| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأثنين 15/12/ 2008



كلمات -227-

بوش والزيدي : هل هذا هو واجب الصحافي في العراق الجديد!؟

طارق حربي

يقوم منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية الفضائية في بغداد برمي الحذاء بوجه رئيس أعظم دولة في العالم، أثناء مؤتمر صحافي عقده في بغداد مع دولة رئيس الوزراء، بعد مراسم التوقيع على اتفاقية سحب القوات، رمية حذاء فيها نفاق واضح للقناة التي يعمل فيها الزيدي، أتاحتها الديمقراطية الجديدة التي منحها بوش للعراقيين، فأساء أحدهم التصرف بها لأنه أصلا بحاجة إلى أن يتعلم المبادىء الأولية للديقراطية، بعد سنوات طويلة من الحروب والقهر والقمع والجوع، رمية حذاء أثلجت صدور أعداء العراق، فتلاقفتها الأبواق العربية ونسجت على منوال أن العراقيين يعادون الولايات المتحدة ويرفضون الاتفاقية، وها هو صحفي ومثقف يرمي الحذاء على بوش وبجانبه المالكي، ولولا بوش لما استطاع الزيدي ان يشتري هذه الثياب النظيفة والحذاء الجديد، لاأريد ان اقول أن هذه من بركات أمريكا على العراق فبلادنا أم الثروات ولها المستقبل الواعد بالخيرات، لكن لنتذكر جميعا كم كان راتب الموظف في العهد البائد وكم أصبح اليوم!؟
لاشك أنه تصرف صبياني خيب آمال شعبنا وهو يستعد للدخول في الاطار الاستراتيجي والشراكة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، ومهما يكن من أمر السياسة الأمريكية وأخطائها الجسيمة في احتلال العراق، ونقدنا لها : شعبا وحكومة وكتابا وكل ذي ضمير حي ويحب بلاده، إلا أن تصرف الصحفي كان أخرق، وينطق في خط مصر العروبي حيث تبث قناة البغدادية من القاهرة، ومع الأسف الشديد أن الولاء للعراق قليل لدى البعض ممن يحسبون أنفسهم مدافعين، وهم يزايدون على آلام الشعب العراقي ومستقبل أجياله، ولعل الصحافي وهو غرٌ قليل الخبرة توقع أن تستثمر القناة قضية اختطافه قبل فترة من قبل جهات قيل في وقتها أنها إرهابية، وتعاطف معه في محنته العراقيون في داخل الوطن وخارجه، حتى أطلق من بين أيدي الإرهابيين بعد بضعة ايام بطريقة مثيرة للجدل، لأنها تقع ضمن الحالات النادرة، يبدو أنه بفعلته المخجلة إياها أراد ان يعيد إلى الأذهان تلك القصة ويعزز رصيده للحصول على المزيد من الدعم من رؤسائه في الفضائية، وكتحصيل حاصل دعم الأنظمة العربية الدموية ومخابراتها وهم جميعا يرحبون بأي جهد مناهض يبذل ضد مصالح الشعب العراقي، وستقف الاتفاقية شوكة في عيونهم بدخولها في حيز التنفيذ في بداية العام المقبل، أقول العرب وليس العراقيين لأنهم في سوادهم الأعظم يؤيدون الاتفاقية،الأمل الأخير قبل السقوط النهائي بين يدي إيران ومخططاتها الإجرامية في العراق، لذلك فإن العراقيين يفضلونها على أي صوت نشاز من فضائية، أو مراسل ضحى بمصير شعبه من أجل سمعة قناة لن يجلب لها في عمله المشين ذاك غير استهجان شعبنا ورفضه، لأي عمل يسيء إلى الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة!
