| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأربعاء 17/6/ 2009



كلمات -259-

معمل الأسلحة في ذي قار..ودول الجوار!

طارق حربي

ينتظر الكثير من ابناء ذي قار ماتسفر عنه التحقيقات النهائية التي تقوم بها مديرية الشرطة، بعد عثورها على معمل أسلحة في الناصرية مؤخرا، وأتمنى اطلاع المواطنين عبر الاعلام عما يهدد حياتهم وينذر مستقبلهم، قيل أنها أكبر كمية من الأسلحة عثر عليها منذ عملية صولة الفرسان سنة 2004، قدرت قيمتها بنحو مئتي مليون دولار، وهي لاشك ميزانية حرب تتكفلها دولة أو دول، ومبلغ هائل يفوق كثيرا الميزانية المخصصة للمحافظة هذا العام (168 مليار دينار عراقي)، مايثير الكثير من الأسئلة حول التحديات التي تواجه الملف الأمني في المحافظة، لاسيما بعد التفجير الارهابي الذي وقع في مدينة البطحاء في (10/6)، وراح ضحيته العشرات من الأبرياء!

كيف يمكن للارهابيين جمع هذا العدد الكبير من الأسلحة والصواريخ والذخائر في الناصرية!؟، من هي الجهات التي تقف وراء تكديسها في الوكر الارهابي الذي وجد فيه" معمل كامل لصنع العبوات الناسفة وصواريخ كراد وأخرى متطورة وحديثة مختلفة الإحجام و (TNT) ووثائق هامة "!؟، ماهي خطط وأهداف الإرهابيين الذين ربطوا إرادتهم الشريرة بمصالح دول الجوار، حيث لايستبعد أن تفجير البطحاء جاء بتدبير من السعودية ودفع من الكويت، على خلفية رفض الأخيرة (تصوروا!!) خروج العراق من البند السابع، وما تبعه من سجالات بين الطرفين.

إن الأسلحة الفتاكة التي اشترتها دول الجوار، مثلما فعلت من قبل عبر شراء صفقات الأسلحة لصدام في الحرب العراقية الايرانية، ووضعتها في خدمة الإرهابيين وخزنتها ليوم مشهود، في محافظة تشهد استقرارا أمنيا منذ فترة طويلة بجهود شرطة ذي قار وقائدها، معنى ذلك إبقاء السيف مصلتا على رأس أهل ذي قار من قبل الأنظمة المجرمة، والشروع بقتل المزيد من مواطنينا للضغط على الحكومة في سياق مساومات سياسية، عبر ضربة موجعة وجهتها إلى خاصرة العراق المطلة على البادية السعودية في البطحاء الوادعة، حيث يتعايش أهلها فيها (شيعة وسنة) هازئين عبر تأريخ المدينة الطويل، من الطائفية المقيتة التي تريد السعودية والكويت بخبثهما المعهود ضد شعبنا تأجيجها!

خمسة مفخخات للشيخ الفلاني، ستة صواريخ وقناصان للشيخ العلاني، عشرة صواريخ كراد متوسطة الحجم للشيخ (العضريط)، تمت إعادتها لسبب ما (يجوز مامزوّرات!!)، بعض مامثبت في الوثائق التي عثرت عليها شرطة ذي قار، مايشير إلى الصراع الحاد بين الأحزاب الدينية في المحافظة، على السلطة والنفوذ والثروة، إستعانة - مع شديد الأسف - بدول الجوار (إيران/السعودية/الكويت) وغيرها، وعلى أبناء ذي قار أن يعوا مسؤولياتهم ومستقبل حياتهم ومنع وقوع الجريمة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.

لقد بذلت شرطة محافظة ذي قار خلال الفترة الماضية، جهدا مضاعفا لتحصين مدينة الناصرية، أعجزت الأيدي الآثمة عن النيل منها، لكن المزيد من التحصين لكل ذي قار مطلوب : ضبط السيطرات الخارجية وإشراك الأحزاب والفعاليات السياسية والاجتماعية والمواطنين، وتوعيتهم بضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية، فيما يسمى بالشرطة المجتمعية، وتنقية جهاز الشرطة نفسه من العناصر المشبوهة، وإحاطة حدود ذي قار لاسيما المطلة على الصحراء بجهاز استخباراتي كفوء وأجهزة كشف وقاعدة معلومات واسعة، فضلا عن تقوية عمل المخاتير في الكشف عن الغرباء الذين يدخلون المدن المذكورة عبر عمليات التهريب، مراقبة حزب العودة المحضور حيث ينشط هذه الأيام تواصلا مع ذكرة انقلاب تموز الأسود حسب تصريح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار، وتنسيقا مع القاعدة بدعم من ثارات السعودية ضد الشعب العراقي الذي لاتريد له الاستقرار وبناء تجربته الديمقراطية الوليدة، هذا وغيره من شأنه شل يد الإرهاب ومنع وقوع عملياته الجبانة في ذي قار العزيزة مستقبلا.

 


17/6/2009
 



 

free web counter