اكتشافها مطلع القرن العشرين، وولادة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ولاشك ستكون الناصرية قبلة للزوار المسيحيين واليهود ناهيك بالمؤرخين والباحثين ومحبي زيارة آثار العالم القديم، وماهي إلا هنيهة من عمر الزمن حتى تتدفق العملة الصعبة على المدينة، المهملة المنسية المسروقة بيد القادمين الجدد، الأحزاب الايرانية الحاكمة فيها، وتجد الأيدي العاطلة عن العمل فرصا جديدة، ويكون للناصرية شأن لدى الدول التي يأتي منها السياح والزوار، شأن مهم في أحاديثهم وبوستراتهم وصحفهم وتلفزيوناتهم ومكاتبهم السياحية، كما هو شأن الدعاية للحضارة المصرية ولحضارة المايا والأزتيك في أمريكا اللاتينية، كذلك لدينا الأهوار أكبر مستودعات المياه في الشرق الأوسط، حسب توصيف الباحث الأستاذ حسن علي خلف في كتابه القيم عن الأهوار، جنة الله في الأرض لو أعيد تأهيلها سياحيا، وينشأ فيها مطار سياحي دولي يسمى مطار الأهوار، وتخطف أهوارنا العزيزة الأضواء من منتجع شرم الشيخ، وتعقد فيها لا في غيرها المؤتمرات السياسية التي تعالج قضايا شرق أوسطية ملحة!!
هل أنا أحلم أم أن كل شيء جائز في عالمنا اليوم!؟
هنيئا لشعبنا العراقي، هنيئا للشعب المنفي والمهاجر القادم من أرجاء العالم المختلفة، الهابط في مطار النجف الدولي، بعد سنوات طويلة من الغربة والضياع، وكنت أتمنى لو تحققت نبوءة الشاعر الكبير مظفر النواب، وتم كذلك إنشاء مطار في السماوة، لكي تتجسد قصيدته / حلمه على أرض الواقع :

يجي يوم الناس تنزل بالسماوة..وانه أنزل بالوطن كله وأضيع!
 

21.7.2008
 


 

 

free web counter