كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأحد 7/10/ 2012

قراءة سريعة في الموقف التركي المستجد من النظام السوري شه مال عادل سليم لا ...لن تقف تركيا ساكنا حيال التطورات السريعة التي تجري في المنطقة وفي سوريا تحديدأ , وخاصة بعد ان سيطرة الاحزاب والمنظمات الكوردية على سلسلة من المدن على طول حدود مع تركيا، و رفع أعلام (حزب العمال الكوردستاني) وحزب الاتحاد الديمقراطي (1) Union Party Democratic ، الذي يُعتبر حزبأ قريبأ من الحزب العمال الكوردستاني , والاكثر من هذا رفع علم كوردستان فوق عين العرب وعفرين وقامشلو وحسكة ومدن كوردية اخرى . نعم ...ان هذه التطورات السريعة في المنطقة ,و تطلّع الشعوب فيها الى الحرية و حقها في تقرير مصيرها اثارت مخاوف جدية لدى تركيا , والتي اجبرتها على التحرك السريع لايجاد سيناريوهات لمواجهة اكراد سوريا ومنعهم من التوصل إلى أي من أهدافهم المشروعة بكل الطرق بعد سقوط النظام السوري ..... المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو(2) : وافق البرلمان التركي على طلب الحكومة بالقيام بعمليات عسكرية داخل سوريا ... وجاءت الموافقة على القرار بغالبية 320 صوتا مقابل 129 عارضوا التفويض بشن عملية عسكرية داخل سوريا لـ(حماية الأمن القومي)إن لزم الأمر ... وبالرغم ان الدستور التركي ينص على ضرورة الحصول على الموافقة المسبقة للبرلمان لأي عملية عسكرية خارجية , الا ان تركيا لن تستطيع ان تواجه سوريا عسكريأ وحدها عبر اراضيها دون أن تحضى تركيا بالدعم الدولي و ضمن حزمة دوليه توفر الغطاء الدولي سياسياً وعسكرياً وتحديدا من حلف شمال الاطلسي (الناتو) تحسبأ من غضب( ايران وصين وروسيا ) , حيث قال وزير الخارجية الروسي لافروف في نهاية مباحثاته مع نظيرته الباكستانية حنا رباني قهار في إسلام آباد إن السلطات السورية أبلغت موسكو عبر سفيرها بدمشق أن القصف وقع خطأ وأن النظام السوري سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لعدم تكرار هذا الحادث ............!! ان الهجوم الذي شنه النظام السوري على بلدة تركية واقعة على الحدود التركية السورية والتي أسفر عن مقتل 5 أتراك وإصابة 9 آخرين ، شجعت تركيا في ردع سوريا بعمل (عسكري مشابه ومحدود) يعيد التوازن للجيش وللدولة التركية بما يحفظ ماء وجهها خصوصا في ظل تكرار الاختراقات السورية وآخرها اسقاط طائرة تركية كانت تحلق فوق المياه الدولية , .....رغم اعتقادي بان عملية اسقاط الطائره كان مخطط له من قبل تركيا وامريكا من اجل نشر جيوشها على الحدود السوريه التركيه تمهيدا لملء الفراغ السياسي بعد اسقاط النظام السوري والسيطرة على (المناطق الكوردية) والتي تعتبر تركيا تهديدأ خطيرأ لامنها القومي وباسناد وغطاء دولي حيث وبموجب المادة الرابعة والخامسة من معاهدة واشنطن لإنشاء حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) ، يستطيع أي حليف أن يطلب التشاور في أي وقت في حالة إذا ما تعرض من وجهة نظر أي من الدول وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد.... كما ينص ميثاق الحلف - على الدفاع عن أي بلد يتعرض لهجوم ....وكما هو معلوم ان تركيا تعتبر من أهم أعضاء الحلف ,حيث ان قواتها العسكرية تعد الدولة الثانية , بعد الولايات المتحدة , فجيشها يقارب اكثر من 750 الف جندي ...... مخاوف تركيا من انتشار عدوى الاستقلال ... نعم فلتركيا مخاوف جدية لنقل تجربة اقليم كوردستان الى سوريا ومنها الى تركيا وثم الى ايران .. حيث ييبقى تطور النموذج في كوردستان العراق مثالا ناجحا رغم الاخفاقات الداخلية ، فبعد عام 1991 تشكلت حكومة كوردية بمساعدة وبحماية دولية ...