ولاشك أن الصحفيين العراقيين - وهم ذوو أدب جم وتقاليد صحفية راقية - يشجبون مثل هذا الاستهتار،و يربأون بأنفسهم عن القيام بهكذا أفعال مشينة رد عليها الرئيس بوش باستهزاء قائلا للحاضرين " إن مقاس الحذاء هو 44 إذا أردتم ذلك "، و" لقد قام بذلك من أجل لفت الانتباه اليه هذا الامر لم يقلقني ولم يزعجني، أعتقد ان هذا الشخص أراد أن يقوم بعمل يسالني الصحافيون عنه. لم أشعر باي تهديد". ونظرا لقلة وعي الصحفي المغرور وعلى ذكر المقاسات، فإن قياس رمي الرؤساء في الولايات المتحدة وأوروبا بالأحذية، ليس لها نفس القياسات في عالمنا العربي، فلو رمى مواطن عربي أو عضو برلمان الرئيس بشار الأسد بالنعال مثلا، أو ملك السعودية الأجوف أو عمر البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، لأخذ الأمر صيغة عروبية أوإسلامية أو قبلية ونشبت حرب داحس والغبراء، وقامت الدنيا ولن تقعد، ولن يردوا على الرمية بابتسامة واستهزاء ولن تتردد أجهزة مخابراتهم المجرمة بقتل الجاني في الحال، وهذا حصل فعلا مع الكثير من ضحايا الرؤساء العرب حتى عن طريق الاشتباه!
إن الولايات المتحدة برئاسة جورج بوش ومهما كان رأينا بسياساتها - وكنت شخصيا انتقدتها مثل غيري من الكتاب – التقت مصالحها الاستراتيجية مع مصالح شعبنا الذي قامت بمساعدته بالتخلص من نظام دكتاتوري همجي، صحيح أن الولايات المتحدة وجدت أن نظام صدام سيسقطه العراقيون لامحالة فأسرعت إلى ذلك، ولكن ذلك جرى ضمن استراتيجياتها طويلة الأمد في الشرق الأوسط ورسم ملامحه من جديد والبداية هي العراق، ولن يوقفها رمي رئيسها بالحذاء او البيض الفاسد او الطماطم!
قال الصبي الزيدي وهو يرمي الحذاء "هذه قبلة الوداع يا كلب" وحتى قياس القبلة جاء خطأ ولاينم على احترام للمرأة، فالرجل لايقبل بحذائه بل بشفتيه من تحب نفسه، أما أن تقول لرئيس اعظم دولة ياكلب فسيضحك طويلا لأن لبوش كلب أسود نظيف، أفضل بكثير من وساخات رجال المخابرات العربية وبعض من الاعلاميين العرب مدفوعي الأجر قليلي الحياء والضمير، ممن انقضوا على شعبنا بأقلامهم وفضائياتهم وصحفهم الصفراء وجرحوه ومايزالون حتى اليوم.
مطلوب من القضاء العراقي المعروف بحياديته ونزاهته إجراء محاكمة عادلة للصبي المغرور ومعاقبته، ومعرفة الجهات التي ورطته ودفعت له لكي يقوم بهذا الفعل الأخرق، لما ترك من أثر بالغ السوء على وجه الصحافة العراقية التي لاترمي أحذية على الرؤساء، بل تشحذ القلم وتكتب بشفافية عن العراق الجديد والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق السلطة الرابعة!
مطلوب من السيد عون حسين الخشلوك إبن مدينة قلعة سكر في ذي قار وهو المالك الرسمي للبغدادية أن يحرم هذا الصبي من العمل فيها لفعلته الشائنة.
مطلوب من المركز الوطني للاعلام التابع لمكتب دولة رئيس الوزراء منع الصحافيين المشكوك بولائهم لغير العراق، ممن يعملون في الدول العربية خاصة، واختيار المهنيين منهم الذين يعكسون الوجه المشرق للصحافة العراقية، ويقومون بكل حرص ومسؤولية على تغطية الأحداث السياسية الكبرى التي تمر بها البلاد.
 


14.12.2008

 

free web counter