| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 ﺸﻪﻤﺎﻝ عادل سليم

www.sitecenter.dk/shamal

 

 

 

الجمعة 30/11/ 2007



لا...لا لأنفلة قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا ........

شه مال عادل سليم

نسخة الى فخامة السيد الرئيس الجمهورية …
نسخة الى مجلس الرئاسة ورئيس الوزراء ....
نسخة الى كبير القضاة و اعضاء هيئة المحكمة العراقية الجنائية العليا.....
نسخة الى السيدة الفاضلة وزيرة الشؤون الشهداء والمؤنفلين في اقليم كوردستان ……

أخيرا وبعد محاكمة شفافة وعلنية لابطال القتل وجزالرؤوس من مدبري ومنفذي الانفال, اعتبرت المحكمة الجنائية العراقية العليا حملات الانفال الاكثر من سيئة الصيت عملا من اعمال الأبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الشعب الكوردي , وذالك استنادا الى اطنان من الادلة القاطعة والوثائق الثبوتية والكتب الرسمية والرسائل الموجهه الى سيء الذكر صدام حسين من قبل ابطال عملية الانفال ومنه الى كبار رموز القيادة الميدانية الذين كانوا يتلقون الاوامر مباشرة من صدام ـ على الكيمياوي بحيث لم يستطيع هؤلاء (الابطال )خلال كل هذه الجلسات ان ينفوا او يطعنوا بما وجه اليهم من التهم . . طبعا لكثرة الوثائق المقروءة والصور والوثائق الصوتية والادلة الدامغة الاخرى بالاضافة الى شهادات وقصص الشهود والضحايا الناجين من براثن و مخالب وانياب الروبوتات في المسالخ والمجمعات القسرية والسجون والمعتقلات والحفر الرملية في عمق الصحراء العراقية، الذين ادهشوا العالم بسرد قصصهم الواقعية الممتزجة بالسموم والرمال وبلعنة الغيلان في تلك الحملات التي عرفت(بالانفال).....
وعلى هذا الاساس اصدرت المحكمة احكامها بحق بعض رموزالنظام البعثي البائد بعد ان ثبتت عليهم التهم لدورهم و لمسؤوليتهم المباشرة في تنفيذ تلك الجرائم الشنيعة بحق شعبنا في كوردستان والتي اعتبرت من اعمال الابادة الجماعية .... كما قررت فتح ملفات اخرى و اصدرت قوائم باسماء المتهمين العائدة لكبار روبوتات صدام الهاربين والموجودين داخل البلد لمساهمتهم الى جانب المدانين في حملات الابادة الجماعية تلك والذين ذكرت اسمائهم من قبل المشتكين او من قبل المتهمين اثناء جلسات المحاكمة, علماً ان البعض منهم مازالوا يؤدون اعمالهم في الوظائف والمناصب الحكومية......
وبعد اصدار الحكم من قبل المحكمة الجنائية العليا و الموافقة عليه من قبل محكمة الاستئناف، تم تنفيذ خطة سامة درست مسبقا لأنفلة قرار المحكمة بحق المدانين . . . ليس فقط لانقاذ روبوتات صدام من الاعدام وانما لتمرير خطة مشبوهه يسعون من خلالها الى تفريغ محتوى الحكم وبالتحديد تهمة (الابادة الجماعية ) والتي حاولت هيئة الدفاع عن المتهمين جاهدة وحتى المتهمين انفسهم وبالتحديد المدان سلطان هاشم وعلى الكيمياوي وحسين رشيد التكريتي . . حاولوا خلط الاوراق لذر الرمال في العيون والتصيد بالماء العكر وذالك بربط الانفال بالحرب العراقية الايرانية وتفريغ محتواها الاصلي الاوهو كونها حملة لابادة الشعب ........
