| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الجمعة 11/7/ 2008



كلمات -202-

صوت الشعب العراقي هو الأقوى في الانتخابات القادمة

طارق حربي

تتشكل على الساحة السياسية في العراق هذه الأيام، تحالفات وتكتلات جديدة، وتتمخض بدائل ليبرالية وديمقراطية، استعدادا لخوض الانتخابات القادمة في شهر تشرين الأول /أكتوبر القادم، بغرض إنقاذ العراق من المأزق السياسي الذي يعاني منه، وكسر قيود الدولة الدينية والتحرر الناجز من تبعاتها، وأولها الشرذمة السياسية متمثلة بضعف الأداء السياسي والمحاصصة الطائفية البغيضة، وشرعنة الفساد وتمظهراته في مفاصل الدولة الحيوية، في ثنائية الفساد الإداري والمالي، ماأدى إلى فشل الحكومة في الوصول بالشعب والوطن إلى بر الأمان!
وفيما يعيد تشكيل هويته الوطنية بالانقطاع عن آليات هيمنة الأحزاب الدينية، يتقدم الشعب العراقي بثبات نحو الانتخابات القادمة، بعد أربع سنوات من فشل الأحزاب، واستئثارها بالسلطة وسيلة للسيطرة على الحياة السياسية والثروة، حتى أثبتت فشلها فشلا ذريعا في حكم العراق، وسط حالة من تذمر الشارع العراقي من تردي الخدمات في الماء والكهرباء، البطالة وبقية الشلل الذي أصاب الحياة كلها.
لقد ضعف دور الأحزاب الدينية وحظوظها في الشارع العراقي، ولم يعد لها ذلك الثقل الذي جاء بها إلى حكم العراق، بعدما تمسحت بعباءة المرجعية، وتقدمت إلى الحكم بقوائم التلاعب والتزوير، وصار كل مسؤول يلهج باسم السيستاني وبركاته على الأحزاب الدينية، وسمعت غير واحد من المسؤولين يقول إن كذا وكذا جاء من بركات المرجعية، ولولاها لماذ حدث كيت وكيت، مايدلل على ضعف المشروع الوطني العراقي في إطار الدولة الدينية، لأن أحزابها لم تضع أي تصور لعملها وبرامجها، للخروج بالعراق من عنق الزجاجة!
نعم كان للسيد السيستاني دور كبير في تهدئة أوضاع العراق، بما فيها الحرب الأهلية التي لوحت بها بعض دول الجوار وأطفأها هو بحكمة رجل الدين، في الحقيقة من يقرأ كتاب بول بريمر (عامي في العراق) يستخلص أن السيستاني وأمريكا كانت لهما الكلمة الفصل في أحوال العراق بعد الاحتلال، لكن بعد عام بريمر المشؤوم، طرأت الكثير من المتغيرات على الساحة السياسية، حيث دخل ثلاثة لاعبين مؤثرين هم الشعب الناهض من رماد بؤسه، والحكومة المنتخبة مهما قلنا فيها من سوء إدارة وفساد، وإيران بأحزابها الدينية التي لاتريد أن تعود بها غلى الجوامع والحسينيات بغرض الوعظ الديني وهي وظيفتها، لكن تسعى من خلالها إلى المشاركة في الانتخابات القادمة، لتثبيت رموزها وعملائها وبسط هيمنتها، بغرض المزيد من التدمير والقتل والتأخير للمشروع الوطني والديمقراطي، وأمام هكذا تحديات لابد أن يكون صوت الشعب هو الأقوى في الانتخابات القادمة، وتحديد مصيرها لصالحه، لاسيما في المحافظات التي كانت خاضعة لنفوذ وسيطرة الميليشيات المسلحة، وتشهد تحسنا أمنيا بعد العمليات في البصرة والعمارة .
لقد تلقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الكثير من الشكاوى من كيانات سياسية، مشاركة قانونيا في التنافس الانتخابي، لجهة استخدام كيانات أخرى الرموز الدينية والمقدسة والفتاوى في حملاتها الانتخابية، مما يتنافي مع العهود المصدق عليها بين تلك الكيانات، ويتناقض تناقضا صارخا مع الأسس الديمقراطية التي تقوم عليها الانتخابات النزيهة.
إن معالجة قضايا ملحة وإستراتيجية في العراق الجديد، مثل العنف والطائفية والبناء والخدمات وإعادة الإعمار والمصالحة الوطنية ومستقبل الأجيال، لهي كفيلة بأن تجعل شعبنا يقوم ويحطم أصنام النجف وينتبه لدوره، ويخوض الانتخابات لصالح الكفاءات العراقية، وحملات الإعمار وتحسين الخدمات، والصعود بهذا النوع من الصحوات الوطنية والتأريخية إلى ذروتها! ولاشك عندي بأن الانتخابات القادمة ستحدث الكثير من الهزات في الخارطة السياسية، وتأسيس تقليد كل أربع سنوات لصالح المشروع الوطني، وبناء العراق الديمقراطي سياسيا واقتصاديا وعمرانيا وثقافيا واجتماعيا.
 

11.7.2008
 


 

 

free web counter