| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الخميس 10/9/ 2009



كلمات -271-

هوشيار زيباري رئيس جمهورية العراق القادم..!

طارق حربي

انتقدت في مقالات سابقة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وأداءه السياسي المشلول، سأنتقده لاحقا - وأي مسؤول غيره - لايضع المصلحة الوطنية العليا في أولوياته، انتقدت سياسة وزارة الخارجية لتبنيها ملفات وزارة المقبور، عبر مطالبتها بإعادة الجزر الثلاث، وليس للعراق الجديد المسالم ناقة ولاجمل بما يحصل بين الإمارات وإيران، البلدان اللذان صبا الزيت - بنسب متفاوتة - على النار العراقية منذ سنة 2003 حتى اليوم، إنتقدت مثل العشرات من الكتاب وآلاف المواطنين العراقيين، تكريد السفارات وسأواصل الانتقاد إلى أن تبعث فيها الروح العراقية وليس الكردية حسب، وكنت شاهدا على أخذ رشوة في وضح النهار، أمام باب سفارتنا بستوكهولم صيف 2006 من أجل ختم جواز بزمن قياسي!!، وكان جميع الموظفين يتحدثون باللغة بالكردية لعدم وجود أي موظف عربي بينهم، وشاهدت العلم العراقي متسخا مهلهلا أشّرت لأحد موظفي (سفارتنا!!) إلى العلم الليبي النظيف المرفرف فوق سفارة ليبيا (جيران السفارة العراقية) وقلت له : أنا مستعد ان أشتري علما عراقيا وأهديه لكم بدلا من هذا المتسخ..!!، وعدوني (بعربية مكسرة) باستبداله ولاأدري ماحدث بعد عودتي إلى أوسلو..!؟، انتقدت إعادة البعثيين إلى السفارات والقنصليات، والغياب الكامل لاي استراتيجية عراقية في العمل الدبلوماسي والسياسة الخارجية وغيرها..
عرب العراق وكرده وتركمانه وسائر قومياته وأقلياته ومذاهبه في سفينة واحدة في هذا البحر المتلاطم لست نادما ولا أعتذر لأحد ولكل مقام مقال..

أي خطأ في عمل الوزارات ننتقده وأي عمل وطني نرفعه ونشد على أزره ونحيي فيه الأمل بالعراق.. ولامساومة!
موقف الوزير زيباري الأخير المتشدد وأداءه السياسي والدبلوماسي في إدارة الأزمة مع سوريا لفت انتباهي، وكان حريا به أن يتخذ مواقف مماثلة منذ زمن بعيد، لحقن الدم العراقي الطاهر الذي طالما سفح على أيدي الإرهابيين والتكفيريين، وليس حينما وصلت نيرانهم ومتفجراتهم إلى جدران وزارة الخارجية وأزهقت أرواح ستين من موظفيه إضافة إلى العشرات من الجرحى.!!

أول وزير عراقي شجاع (عدا مواقف دولة رئيس الوزراء الوطنية المعروفة من النظام السوري) يضع شروطا لتسوية الأزمة مع دمشق بتسليم 179 مجرما بعثيا وإرهابيا، ويشير إلى أزمة مماثلة مع السعودية، وليته يكمل في التصريحات القادمة، ضلع المثلث الشرير المتمثل بإيران وماتفعله من إجرام ضد شعبنا ووطننا، فيكون مدافعا شهما عن العراق في كل الاتجاهات.

وفي سياق التراشق الاعلامي جاء رده شجاعا على الدعيّ بشار الأسد الذي " انتقد دعوات الحكومة العراقية بتدويل قضية التفجيرات ومطالبة مجلس الأمن بالتحقيق فيها، مشيرا إلى أن العراق "مُدول" منذ غزوه للكويت عام 1991. رد الوزير قائلا (الوضع أصلاً مدول ليس في العراق فحسب وانما في سورية ايضاً وكل المنطقة العربية، فقضية الجولان والمحكمة الجنائية في لبنان والصراع العربي جميعها مدول)، ولم يتردد الوزير بالإشارة إلى أن الجماعات المسلحة تتخذ من سوريا منطلقا لهجماتها ضد الشعب العراقي، وعزا فتور العلاقة مع بعض الدول العربية الى ان «لديها اعتقاداً بامكان إعادة الاوضاع في العراق الى ما قبل عام 2003».. لكن هيهات..!!

