| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

TARIKHARBI@GMAIL.COM
WWW.SUMMEREON.NET

 

 

 

                                                                                  الثلاثاء 20/9/ 2011



كلمات -394-

الناصرية بين حيتين! *

طارق حربي

ما يزال السجال محتدما، بين الحكومة والاعلام والمواطنين، حول خطر حية سيد دخيل على حياة المواطنين (ناحية سيد دخيل 17 كم شمال شرق الناصرية)، مسؤولون محليون وبرلمانيون اجتمعوا في الناصرية مؤخرا، لوضع الحلول وإنقاذ الارواح، لكن لم يلمس المواطنون حلولا ناجعة، غير التصريحات الرنانة والوعود الكاذبة، مثل الكثير من الأخبار التي تنشرها شبكة أخبار الناصرية الطائفية!

فبين اتهام المواطنين للجهات الصحية المختصة في الناصرية، بعدم فعالية الأمصال المضادة للدغة الحية ذات السمّية العالية، ماأدى إلى وفاة العشرات من المواطنين خلال السنوات الماضية، أكثرهم من قريتي آل حسن والحصونة التابعتين للناحية!، وبين فشل حكومة اللملوم المحلية في الناصرية، بوضع الحلول الناجعة لمشاكل عويصة، يعاني منها المواطنون في المدينة المهملة، بينها تذبذب التيار الكهربائي وتدهور الخدمات البلدية وغيرها، يقف الاعلام الطائفي منحازا ومدافعا عن الفساد ومبررا العجز الحكومي، بنشر أخبار مضللة للرأي العام في المحافظة، بلا وازع من ضمير أو مراعاة لشعور المواطنين وحياتهم وكرامتهم، واحترام مهنة الصحافة!

فقد نشرت شبكة أخبار الناصرية المدعومة من رجل الدين محمد باقر ناصري، والحكومتين الفاشلتين المحلية والاتحادية، خبرا كاذبا بعنوان (مصادر تؤكد وجود محاولات لإدخال أفعى الكوبرا لمحافظة ذي قار والمحافظات الجنوبية عبر الحدود الكويتية)، ولست هنا في صدد الدفاع عن نظام آل صباح، الذي منع حتى كتبي الشعرية المترجمة عن اللغة النرويجية، في معارض الكتاب السنوية بالكويت، وكتبت عن سياسته الإجرامية ضد العراق مقالات عديدة، فقد وقف على طول الخط ضد الشعب العراقي وآخر أنواع الخبث والسموم التي نفثها، خنق ملاحة العراق الوطنية عبر بناء ميناء مبارك المثير للجدل، فالكويت التي ساندت ودعمت نظام المجرم في حربه ضد ايران نيابة عن العربان!، وشاركت في قتل الأجيال العراقية العديدة بصفقات السلاح المشبوهة لصدام، والدعم اللامحدود لنظامه، وفتحت أراضيها وأجوائها لمرور الاحتلال الأمريكي سنة 2003، لاتتوانى في إرسال كل مايؤذي العراق ويقتل شعبه من جديد ويدمر مستقبله!

لكن لم تقل لنا الشبكة من هي المصادر (الضامه راسهه جوه اللحاف!!؟) ولماذ تكتفي دائما بـ "المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أكد لشبكة أخبار الناصرية!، وأن شرطة الكمارك وضعت اجراءات احترازية للوقوف بوجه البيوض الكويتية الخطيرة على الحدود!، [لماذا لم تقف الشرطة بوجه بيض المائدة الفاسد القادم من ولاية الفقيه، في صفقات رسمية وتبادل تجاري تجاوز المليارات!؟، ولماذا تقوم الجهات الصحية المختصة بين وقت وآخر، بإتلاف أطنان من المواد الغذائية والأدوية قادمة من إيران وغيرها مثلا!!؟] وماإلى ذلك من أكاذيب الاعلام الطائفي المؤدلج، التي درج عليها للتغطية على فشل المسؤولين الدعوجية، في إدارة ملفات حساسة مثل الأمن والخدمات والاعمار ومكافحة الفساد، حيث سجلت ذي قار بحسب تقارير مفوضية النزاهة السنوية، أعلى نسبة انتشار فساد في دوائرها خلال السنوات الماضية!