ان يقظة كبير القضاة والادعاء العام افشلت هذه المحاولات البائسة والخسيسة، الا اننا تفاجئنا وبعد اصدار الحكم بتلك الاصوات المشروخة خارج قاعة المحكمة والتي طالبت ليس فقط باعفاء المدانين بل وصل الامر الى وصف هؤلاء القتلة بكونهم ( ابطال دافعوا عن بلدهم )....وللاسف فانهم اقنعوا الرئيس العراقي ايضا بتحليلاتهم الخائبة وبالحجج الواهية حيث رفض سيادته التوقيع على قرار اعدام المدانين في هذه القضية الكبيرة ...الكبيرة بحجمها وبشاعتها وشراستها في الابادة الجماعية ... كيف لا نفاجأ بقرار انفلة قرار المحكمة العراقية العليا في حين كنا ننتظر ان يدان حزب البعث وفكره كفكر وكيان عنصري دعى الى الابادة وسحق الاخرحتى العظام وكمنظومة عنصرية مقيتة انتجت الدكتاتور وصنعت كل هذه الذئاب البشرية التي عاثت في الارض دمارا وخرابا وفسادا .....كيف لا نفاجأ من قرار السيد الرئيس الجمهورية في حين انه هو ايضا مثلي ومثل الالاف الاخرى من ابناء شعب كوردستان من احد ضحايا الانفال ؟ كيف لا نفاجأ بهذا القرار الارتجالي الموجع حتى النخاع .... نعم كان على سيادة الرئيس ان يكون احد الشهود على تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام البائد ضد الشعب الكوردي وان توثق شهادته مثل اي ضحية من الضحايا التي نجت من شبح الانفال وغيلانها باعجوة قريبة من الخيال حين نجت من شر هؤلاء الاشرار, وكنت اتمنى ان اراه كشاهد وكمشتكي يدلي بشهادته امام العالم كبيشمركة دافع عن وطنه وشعبه الذي يصارع الموت والابادة الى الآن .....
ان الهدف من كتابة هذه الكلمات وفي هذا الوقت العسير وبعد كل هذا الانتظار وعجز الكلمات والافكار امام هول بشاعة الاحداث هو :-
اولا: -ان اناشد الحكومة العراقية المنتخبة كاحد ضحايا عمليات الانفال , بان لا تسيّس القضاء العراقي وان لا تتدخل في مجاله او في اي مجال اخر ليس من اختصاصها اطلاقا على اساس وجوب الالتزام ببنود الدستور التي اكدت على فصل السلطات , وان تدخلها في مجال القضاء سوف يقلل من القيمة القانونية ومن عدالة ومشروعية المحكمة الجنائية العراقية العليا ...لان تدخلها في مجال القضاء هنا يعني التقليل من قيمة احكام المحكمة الموقرة التي اصدرتها في قضية الانفال الاكثر من سيئة الصيت بحق كل من المجرم على الكيمياوي والمجرم سلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد حملات الانفال ومنفذ الاوامر من سيده المعدوم وحسين رشيد محمد التكريتي الذي يعدّ من اكثر المقربين من صدام.. واخرين بتهم ارتكاب الابادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية ..

