| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الجمعة 18/1/ 2008



كلمات -176-

بعد جند السماء : اليماني الموعود يظهر في الناصرية!!

طارق حربي

تشهد الناصرية منذ منتصف اليوم الجمعة الموافق للتاسع من شهر محرم الحرام اشتباكات مسلحة، بين قوات الشرطة والمغاوير من جهة، وجماعة أنصار المهدي التي ترفع الرايات الصفراء من جهة ثانية، والمعارك مستمرة لحد كتابة هذه الكلمات قرب مكتب السيد أحمد الحسن الذي يدعي أنه اليماني الموعود!، (اليماني مواطن عراقي يعمل مهندسا مدنيا شكل جماعة أنصار المهدي في النجف سنة 1999 بعد ان زعم انه التقى بالمهدي المنتظر وهو حفيده وسرعان ما صار له اتباع بلغ خمسة الاف في جنوب العراق)
واستشهد في هذه الاشتباكات التي تدور رحاها في منطقة الصالحية، أشهر ضابط قاوم الخارجين عن القانون في الناصرية، وهو العقيد ناجي رستم الجابري (أبو لقاء) المحسوب على المجلس الأعلى، و كانت له صولات في معارك سابقة ضد عناصر جيش المهدي، وأبو لقاء هو آمر لواء الطوارىء الذي يقع تحت إمرته أربعة من افواج الطوارىء في محافظة ذي قار، فيما اكد مصدر امني في مدينة الناصرية قبل قليل، ان المقدم عبد الامير جبار منادي امر فوج التدخل السريع قد اصيب باصابات خطيرة وهو الان تحت العناية المركزة، وتلاه خبر استشهاد معاون مدير استخبارات الناصرية العقيد زامل رميض.
ثمة جملة من الأسباب التي تجعل من الناصرية مسرحا للاشتباكات بين وقت وآخر، حالها حال بعض المدن العراقية الأخرى مثل السماوة والكوت والعمارة والبصرة والديوانية وغيرها، أعني العامل الخارجي المتمثل بإيران حيث أن هنالك دلائل تشير إلى انقسام جيش المهدي أو كما يسميه أهالي الناصرية ساخرين (جيش المكتب) إلى ثلاثة أقسام اثنان منهما لايأتمران بأوامر المكتب بل بأوامر خارجية وهي بالنتيجة إيرانية لزعزعة الأوضاع الأمنية في الوسط والجنوب وإرباك خطط الحكومة تحت ذريعة محاربة الاحتلال في العراق ومشاغلة القوات الأمريكية ومتعددة الجنسية لجهة كسب الوقت فيما يتعلق بأجندات عديدة بينها الملف النووي الذي تطمح إيران أن تساوم عليه الولايات المتحدة الأمريكية حتى لو انسحق الجنوب كله واحترق العراق بأجمعه، وتلك خاصية لو انتبه إليها من يدعون الاسلام ويحرمون الدماء العراقية المسفوكة من أجل الأجنبي الايراني!
من جهة ثانية هو تداخل بقايا البعث في الناصرية مع عناصر جيش المهدي ممن يعتبرون انفسهم فوق القانون وأن يكون سلاحهم موازيا للقوة النارية للحكومة وأخص بالذكر فدائيي صدام ممن لايروق لهم الوضع الجديد فيقومون باستهداف أحد عناصر الشرطة أو افرادا من عناصر الأحزاب الاسلامية التي تتشكل الحكومة المحلية في ذي قار منها أو توجيه قذائف المورتر لقاعدة الامام علي الجوية حيث تتواجد القوات متعددة الجنسية وطبعا تسفك دماء العشرات من الأبرياء من اهالي الناصرية نتيجة لهذه الأعمال الاجرامية، وغالبا ما تكون هناك مفاوضات وتراضي وتبويس لحى ويخرج جيش المهدي من المعارك واضعا عدم ملاحقة أعضائه قانونيا شرطا لوقف اطلاق النار كما حدث في معارك العام الماضي (أزهقت الأرواح وسرقت الممتلكات) وكان السيد عبد الكريم العكيلي نائب رئيس مجلس المحافظة ممثلا عن الحكومة المحلية مع وفد جيش المكتب.
من جهته يرى (جيش المهدي وأنصار المهدي..ما الفرق بينهما!!؟) بما انضم إليهم من الفدائيين وعدد كبير من أبناء المسؤولين البعثيين السابقين الذين يريدون حكم الناصرية كما حكمها آباؤهم في العهد البائد أنهم مغبونون ولم يحصلوا على المكاسب والامتيازات التي حصلت عليها الأحزاب الاسلامية بعد السقوط أضف إلى ذلك منعهم - بعدما تقوت يد الحكومة في الناصرية - من الحوسمة باعتبارهم قفاصة وعلاسة وقطاع طرق ومروعي المواطنين، الخلاصة : واضح أن الناصرية أمست أرضا خصبة لنشوء وتبرعم هكذا حركات سرية إجرامية تنفجر اسلحتها الخفيفة والمتوسطة والصواريخ وطن سوق الشيوخ من المتفجرات الذي وضعت الشرطة يده عليه أمس الأول تبقى هذه كلها براميل بارود تتفجر بأصابع إيرانية تواطأت معها نفوس عراقية ضعيفة فأين هي الحكومة ومتى تقوي يد القوات الأمنية في ذي قار وتفعل القضاء وتفتح تحقيقا سريعا حول أسباب نشوب هذا الاحداث الاجرامية بين وقت وآخر وقتل المواطنين ونهب وتدمير ممتلكاتهم ومتى يتم تقديم المجرمين إلى العدالة في محافظة ذي قار.

18/1/2008
 


 

 

Counters