هذه مواقف وطنية لافتة متطلبة تحسب للوزير خارج نطاق التشظي الذي لحق بالمواقف العراقية أزاء الأزمة مع النظام السوري، فكل جهة نطقت حسبما يمليه ليس ضميرها أو مسؤوليتها الوطنية والتأريخية، بل حزبها وأجنداتها وارتباطها بدول الجوار والأطراف الدولية العابثة بأمن البلاد، وجاء موقف رئاسة الجمهورية مخزيا غير آبه بالدماء العراقية، وصفه كمال الساعدي أحد قياديي حزب الدعوة جناح المالكي بأنه (فضيحة سياسية) و "كان الأجدر بأعضاء هيئة الرئاسة أن يبحثوا موضوع الأزمة مع دمشق في اطار جلسة خاصة مع رئيس الحكومة، وأن لا يلجأوا إلى إلقاء اللوم عليه - أي المالكي - لإضعاف موقف حكومته من المخاطر الجدية.

كان الوزير زيباري واضحا وشجاعا حينما سئل عن مصير مجلس التعاون الإستراتيجي الذي وقعه رئيس الوزراء نوري المالكي مع سورية في زيارته الأخيرة : «لا أتصور انه سيفعل بعد هذه الازمة، الا بعد معالجة جذور التدهور الاخير في العلاقات بيننا، لكن مع ذلك سنتابع الامور»، وهكذا يناوز السياسي الناجح ويكسب المواقف لصالح بلاده.

وأشارت الأخبار الواردة من اجتماع القاهرة الذي ضم (وزراء خارجية العراق وسوريا وتركيا برعاية الجامعة العربية) إلى وقوع مشادة كلامية بين زيباري ووزير خارجية سوريا، ولم يتراجع الوزير وكان صريحا وشهما على طول الخط، وكرر اتهام دمشق بإذكاء "القضايا الطائفية" داخل العراق وبـ"دعم الإرهاب والعنف الذي يهدد وحدة البلاد"، حسبما ذكره أحد الدبلوماسيين في اجتماع القاهرة.

الخلاصة أن العراق أحوج مايكون إلى مواقف وطنية متشددة من سياسييه، تكون صلبة مع الأعداء فيما يخص الأمن القومي، صريحة مع الشعب بقدر مايكون الأمر متعلقا بأمنه واستقراره، وإذا كانت معادن الرجال تظهر في الظروف الطارئة والاستثنائية، فإن معدن الاقطاعي جلال الطالباني باعتباره رئيسا للعراق لم يظهر وهو ماكان متوقعا، وكان عليه ونائبيه اتخاذ موقف موحد وحازم أزاء قضايا ملحة ومصيرية، ولو كان موقف الرئيس مماثلا لموقف زيباري، لشكل معه والمالكي درعا قويا لحماية العراق من المتربصين به، وليس إصدار بيانات تآمرية على وحدته المهددة بالخطر من مصيف دوكان في السليمانية.

سيحمل النظام السوري ودول الجوار والعالم مواقف الوزير زيباري الوطنية وتصريحاته على محمل الجد ويحسب الف حساب، فقد أثبت نجاحا لافتا في إدارة أزمة سياسية مازالت مستعرة، ونجح في اتخاذ قرارات المواجهة من أجل المصلحة الوطنية العليا، وعبر فوق الانتماءات الطائفية والعرقية، وشهدت له ساحة النزال بالغيرة العراقية، وأظن بأنه سيديم زخم الضغوط السياسية والدبلوماسية ولن يتراجع عن الدفاع عن مصالح بلاده في أزمات لاحقة لاسمح الله.

مناي ومعقد رجائي أن يرشح الوزير زيباري نفسه لمنصب رئيس جمهورية العراق القادم، ليدافع عنه ويمثله أحسن تمثيل في المحافل الدولية.
 


10/9/2009
 



 

free web counter