| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الخميس 14/5/ 2009



كلمات -254-

لا "ديتول" في مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية!

طارق حربي

رافق مراسل موقعنا سومريون.نت الزميل كاظم شناتي، رئيس مجلس محافظة ذي قار السيد قصي العبادي، في زيارة مفاجئة يوم أمس إلى مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية، نشرنا صورا لابأس بها في ردهات المستشفى، فيما كانت صور أخرى وصفها زميلنا شناتي بـ "طريق مظلم ومنطقة تشبه الاهوار لوجود القصب والمياه التي تتقافز منها الضفادع والحشرات"!

ثمة صورة أخرى لمغسلة غير صالحة للاستخدام البشري، ممر وسخ ينتهي بعربة معوقين مكسرة، الأثاث قديم متهالك، فيما لوحظ أن " مستوى النظافة في ردهات المستشفى كان متدنيا، وأسرة المرضى بدون شراشف أو وسائد" ولفت انتباهي قول زميلنا " ومن الامور الطريفة التي لاحظناها خلال التجوال في اقسام المستشفى ولأكثر من ساعتين " اننا لم نشتم رائحة الديتول أو التعقيم في كافة ارجاء المستشفى، فـ "ربما كان الديتول ممنوعا او من المواد المحرمة في مستشفى الحسين (التعليمي)؟؟

من يدري!؟
وأكمل أنا ربما تريد الأحزاب الدينية الحاكمة في الناصرية العودة بنظافة المستشفيات إلى مرحلة الـ (تراب حنطه) في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث ألجأ الفقر المدقع بالناصرية أيامذاك الكثير من النساء إلى جلب (تراب المطاحن) وهي فضلات طحن الحنطة والشعير لاستخدامها في غسل الأواني والصحون، قبل مرحلة صابون (السلّيت والركَي)!

بنت شركتا (ماروبيني وتايستي) اليابانيتان مستشفى حمل اسم المقبور سنة 1980 بست طوابق، واعتبر منذ ذلك اليوم المعلم الصحي الأول في مدينة الناصرية، لكن تم تغيير إسمه بعد سقوط النظام إلى مستشفى الحسين التعليمي، حيث يفترض أي عاقل أن الأحزاب الدينية التي قامت بتغيير الاسم ستقوم حتما بترميم المستشفى ورعاية المرضى الراقدين فيه استنادا لمذهبها وطائفتها لأنه يحمل إسم أحد رموزها العظيمة!

دخل العراق مرحلة التطهير بمادة الديتول منذ الثمانينيات من القرن الماضي، في المستشفيات والمرافق الخدمية الأخرى وحتى البيوت، لكن المستشفيات في أوروبا والولايات المتحدة أقلعت عن استخدام الديتول بعد اكتشاف العديد من المطهرات والمعقمات سواء المستخدمة في تطهير الجروح أو غسل الردهات والممرات في المستشفيات والحمامات وغيرها.

أصبح الديتول في العراق عنوان النظافة، فالمعروف عنه احتواءه على مادة (ch loroxylenol) التي تستطيع خلال ثواني وجيزة القضاء عاى 95% من البكتيريا، لذلك يستعمل في المستشفيات كمادة مطهرة لتطهير وتنظيف الجروح وكذلك لتنظيف ولتعقيم المياه ولتنظيف الارض والحمامات.

كانت جدتي يرحمها الله تمتنع عن شرب البيبسي كولا لأن ابنها الذي كان يقلد الشيخ محمد باقر الناصري في السبعينيات سمع (وربما كانت فتوى منه!؟) بان البيبسي يحتوي على مادة الكحول، وها هو التأريخ يعيد نفسه على شكل مهزلة، إذ لم نتجاوز في الناصرية المرحلة الديتولية مثل عباد الله فتراجعنا في مستشفياتنا إلى المرحلة (.....)
إن دين الاسلام الذي تعتنقه الأحزاب الدينية الحاكمة في محافظة ذي قار، ومستشفى الحسين التعليمي يقع في صميم عملها حسب المحاصصة الطائفية البغيضة، هذا الدين أوصى المسلمين بنظافة ابدانهم وبيوتهم ومساجدهم وشوارعهم وسواها، وأول درس في الفقه يدرسه الطالب هو كتاب الطهارة وتعني النظافة وتعتبر مفتاح الصلاة وفي تفاصيلها طهارة البدن والثوب والمكان، ناهيك بأشهر مقولة (النظافة من الإيمان) تعلمناها من أهلنا ومن مدارسنا فماذا حدا مما بدا لماذا لايتقدم المرضى وأهلهم بشكوى ضد مدير مستشفى الحسين التعليمي وكذلك مدير الصحة العام في الناصرية الذي تقاعس عن عمله باعتبار أن النظافة في مستشفيات الناصرية - وأي مستشفى - يقع في أولويات تقديم الخدمات للمواطنين وهو المسؤول الأول عنها!؟

أليس عجيبا ونحن في الألفية الثالثة وبعد ست سنوات من التغيير نوصي بالنظافة واستعمال الديتول في مستشفياتنا التي ذكرتها النائبة في الجمعية الوطنية السابقة، السيدة ابتسام العوادي، قائلة في البرلمان العراقي (يوليو تموز/2007 ) " إن الاهمال الذي تتعرض له مدينة الناصرية التي يغلب الشيعة على سكانها يذكرها بسياسات الرئيس السابق!!، ومستشفى الناصرية لايصلح حتى لتخزين التمر!)!!

فهل مازالت مستشفياتنا لاتصلح لتخزين التمر وتكثر فيها الرشاوى ويقل عدد الأطباء وتشح الأدوية ويتم حرقها بين عام وعام قبل نشر فضيحة اليوم : انعدام اي رائحة لمادة الديتول في مستشفى الحسين التعليمي!؟
 


14/5/2009
 



 

free web counter