| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الجمعة 18/12/ 2009



كلمات -286-

هل يعيد أهالي الناصرية انتخاب الأعرجي لدورة برلمانية ثانية!؟

طارق حربي

كان من المتوقع - منذ فترة طويلة نسبيا - أن يهل هلال النائب بهاء الاعرجي على مدينة الناصرية وأهلها الكرام، ترويجا لحملته الانتخابية، مرشحا لدورة برلمانية ثانية، عن قائمة (الاحرار) الصدرية عن المدينة البائسة، التي لايتذكرها المسؤولون عادة إلا في موسم الانتخابات، انتظروا الزعماء ورؤساء الاحزاب الذين سيتوافدون على المدينة قريبا..!!

هنالك جملة من الاسباب أوصلت بهاء الاعرجي، مثلما أوصلت غيره في محافظات أخرى، إلى مبنى البرلمان نائبا عن الناصرية، كما أوصلت من قبل المرحوم عبد المهدي المنتفجي (والد الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الحالي)، والشاعر المرحوم معروف الرصافي الذي لم يزر الناصرية وغيرهما، في فترة الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ممثلين عن هذه المدينة وهما ليسا من سياسييها أو من أهلها.

في مقدمة الاسباب المذكورة اعتماد القائمة المغلقة، التي تلغي اختيارات الناخب العراقي في معرفة هوية المرشح وسجل اعماله، وأولوية الاسلام والطائفية السياسية، وتقديم مصالح الاحزاب الدينية الذاتية على الوطن وقضاياه المصيرية العليا، واستثمار عواطف الشعب في بيئة الصراع المحتدم، التي أمدتها المحاصصة الطائفية والقومية بأسباب البقاء، الشعارات الدينية –التي يرفعها الاعرجي ومن هو على شاكلته - وهي الأنسب للتعاطي مع الجماهير العراقية، سواء في المناسبات الدينية أو في مواسم الحملات الانتخابية.

مما يؤسف له حقا أن الاعرجي هو أحد ممثلي ذي قار الاثني عشر في البرلمان، وأحد اللاعبين الاقوياء في السلطة التشريعية (رئيس اللجنة القانونية في البرلمان)، وله دور في اخفاقاته المتكررة، ناهيك بتعطيل العديد من التشريعات التي يمكن أن يكون لها بالغ الاثر - لو صدرت وفي المقدمة منها قانون النفط والغاز والاحزاب والانتخابات وغيرها - في استقرار الأوضاع السياسية والامنية في البلاد، وكان آخرها قانون الانتخابات المثير للجدل حيث علا صوت الاعرجي بالباطل بقوله "نقض قانون الانتخابات خدمة لعزة الدوري والبعثيين" ، وماأسهل مايرمى المعارض للأحزاب الايرانية العاملة في العراق بتهمة البعث، مايدلل على الصوت القوي لتيار الاحرار خاصة وبقية الاحزاب الدينية الحاكمة بأمر الله، وضعف المؤسسات البرلمانية.

إن الاعرجي الذي لم يقم بزيارات عديدة إلى الناصرية وأقضيتها ونواحيها وأهوارها، لم يقف على أحوال مواطنيها وحاجاتهم (نقص الخدمات والبطالة والفساد المالي والاداري والمحسوبية والمنسوبية في دوائر المحافظة وغيرها)، ولم ويدافع عن مصالحها في عراق المحاصصة البغيضة، ويفِ باستحقاقات الناخبين الذين أوصلوه إلى البرلمان قبل اربع سنوات، ولم يذكر الناصرية إلا في منتصف 2007 خلال دفاعه المستميت، ليس عن فقرائها ومعوزيها والمطالبة بالمزيد من الخدمات فيها، بل عن ميليشيات جيش المهدي، خلال المعارك الضارية التي كان مسرحها شوارع الناصرية ضد قوات بدر والمجلس الاعلى، وتحذيره لقائد الشرطة آنذاك من مغبة المساس باللصوص والقتلة، استمرارا لمشروع الحوسمة ضد المؤسسات الحكومية، التي كانت خيوطها ومازالت تنتهي ليد الكتل، أو التماسيح الكبيرة الممثلة في البرلمان العراقي.

إن الاعرجي المتلون الذي زار مجلس المحافظة أول من أمس، مدح المالكي وذم مستشاريه، كان من أشد منتقدي رئيس الوزراء وطالب باستقالته مرات عديدة، وهدد باسقاط حكومته إبان أحداث سنة 2007 ، وهاهو يريد أن يوهمنا بضعف المالكي اليوم، وأنه ألعوبة بيد مستشاريه إلى آخر الكلام الذي لايخرج عن إطار حملته الانتخابية.
بعد إضافة 50 مقعدا برلمانيا مؤخرا بلغ مجموع المقاعد 323 بدلا من 275 مقعدا، وارتفعت نسبة تمثيل ذي قار في البرلمان من 12 مقعدا إلى 18 أي مايمثل 5.57% من عدد المقاعد، ولو أني أصلا ضد الزيادة حيث لاجدوى من البرلمان بمقاعده الأصلية، وما تمثله الاضافية من أعباء على خزينة الدولة، فالخمسون عضوا جديدا سيحصلون على امتيازات وحمايات ورواتب تقاعدية مايعادل ميزانية محافظة .

كم من الـ 991 ألف ناخب في ذي قار، الموزعين على 415 مركز انتخابي في عموم المحافظة، حسب احصائية قدمها (وهذه احصائية أعلنها السيد علاء عبد عودة مدير مكتب انتخابات ذي قار مؤخرا)، سيدلون بأصواتهم للنائب بهاء الاعرجي.. ولماذا!؟.

في واقع الامر فإن الناصرية لايمكن أن يشعر بمعاناتها ويقدر احتياجاتها ويخطط لمستقبلها، ينهض بواقع الخدمات فيها ويطالب بحقها في البرلمان، غير أبنائها المخلصين الاوفياء في قائمة مفتوحة، وليس قوائم الاحزاب المغلقة والمفروضة باسم الطائفة على الناصرية، وبالتالي هم من يمثلونها أحسن من غيرهم ويرعون شؤونها ومستقبلها، فهل عقم رحم الناصرية عن انجاب القادة والمفكرين والسياسيين الاكفاء، والوطنيين القادرين على تمثيل المدينة أحسن تمثيل!؟

وهل يعيد أهالي الناصرية انتخاب الأعرجي لدورة برلمانية ثانية!؟



18/12/2009
 



 

free web counter