| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الخميس 10/2/ 2011



كلمات -354-

هل صحيح أن التظاهرات المطلبية تربك المناطق (الشيعية)!؟

طارق حربي

حذر النائب عن الائتلاف الوطني، وأحد زعماء حزب الدعوة حيدر العبادي يوم أمس من " وجود خطة لإرباك المناطق الشيعية عن طريق القيام بتظاهرات، واستغلالها سياسيا"، ويبدو من هذا التحذير الاستباقي من تظاهرات عارمة دعا إليها الشباب العراقي يوم الجمعة القادم المصادف 25 من الشهر الجاري، تقض مضاجع الساسة الذين كبرت الشقة بينهم وبين الملايين العراقية المسحوقة، المطالبة بالعيش الكريم لاأكثر ولاأقل : القضاء على البطالة وتحسين الخدمات ومفردات البطاقة التموينية التي يعيش عليها جل الشعب العراقي، والكف عن الاعتداء على الحريات المدنية التي كفلها الدستور العراقي.
حيدر العبادي الذي وجه إليه اصبع الاتهام، بأنه كان يجول على حواسيب فرز وتعداد الأصوات في الانتخابات التشريعية الماضية لغرض اضافتها إلى قائمة دولة القانون!، يبدو في تصريحه المشبوه أعلاه أنه يريد أن يجول مرة ثانية على أصوات العراقيين ويصادرها، وبنفس طائفي قسم خلال تصريح غير مسؤول، وحدة العراقيين المتآخين إلى سني وشيعي ومسيحي وجنوب ووسط ومناطقية.

وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي (زعيم حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي)، أعرب عن توقعه بانطلاق تظاهرات في الشارع العراقي كما في بعض الدول العربية، لكن اتهمها قبل أن تنطلق وبدون احساس بالمسؤولية بأنها تأتي بدفع من بعض الجهات!، ولم نعلم لحد اليوم عن القوة المعنوية لأية جهة إقليمية لها قدرة على تحريك تظاهرات مليونية، ولاأي حزب ديني أو علماني بحسب تقسيمات الشارع!، ولم يكن خليقا برئيس وزراء يفترض أن يكون مسؤلا عن شعبه بكل أطيافه، أن يؤلب الشارع العراقي أكثر مما هو عليه، وأن يسجل خوفه من التظاهرات المطلبية العراقية، لكن أحد اسباب خشيته والعبادي وغيرهما من زعماء الحزب الحاكم، أن التظاهرات التي دعي إليها يوم 25 من الشهر الجاري في ساحة التحرير، ستكون مغايرة ولاتشبه الزيارات المليونية للأضرحة المقدسة، فلن ترفع فيها شعارات طائفية ولن يكون فيها لطم وهريس بل سلمية مطالبة بالحقوق، وسيقودها شباب العراق روحه الوثابة للمطالبة بالعدالة والمساواة وإيجاد فرص عمل، والكف عن الاعتداء على الحرية التي دفع الشعب العراقي الدماء والدموع الغزيرة حتى انتزعها انتزاعا، وكذلك عدم التلاعب بقوت الشعب والضرب على أيدي الفاسدين وغيرها كثير، مما سرطن الواقع العراقي بعد حكم الاسلام السياسي وضياع حلم الدولة المدنية!

إن نظرية المؤامرة التي ورثها الحزب الحاكم عن البعث المقبور لن تجدي في ساحة المواجهة مع شعب مختلف الأعراق والديانات والمذاهب، فليس الأنبار شيعية وقد تظاهر مواطنوها قبل أيام ضد الفساد وتدهور الخدمات، معلنين عن تضامنهم مع أبناء الناصرية والديوانية والحمزة الغربي، الذين تصدت لهم الشرطة وقتلت منهم مواطنين اثنين وجرحت ستة، وليست بغداد كلها شيعية ولن ينفع التقسيم الطائفي على لسان زعماء الحزب الحاكم الذين فشلوا في إدارة العراق .
فمدينة الناصرية مثلا يعيش فيها الشيعي والسني والمندائي والمسيحي ومن لادين له، والكل يعاني من الفساد المالي والاداري وضعف الخدمات وارتفاع معدلات البطالة، وقد صرفت مليارات الدنانير على مشاريع وهمية، ثبتها المواطنون وعدد من وسائل الاعلام على لائحة فساد طويلة عريضة، لم يكلف العبادي نفسه يوما في فضائية أو حشد جماهيري ويطالب بفضحها ومعاقبة مرتكبيها!؟، على العبادي ومن لف لفه معاقبة السراق والحرامية ممن كان هو ورئيس حزبه خيمة لهم، وبدلا من هذا النفس الطائفي المقيت، عليه أن يطالب بفضح شرعنة الفساد في السلطتين التشريعية والتنفيذية، عبر إعادة النظر في رواتب المسؤولين الفلكية وامتيازاتهم ، عليه أن يكافح المحاصصة الحزبية والطائفية التي وافق عليه حزبه لاستلام السلطة وقيادة العراق في طريق الفشل الذريع، وهو ماراكم تذمر الشعب بكل أطيافه، حتى وصل إلى تنظيم تظاهرات يرجح أن تكون مليونية مطلبية سلمية متحضرة، لن تربك المناطق الشيعية بل ستهز العروش الخاوية للمفسدين والطائفيين.
 

 

10/2/2011
 

 

free web counter