و ثبت الأكراد حكمهم الذاتي رغم الاخفاقات والمشاكل والاقتتال الداخلي, الا انهم استطاعوا ان يحتلوا مناصب رفيعة في حكومة المركز ببغداد بعد سقوط الصنم , ولاول مرة في تاريخ العراق تبؤء الاكراد مناصب سيادية مهمة في العراق على سبيل المثال لا الحصر منصب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية .... بالاضافة الى برلمان وحكومة ورئيس الاقليم واقليم شبه مستقل .. تركيا ليس لها أصدقاء دائمين أو أعداء دائمين بل لها مصالح دائمة : يرى بعض المراقبين والمهتمين ,بان تركيا قررت تغيير سياستها تجاه الأكراد بشكل (تكتيكي و مرحلي) لمصلحتها ...نعم لمصلحتها فقط !! , لان اثبتت التجارب بان تركيا لاتستطيع ان تقف متفرجة امام الاصرار الكوردي من اجل استقلالهم الذاتي , وخاصة بعد سيطرة الأكراد في بعض المدن السورية القريبة من الحدود التركية , لا سيما وأن حزب العمال الكوردستاني يحظى بتأييد كبير بين صفوف الأكراد السوريين، حيث أن العديد منهم منظَّمون تحت راية (حزب الاتحاد الديموقراطي في سوريا ) ... ويرى المهتمون بان تحسين العلاقات بين تركيا واقليم كوردستان في الوقت الحاضر خير دليل على ذالك حيث وصلت العلاقة بين الطرفين الى مستوى لم يكن يتوقعه أحد. وإنّ الزيارة الأخيرة للسيد مسعود بارزاني رئيس الأقليم الى تركيا هي اشارة واضحة لهذه العلاقات،والتطورات هذه، تعتبر جديدة بالنسبة للسياسة الخارجية التركية , حيث شاهدنا ولاول مرة رفع علم كوردستان عند استقبال السيد البارزاني في تركيا .... !! ويرى المتابعون للسياسة التركية بان من السذاجة والغباء ان يصدق احد بان تركيا قادرة على ان يخطوا خطوة واحدة او يتخذ قرارا صائبأ لصالح الشعب الكوردي في تقرير مصيره كباقي الشعوب العالم .... باعتباره واحدأ من اهم الحقوق المنصوص عليها في الفقرة الاولى من المادة الاولى من العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وبالحقوق المدنية والسياسية الصادرين عن الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1966 , حيث اكدتا على حق جميع الشعوب في تقرير مصيرها وحرية تقرير مركزها السياسي .... لا حرب ولا سلم : نعم ...انا استبعد ان تنشب حرب رسمية بين انقرة ودمشق, ولكن سوف يكون هناك إجتياح للأراضي السوريه لإنشاء منطقة عازله منزوعة السلاح بعد فقد نظام الأسد السيطره على البلاد , مع دعم لوجيستي للجيش الحر لإتمام السيطره على كامل سوريا وتجنب (التقسيم ) ….و اعادة (ترتيب الدوله السوريه بحجة حماية شعبها) .. لان كما هو معلوم ان اهم ما تشغل تركيا في الموضوع السوري هو عدم الاعتراف بالواقع الكوردي الذي اصبح (واقعأ ملموسأ على الارض )... , فلتركيا حدود طويلة مع سوريا يبلغ طولها( 877 )كلم، يعيش الأكراد في مناطق واسعة من المنطقة الحدودية، سواء في الشرق بمناطق (القامشلي وعامودا والدرباسية) ، أو الغرب في منطقة (عفرين) . نعم – ان قرار الحرب حسب المبادئ التي يسير عليها العالم اليوم هي بيد القوى (العظمى) و ليس بيد قوى التنفيد الصغيرة ........! أما سوريا و تركيا فهما ساحة حرب و أدوات تنفيد لا غير , وان الشعبين التركي والسوري هما كالشعوب الاخرى في المنطقة مجرد (وقود) لا اكثر ولا اقل .....   1 ـ حزب الاتحاد الديمقراطي القريب من حزب العمال الكوردستاني، الذي يقوده حاليا صالح مسلم، ويطالب بالإدارة الذاتية لكورد سوريا، وهو حزب جماهيري كبير قياسا بباقي أحزاب الحركة الكوردية في سوريا. 2 ـ تنص المادة الخامسة من ميثاق خلف الناتو على مبدأ الدفاع الجماعي، وتقول إن أي هجوم على دولة عضو يعتبر هجوما على الأعضاء جميعا ....