ثانيا : - تنفيذ الاحكام بحق المتهمين هو التذكير باهمية الدروس القاسية التي تلقتها الشعوب العراقية من السياسة والنهج القمعي الذي قام به حزب البعث الفاشي منذ اغتصابه للسلطة الى يوم سقوطه من جهة و رد الاعتبار لكل الضحايا و الشهداء ,اولئك الجنود المجهولين من ضحايا نهج البعث الدموي . . . كمسؤولية وطنية واخلاقية وسياسية وقضائية عادلة تقع على عاتق الحكومة الجديدة من جهة اخرى ......

ثالثا - : ان اي مدان في قضية الانفال او اي شخص تثبت ادانته في اي قضية جنائية اخرى ,يعتبر مجرما ومدانا امام الشعب ... ولو كان هؤلاء الضابط محترفيين وطنيين لما اقترفوا كل هذه الجرائم البشعة بحق ابناء الشعب الكوردستاني وابناء شعبهم في الجنوب والوسط( راجع الوثائق التي ادين بها المدان سلطان هاشم واخرين ) .... واسأل كل الذين يصفون المدان سلطان هاشم بانه كان مثال الضابط( المحترف والمخلص لوطنه والبطل في الدفاع عن ارضه) ... هل البطل يقتل الاطفال والنساء والشيوخ والشباب ؟ هل البطل يقتل الطيور والحيوانات ويحطّم الينابيع ويحرق الارض ويهدم الجوامع والاديرة والكنائس ؟ هل البطل يجزالرؤوس ؟ هل البطل يطلب من مرجعه استخدام الاسلحة المحرمة دوليا ؟ وضد من ؟ ضد ابناء وطنه ! نعم لو كانوا هؤلاء ابطالا لالتحقوا بصفوف القوى الوطنية التي كانت تناضل نضالاً مريراً ضد الدكتاتورية كقادة ومراتب محترفين محترمين رفضوا ان يكونوا عبيدا في دولة البساطيل والقادة العرفاء ـ مع الأحترام لمهنة العريف ـ والجهلة والرعاع . . او لهربوا واختاروا المنفى والعيش على بعد الاف الاميال عن جمهورية القتل والانفالات والغزوات كالعسكريين الآخرين الذين هربوا من القرارات الطاغية الجائرة , وبذالك مثلوا عن صدق المؤسسة العسكرية العراقية العريقة ........... او لكانوا كالبعثيين الذين نفضوا ايديهم منهم , وتلمسوا طريق النجاة بانفسهم وبعوالهم من سفينة سيدهم قبل الضياع والغرق والتشتت , نعم اقصد الذين رفضوا ان يموتوا من اجل بقاء رئيسهم رغم ارشائهم بالاموال والانواط .....

رابعا ....ان عدم ثقة صدام بالجيش وبقادته وضباطه ومراتبه وجنوده ادى الى تفريغ هذه المؤسسة من محتواها وتشويهها ثم تحويلها من مؤسسة عسكرية مهنية الى مؤسسات هرمية مخابراتية شبحية وذالك حفاظا على كرسيه وبقائه ويجب ان نقربالواقع ونقول بان هذا الجيش (جيش صدام العقائدي ) ارتكب جرائم وانفالات وخاض حروب وحماقات بقرارات فوقية ظالمة وان هؤلاء الذين نراهم في القفص كانوا يمثلون النظام البائد عن صدق وهم كبار المسؤولين في الدولة ممن نفذوا قرارات صدام بارادتهم وان اعترافاتهم امام الجميع بالاضافة الى الوثائق الصوتية والتواقيع والكتب الرسمية كافية لادانتهم كشركاء لصدام في اجرامه بحق الشعب ..على سبيل المثل لا الحصر يقول سلطان هشم وبكل فخر واعتزاز بانه (وضع خطة الانفال وهو من نفذ الخطة و طلب باستخدام الاسلحة الخاصة وكرر مرارا بانه من احد ابطال العراق وانه حصل بكل جدارة على الانواط والشارات وكرم سيده وسخائه غير المألوف ( راجع الوثائق التي قدمت للمحكمة الجنائية العراقية العليا حول الانفال ) .........

خامسا .. اذا افترضنا جدلا ان هؤلاء ابرياء , لا حول لهم ولا قوة كما يقول بعض ساسة اخر زمن , وانهم عملوا تحت ظروف اجبارية قاهرة في تنفيذ الاوامر وانهم من ضحايا النظام البائد ...! اذن لماذا يدافعون عن صدام وحزبه البائد حتى وهم في القفص ؟ لماذا لا يؤدوا رسالة واجبة في كشف الحقائق وهم يواجهون الشهود والضحايا والعدالة العراقية ؟ هل انهم حقا كما يدعى البعض محكومين ولحد اليوم بهاجس الخوف ؟ ام انهم لا يريدون كشف الحقائق كاملة لانهم ساهموا بشكل فاعل في حروب النظام وفي قمع الانتفاضات وكانوا من منفذي الغزوات والانفالات ؟" .... لماذا يحاولون كتابة التاريخ كما يشتهون ولمصلحتهم الأنانية فقط ؟ لماذا لايعترفون بجرمهم ويقولون الحقيقة كما هي ؟ لماذا يخافون من كشف الحقائق ؟ ماهي منافعهم ؟ هل يخافون على سمعة الوطن وجيشه ام على انفسهم ومصير عوائلهم ؟ لماذا يستهزئون بالضحايا ممن نجوا باعجوبة قريبة من المعجزة من حفر الموت ومن مخالب وبراثن الكلاب والذئاب البشرية في عمق الصحراء العراقية ؟ واسئلة كثيرة اخرى، الاّ اني اكتفي بهذا القدر .....

