| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

TARIKHARBI@GMAIL.COM
WWW.SUMMEREON.NET

 

 

 

                                                                                  الخميس 18/8/ 2011



كلمات -389-

الشلاه وتدريس نظريتي الشيعة والسنة في العراق!

طارق حربي

بشرنا النائب علي الشلاه عن (التحالف الوطني) بجمع تواقيع 105 نائبا في البرلمان العراقي، "لإلزام وزارة التربية باعتماد دراسة النظريتين الإسلاميتين السنية والشيعية، في مادتي التربية الإسلامية والتاريخ"، مشترطا تعادل تدريس النظريتين اعتبارا من الصف الثالث المتوسط، "وفقا لمبدأ التعادل بينهما وبنفس عدد الصفحات".
وهدد الشلاه وهو ينطق في خط حزب الدعوة الظلامي وأجندات قائمته الطائفية، التي تراجعت بالعراق قرونا في طبقات من الظلام الدامس، هدد مجالس المحافظات بمفتشين عامين في حال تم تدريس نظرية دون أخرى!، وأن تأخذ كل نظرية ومن ورائها الطائفة حقها من الدراسة والفهم والتسلح الآيديولوجي، الذي سيجد له لامحالة امتدادات مشبوهة في دول الجوار، في إطار إشاعة ثقافة الموت والظلام ونشر راية الجهل في ربوع العراق، التي اتخذها الاسلام السياسي منهجا لمزيد من نشر الخرافة، والتمسك بالهويات الفرعية على حساب نشر الثقافة العراقية، وتعريف أجيال العراق الجديد بهويتهم الوطنية، بعد عهد الدكتاتورية الصدامية، الذي تسلم راية التجهيل منها حزب الدعوة، ممثلا بالشلاه ومن والاه وسلطه على الشعب العراقي ليجمع تواقيع له، لتجهيله وتخريفه وتدمير الذات العراقية!
لم نشهد أن الشلاه كلف نفسه يوما لجمع تواقيع بغرض التصدي لقضايا وطنية كبرى تشهدها الساحة العراقية، بينها تدهور الملف الأمني!؟، وتقديم طلب إلى رئاسة البرلمان لاستدعاء رئيس الحكومة، ومساءلته عن الخروقات الأمنية الكبيرة، وسقوط 307 مواطنا بريئا يوم الإثنين الماضي في عشر مدن عراقية!؟، لم يجمع هذا النائب الطائفي 105 توقيعا لإعادة هيكلة التعليم في المدارس العراقية، التي تعاني إضافة إلى تسرب التلاميذ، تدهور الواقع التعليمي وبقاء المدارس الطينية على حالها، رغم المناشدات الكثيرة في الاعلام العراقي!؟، لم يتصدى هذا النائب الطائفي لقضية ميناء مبارك و(حرشة) مخانيث الكويت بالعراق العزيز!؟، وتضييق الخناق على تجارته البحرية، لكنه جمع 105 توقيعا لتعميق التقسيمات الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، وتشكيل فريقين طائفيين مؤدلجين تتغذى منهما قائمته الخائبة وقائمة أخرى منافسة، ليكونا أداتي صراع يستمر طويلا في سوق الكسب السياسي الرخيص، ناهيط بفرض طريقة تعليم قروسطية نفس الطلاب العراقيين ومنذ عشرات السنين شعروا بالملل منها، وكان حريا بالشلاه، ومن هم على شاكلته من الطائفيين الناطقين في خط الظلام وتجهيل الشعب العراقي والمستفيدين من تدفق ثرواته الهائلة بعد التغيير، جمع تواقيع البرلمانيين لتحديث التعليم في العراق وتدريس أنظمة الكومبيوتر ونشر العلم والوعي والثقافة والمعرفة، وكذلك الاهتمام بصحة التلاميذ الجسمانية والنفسية، وتخصيص المبالغ التي ستصرف على تدريس النظريتين اللتين لن تنفعا الشباب العراقي، على قضايا تعود بالنفع والفائدة على الأجيال القادمة، بينها التغذية المدرسية مثلا وتحديث المناهج التعليمية للحاق بركب العالم الذي سبقنا بعقود وقرون.

بانتظار ان ينهض الشعب العراقي ويزيل كابوس الطائفيين من جذوره في المنطقة الخضراء ومجالس المحافظات، ويوقف هدر ثرواته على أيدي الفاسدين ويستعيد هويته الوطنية وينتصر لحياته ومستقبل أجياله.
 

18/8/2011


 

free web counter