| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

                                                                                    السبت 19/2/ 2011



كلمات -357-

هربجي كرد وعرب رمز النضال!

طارق حربي

حانت ساعة التغيير في العراق، بعدما تساوى عربه وأكراده وسائر مكوناته، لابالتوزيع العادل للثروات أو تشريع قوانين المواطنة وعدم انتهاك الحريات، بل بتسلط الحكام والفساد وتدهور الخدمات وتجويع العراقيين.

تظاهرات احتجاجية عمت العالم العربي اسقطت نظامين مستبدين، وهزت أربعة أو خمسة سيسقطون تباعا تحت ضربات شعوبهم المقهورة، وانعكس صدى الثورات على العراق من الشمال إلى الجنوب : في السليمانية والكوت والبصرة والأنبار وذي قار والديوانية وغيرها، تساوت أمام البؤس كل المكونات : الأكراد والعرب والسنة والشيعة والمسيحيون والمندائيون والأيزيديون ولافرق بينهم جميعا، ولم يعد أمام حكومة الفساد والمحاصصة الطائفية والقومية المالكية، أن تقول بأن أيدي البعث هي من حركت الجماهير، فالحزب المقبور ممثل في الحكومة برموزه المعروفة، وأصبح مدعاة للسخرية ادعاء حكومة قره قوش الكردية وصف ثوار الكرد يوم أمس، ممن هاجموا مقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني في مدينة السليمانية، بأنهم مجموعة من المشاغبين أو السكارى خرجوا من إحدى النوادي الليلية وضربوا المقر بالحجارة!، تعبيرا عن حالة فردية، بل هي ثورة جماهيرية عمت العراق وكردستان ضد الطبقة السياسية الفاسدة!

لم يعد الحزب الديمقراطي الكردستاني مطالبا بحقوق الشعب الكردي، كما حدث حينما اندلعت الثورة الأيلولية الكبرى سنة 1961 بقيادة ملا مصطفى ضد حكومة عبد الكريم قاسم ، بل أصبح حزب مقاولات ولصوصية مستبدا وفاسدا مافياته ممثلة في حكومتي الاقليم وبغداد الفاسدتين، حزب مستبد ناوأته حركة معارضة قوية بقيادة قائمة التغيير (كوران)، التي ترى أن التغيير القادم لايشمل الأنظمة العربية حسب، بل ستهب رياحه على الشركاء في الوطن الواحد.

كما لم يعد حزب الدعوة الحاكم حزب الشهداء الذين سقطوا خلال حكم النظام المقبور، بل أصبح حزب الفاسدين والمتنفذين و(الماينطوها) (هو احنا ننطيها حتى يكدر واحد ياخذها ويقصد الحكومة للشيعة!) بحسب تعبير الفاشل وخيمة الفاسدين نوري المالكي.

إن شعب الثورات والانتفاضات بعربه وأكراده، يعيد هذه الأيام الوهج إلى الشارع العراقي ويجدد شبابُه الخارج من رحم القهر والبؤس والبطالة، الأمل بالمستقبل وتصحيح المسيرة بعد التغيير، ولاشك أن روح الثورة العارمة القادمة هيجتها وسائل الاتصال الحديثة (فيس بوك /تويتر) وغيرها، وهي من أصعد حساسية الشباب في القرية الكونية، وبيَّن عورة الحكام الجدد، الذين كانوا سببا في فقرهم وعوزهم وبطالتهم وطلب هجرتهم الدائم للخلاص من العراق، إنها تباشير ثورة ستهز أركان الحكومة ولايفيد معها تبرع المالكي بنصف راتب أو ربعه، يتبعه بخمسة ملايين يعيدها إلى خزينة الدولة بغرض الالتفاف على انتفاضة الشباب في 25 فبراير (الجمعة القادمة) ، أو تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث، أو الكذبة المفضوحة بوعد استقرار الكهرباء خلال (15) شهرا ..!!، في حين يقول صندوق النقد الدولي أن لاكهرباء مستقرة في العراق قبل سنة 2030 ، هذا إذا مابدىء بإعادة بناها التحتية الآن ويقصد سنة 2011!!؟؟، كما لاينفع حكومة الفساد والمحاصصة الطائفية، رمي الفتات للشعب المقهور، تعويضا عن مفردات الحصة التموينية المسروقة من أفواه الجياع، في وقت أن نسبة ضئيلة من الشعب العراقي يمثلها المسؤولون الجدد وحماياتهم وأقربائهم ومن لف لفهم، استحوذوا على مانسبته 75% من الثروات، وتركوا الشعب يتضور جوعا ويتشرد ويعرى في طول البلاد وعرضها، وهو أبو الثروات ولايقبل منة من حاكم حديث نعمة، ولا من وليّ سلطته واشنطن لمصالحها على مصالح أباة العراق!

إن الشباب العراقي الواعي الملتهب حماسا للانتفاضة يوم 25 فبراير ، لم يحركه حزب آيديولوجي أو شخصية سياسية أو منظمة مجتمع مدني، لاأمريكا ولاالاستعمار أو الصهيونية ولادول الجوار، بل مفردات الواقع العراقي التي تحاكي بظلمها وجورها وفسادها، مامهد للثورات العراقية والانتفاضات المتعاقبة، منذ تشكيل الدولة العراقية سنة 1921 حتى انتفاضة آذار الخالدة سنة 1991، ومامهد لثورتي تونس ومصر وتم اسقاط نظاميهما، يمهد لتصحيح المسيرة العراقية التي لم يحصد العراقيون من ديمقراطيتها سوى البؤس والحرمان، وإماتة القلب بتكرار المناسبات الدينية التي ترعاها الأحزاب الدينية والحكومة، وكلي أمل أن تشهد انتفاضة الشباب حسن التنظيم لاحرق ممتلكات الدولة ودوائرها، كما حدث قبل يومين في كل من ناحية النصر بمحافظة ذي قار أو الكوت.

إن العرب والأكراد وسائر المكونات العراقية المغلوبين على أمرهم بحكومتين فاسدتين، سيلتحمون في تظاهرات مطلبية عارمة تستمر، لتصحيح المسيرة :

لا للطائفية نعم للمواطنة التي يستاوى فيها جميع العراقيين
لا للفساد نعم لاجتثاث الفاسدين ومحاسبتهم
لا للبطالة وتعيين أقارب المسؤولين وإشاعة المحسوبية والمنسوبية بل اعلان الوظائف لجميع المواطنين بالتساوي
لا لاسناد الملف الأمني ليد الطائفيين وأحزاب الاسلام السياسي بل يجب تحرير الوزارات الأمنية من تدخلاتها حماية لأرواح المواطنين وأمن الوطن، يجب توزير مستقلين ومهنيين
لا للفقر نعم للتوزيع العادل للثروات
لا للخراب الاقتصادي نعم لوضع استراتيجيات اقتصادية تنهض بالصناعة والزراعة وتوفر الأمن الغذائي
لا لانتهاك حريات المواطنين المنصوص عليها في الدستور

يجب إعادة مسيرة العراق إلى جادة الصواب وتصحيح الأخطاء والقضاء على الفساد وتوفير الخدمات الضرورية للشعب العراقي بعربه واكراده وتركمانه ومشيعته وسنته ومسيحييه ومندائييه وأيزيدييه وشبكييه..
 

 

19/2/2011
 

 

free web counter