في سياق تردي الواقع البيئي وظهور التماسيح والافاعي والعقارب، والحيوانات ذات الأشكال المفزعة والطحالب والأشجار الغريبة في أنحاء متفرقة من العراق، فإن ظهور حية سيد دخيل التي يقر الخبراء بوجودها في المنطقة منذ أزمان بعيدة، ليس أمرا صعبا لو أرادت الحكومة مكافحتها، بالأمصال والإرشاد والتوعية والمتابعة، وإجراءات أخرى تقوم بها وزارة الزراعة لحماية ارواح المواطنين، لكن الحكومة لن تفعلها وأرجح إنها أدرجتها ضمن علل العراق المستعصية!، وانشغل المسؤولون بسرقة المال العام لاصحة المواطنين وحفظ حياتهم!

وهكذا يقف سكان المنطقة المبتلين بالحية الخطرة، حائرين بين طلب اللملوم أمصالا من حكومة الفساد الاتحادية، وانتظار زيارات المسؤولين إلى الناحية، ولما يأخذ منهم اليأس كل مأخذ، يضطرون - وهم أهل البترول وبقية الثروات والخيرات - للاستجداء والوقوف على أبواب القواعد الأجنبية في العراق، لغرض توفير المصل المناسب للبقاء على قيد الحياة !

ومع أن الكثير من الأفاعي تنتج بيوض الفساد، لا في الناصرية حسب بل في العراق كله!، في بيئة اعتبرتها الشفافية الدولية، خصبة لنمو أنواع مختلفة من الأفاعي والقرود والحيتان والحرباويات وغيرها، إلا أن أهالي الناصرية كما يبدو يقفون حائرين بين حيتين سامتين، الثانية افتراضية لحد الآن ولاتوجد إلا في ذهن الاعلام الطائفي المريض في شبكة أخبار الناصرية، وخزنة الفساد التي يستل منها مايتلاءم ويعدل ميزان اللملوم المائل!، في محاولة لفك الحصار وضغط التظاهرات المطلبية عليه، لاسيما في اشتداد مواسم الحر والتدهور المريع في الخدمات، أما الأولى وهي حية سيد دخيل التي كان مأواها الأهوار، لكنها أخذت تزحف نحو ناحية سيد دخيل، بسبب جفاف نهر ابراهيم ومواسم الحصاد الشمالية وفترة الجفاف، فإن خبر الحية الكويتية الافتراضية سيتقدم على خبرها في نشرات الأخبار المحلية والعراقية والعربية، وينشغل الناس بأخبار الحية الجديدة وينسون اخفاقات اللملوم في إدارة ملفات الخدمات البلدية والكهرباء والسرقات المليارية وغيرها كثير..ولكن إلى حين!

في ظل غياب شبه كامل لدور المثقف والمؤسسات الاعلامية الوطنية، فإن الاعلام الطائفي ومنه شبكة أخبار الناصرية، تذكر بانتباهة اليهود لسلاح الاعلام الفتاك بشكل مبكر، للسيطرة على المؤسسات الاعلامية والشعوب والزعامات السياسية ومواسم الانتخابات، وماتزال الشبكة ومن اجل مكاسب سياسية ومالية رخيصة، تلعب على حبال صراع الأحزاب داخل مجلس ذي قار، لكن أهل المحافظة النجباء قرأوا الساحة السياسية جيدا وفهموا الدرس الطائفي، وسيأتي اليوم الذي ينتصفون فيه من الفاسدين والمفسدين والطائفيين!


* كم كنت أتمنى لو كان عنوان المقال "الناصرية بين عهدين" بدلا من "الناصرية بين حيتين"!، أبين فيه أوجه الاختلاف بين الماضي والحاضر، مادحا التطور العمراني والتقدم والرقي الذي شهدته الناصرية بعد التغيير !؟
 


20/9/2011
 


 

free web counter