| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

                                                                                  الثلاثاء 10/5/ 2011



كلمات -379-

الحل في أربيل..ولكن !؟

طارق حربي

اعتبرت القائمة العراقية ترشيح المالكي للوزراء الأمنيين تنصلا من اتفاقات أربيل، التي نصت على أن يكون المنصب من حصة العراقية بهدي من التحاصص الطائفي والقومي لا الوطنية العراقية ووضع مصلحة البلد كأولوية!، العراقية تريد الدفاع حنينا إلى زمن الانقلابات البعثية، وكل الإنقلابات التي شهدها العراق منذ انقلاب بكر صدقي سنة 1936 الذي لم تشهده المنطقة والعالم من قبل، تمت فيها السيطرة على الدفاع والإذاعة لإذاعة البيان رقم (1)، وهددت العراقية بالانسحاب من حكومة الشراكة الوطنية التي جمعتها مع أكبر الكتل السياسية (دولة القانون) بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، العراقية قبلت بالشراكة ولو أنها قبلت بالمعارضة تحت قبة البرلمان، لكان أرحم للشعب العراقي وربما عجلت بتقدم ملموس في العملية السياسية، وأصبح واضحا أن الشقة بعدت بين العراقية ودولة القانون واتخذت منحى جديدا، عبر المناوشات والتصريحات الاعلامية، على خلفية ذهاب الجميع : الشعب والحكومة والبرلمان نحو يوم 7 حزيران القادم، حيث تنتهي المهلة (العطوه!!؟) التي طلبها رئيس الوزراء من الشعب في 27 شباط الماضي، لتقييم عمل الوزارات ومجالس المحافظات في تقديم الخدمات للمواطنين : كلام في كلام ولا حتى 100 عاما تحت ظل حكومة المحاصصة الفاشلة!

في الواقع ليست عقدة الوزراء الأمنيين هي ما تعترض طريق الحكومة التي أثبتت فشلها في التصدي لكثير من الملفات الساخنة، فعدا أن الجميع يطلب تمثيلا في الحكم لكسب النفوذ والمال والوجاهة، هنالك قضايا عالقة بين الشركاء في مقدمتها حسم مسألة المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية، واستعداد الحكومة لتسنم المهام الأمنية بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق نهاية العام الحالي، وملفات الإرهاب والنهوض الاقتصادي والخدمات، وخلافات بين البرلمان والحكومة وصلت إلى حد المناوشات بين رئيس البرلمان إسامة النجيفي ورئيس الوزراء نوري المالكي، ففيما صرح الثاني أن البرلمان مشمول أيضا بتسونامي التغيير إذا وقع بعد 7 حزيران، أكد الأول أن البرلمان لا علاقة له ببرامج الحكومة وما تقدمه وهدد بمحاسبتها!، وبدا من التصريحين أن كل طرف ينحى بلائمة الفشل على الطرف الثاني!

لكن هل أصبحت أربيل (شرم الشيخ) لساسة العراق لإيجاد حلول لأزماتهم بعد وصولها إلى حافة الإنهيار!؟، العرب والأمريكيون والإسرائيليون يحجون بين فترة وأخرى إلى منتجع شرم الشيخ بمصر، لوضع الحلول الناجعة للأزمات الناجمة بين العرب وإسرائيل، إن القراءة السياسية للأوضاع الراهنة وانسداد الآفاق في العراق، وفشل حكومة الشراكة الوطنية تقول نعم لهذا، فأربيل أقرب إلى العراقيين والأكراد شركاء في العملية السياسية، ويبدو أن واشنطن ليست قلقة من تأزم الأوضاع في العراق بل تريد حلولا سريعة لأزمة الوزراء الأمنيين وغيرها ويبدو أنها استنفذت كل ما في جعبتها من أوراق الضغط على المالكي ومافياته وفساد حكومته، إن الزيارة الأخيرة للسيناتور الأميركي جون ماكين، المرشح السابق لرئاسة الولايات المتحدة والوفد المرافق له من أعضاء الكونغرس والخارجية الأميركية لمدينة أربيل، وضعت العنب في سلة الأكراد لإيجاد حلول سريعة لأزمات العراق المتفاقمة، قبل وقوع الإنفجار العظيم بعد 7 حزيران، الذي من المؤمل أن يطيح بالمالكي وحكومته الفاسدة والفاشلة وحلفائها، مع اشتداد موجة الحر في الصيف وانعدام الكهرباء التي يعاني منها الشعب العراقي، البارزاني (رئيس إقليم كردستان) الذي أخبر مكين بأنه لن يدخر وسعا لتقديم الحلول للخروج من المأزق، وبما يضمن مصلحة الأحزاب الكردية التي غالبا ما تستفيد من حالة عدم الاستقرار السياسي، كان اقترح حلولا على الفرقاء وجمعهم في أربيل العام الماضي للخروج من أزمة استعصاء تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2010 ، وتم سحب عدد من صلاحيات رئيس الوزراء بغض النظر عن الشخص الذي سيشغل المنصب، واتفاق الكتل الفائزة على جملة نقاط بينها الالتزام بالدستور، والعمل على مبدأ التوافق والتوازن، وإنها عمل هيئة المساءلة والعدالة، والعمل على مشروع المصالحة الوطنية، وتشكيل حكومة شراكة وطنية، التي سيصفها النائب عزت الشاهبندر (دولة القانون) بعد أشهر بأنها (مهزلة!)، مطالبا بتشكيل حكومة جديدة!

إن البارزاني قادر هذه المرة أيضا، على إيجاد صيغة تقاربية ووضع مسار جديد للحكومة العراقية الفاشلة والعملية السياسية برمتها .. لكن إلى حين!؟، فالأزمات المتراكمة التي تعصف بالحكومة بما ورثته من الحقبة الصدامية، وانضم إليها من انعدام وجود مشروع وطني وبرنامج للنهوض الاقتصادي وتحسين أداء السياسية الخارجية، هذه وغيرها ستعجل في إطاحة المالكي وحكومته تحت ضغط التظاهرات التي ستعم مدن العراق في الصيف القادم وانعدام وجود الكهرباء والشلل شبه التام في تقديم الخدمات وربما لا سمح الله اشتداد الهجمات الإرهابية وغيرها، وستكون ساحة التحرير مرجعية وطنية لكل العراقيين المطالبين بالحرية والخدمات ومستقبل أفضل لهم ولأجيالهم القادمة.

 

 


 

free web counter