| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. تيسير الألوسي

  tayseer54@hotmail.com

 

 

 

 

الأربعاء 3/ 10 / 2007

 




شجب عملية اقتحام مبنى لجريدة المدى
والمطالبة بإدانتها والاعتذار ووقف تلك العمليات المعادية للحريات
 

في إطار الأنباء المأساوية المتواردة من عراقنا الجريح، وصلنا نبأ اقتحام قوة من (الجيش العراقي؟!) مبنى من مباني جريدة المدى وأعقب العملية التحرز على وثائق وكتب خاصة بالجريدة ومصادرتها. إنَّ أعضاء رابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر، في الوقت الذي يشجبون فيه عملية الاقتحام تلك ومصادرة الكتب والوثائق ليطالبون في الوقت ذاته بإدانة العملية والاعتذار عمّا جرى والتوقف الفوري التام عن مثل تلك الأفعال المشينة المعادية للحريات العامة التي كفلها الدستور العراقي الجديد...
إنَّ جريمة الاعتداء على جريدة المدى تمثل اعتداء صارخا على الحريات الصحفية وعلى عموم صحفيي العراق وهي الجريمة التي باتت تجري اليوم بدم بارد وبمواقف لا مسؤولة تمهّد الطريق، وتنذر بكوارث لا مجرد تشويه العملية السياسية الجارية بل والتراجع عن التوجهات المتطلع إليها في عراق ديموقراطي يطبق الدستور والقوانين التي تكفل الحقوق والحريات كافة.. كما أن مجيء الاعتداء على جريدة المدى ذياك الصوت المميز في مواقفه الوطنية الثابتة تجاه مجمل المسيرة الجديدة في عراقنا وفي تقديم الأصوات النزيهة وفضح المجرمين وتعرية مخططاتهم، الأمر الذي يعني الاندفاع لأبعد ما يمكن من جريمة مطاردة الحريات الصحفية بالنظر لمكانة الجريدة وموقعها النوعي وثقلها بين بقية الصحف الوطنية العراقية..
إننا نشدّد هنا على أهمية متابعة خلفية ما جرى والكشف الصريح عن ملابساته ومحاسبة المسؤولين عنه وتجريم فاعليه ومعاقبتهم وإعادة جميع الوثائق والكتب والمراجع للجريدة وتقديم الاعتذار لها وللصحفيين العراقيين عن تلك الفعلة الشنعاء. وأن تتم عملية توجيه قواتنا لمهماتها الوطنية النبيلة بالكفّ النهائي عن تسخير الجيش العراقي في مهام غير مهامه المحددة دستوريا ومن تلك المهمات حماية الحريات الصحفية وحماية الصحفيين الذين يتعرضون للمطاردة والتقتيل من أوباش المافيات والقوى المعادية لاستقرار العراق وطمأنينة شعبه وثبات مسيرته المتطلعة لعراق ديموقراطي تعددي فديرالي موحد..
إنَّ أمر الاعتداء على صحيفة وطنية عراقية لا ينبغي له أن يمرّ بكلمة أو خطاب لأنَّ الأمر أبعد من اعتداء وأعمق من اختبار فهو إجراء أثبتت تجاربنا القريبة والبعيدة ما يعنيه التعرض للصحف الوطنية من نتائج لاحقة من جهة التمهيد لعملية انقضاض شاملة على الحريات والحقوق المدنية وعلى أية فرصة للديموقراطية ومن هنا فإننا ننتظر من صحفيينا أولا وصحفنا الوطنية لترتيب يوم احتجاج نوعي مخصوص وردا منسقا ومن مجموع قوانا الوطنية والقيادات والزعامات العراقية مباشرة الفعل المناسب للتصدي لهذه الجريمة ومنع وضعها على سكة تخريب تطلعات العراقيين بغد أفضل..
لنهتف للديموقراطية وللحريات الصحفية ولنعمل من أجل حماية حقيقية للصحفيين العراقيين الذين بات أمر تصفيتهم جريمة متكررة في عملية تكميم الأفواه التي لا تُشترى..


أ.د. تيسير الآلوسي
رابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا
البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
لاهاي\هولندا 2 أكتوبر 2007