سادسا ... من صنع صدام حسين ؟ هل ولد دكتاتورا ام هومن صنع جنرالاته ايضاً ممن كانوا وما يزالون يسمونه قائد الامة وباني مجدها ؟ ويتأسفون فعلا على عدم حصوله على قطعة ارض بجوار اسرائيل كي يحرر فلسطين من النهر الى البحر .....

سابعا .... كل من سمع افادات واقوال هؤلاء المتهمين , يحصل على دليل قاطع , كون هذه السلطة كانت سلطة المجرمين والمنحرفين والساقطين اخلاقيا واجتماعيا وسياسيا في وطن المراسيم الفردية بدلا عن القوانيين الأنسانية والاعراف الدولية ........................

ثامنا ..ليس لاحد حق منح العفو عن المجرمين ... مهما تكن درجته ومكانته ومقامه السياسي ...وان اي قرار ارتجالي غير مسؤول في هذا الصدد , سوف ينعكس سلبأ على عموم مجريات الاحداث في البلد ..(سواء كان قضائياً، سياسياً، اجتماعياً، اخلاقياً، انسانياً . . ). من الضروري جدا ان نعرّف ويعرف العالم اجمع ماذا حدث لشعب كان يحكمه اعتى دكتاتور عرفته المنطقة برمتها والعالم .... من الضروري جدا ان نفرز بين من ارتكب الاضطهاد وبين من لم يرتكب ....بين من تلطخت اياديه بدماء الابرياء وبين من لم يرتكب جرما . . . …..
نعم , ان لرئيس الجمهورية ولأعضاء محترمين من كبار مسؤولي الدولة العراقية صلاحيات كبيرة ومسؤوليات كثيرة والتزامات اخلاقية ووطنية وانسانية عظيمة على سبيل المثال لا الحصر( منح التعويضات لاسر الضحايا التي لا تعد ولا تحصى , واقصد تحديدا التعويضات المعنوية ) , لان اللواتي والذين فقدوا احبائهم , ازواجهم , فلذات اكبادهم , اجمل سنوات حياتهم في الانتظار , لا يمكن تعويضهم عما فقدوه اطلاقا .... كما قال احد الشهود ردا على سؤال رئيس المحكمة الجنائية عنما سأله هل تطلب التعويض ؟ اجاب المشتكي باكيا بكاءاً مؤلما موجعا ...( لا احد يستطيع ان يعوضني عن ما فقدته ؟ من يستطيع ان يعوضني عن حنان والدتي ؟ لا ياسيادة القاضي المحترم ... لو تعطوني ثروة العالم كلها لا تعوضني عن ثانية واحدة عما فقدته من حنان والدتي ...عائلتي , التي انفلها هؤلاء المجرمين ) وهو يؤشر بيده على الموجودين داخل القفص ....

تاسعا .. اقول لكل الذين يزعمون بانهم دافعوا عن حقوق الشعوب المظلومة ومنها الشعب الكوردي تحديدا, اليس الأقرار بحقوق تلك الشعوب في تقرير مصيرها واتخاذ قرارها والتعاضد معها في محنها والوقوف معها في ماساتها هو اولا واخيرا اقرار بانسانيتنا واستقلالنا وايماننا النابع من فكرة الديمقراطية والاعتراف بالاخر والتي تاتي من حق الفرد او الشعوب في تقرير المصير واتخاذ القرار حسب القيم والاعراف الدينية والدنيوية ؟
ام هي مزايدة .. او هبة او تصريحات مصطنعة فرضتها عليكم الظروف لا اكثر ولا اقل ؟ كيف نفهم هذه الازدواجية ؟ هل هي سياسة ساسة اخر زمن ؟ ام ماذا ؟ كيف لكم ومن اعطاكم الحق في ان تطلبوا الافراج عن مجرميين ارتكبوا ابشع الجرائم بحق شعب وانتم تدعون بانكم كنتم من المدافعين عنه ؟ مدافعين عن من ؟ وكيف ؟ كيف للديمقراطي ان يدافع عن اشخاص ارتكبوا ابشع الجرائم الدولية ضد البشر والمخلوقات والبيئة ؟ هل الديمقراطية تعني خلط الاوراق والدفاع الوهمي عن الشعوب والمصالحة مع القتلة وعدم التميز بين الحقيقة والزيف وبين الخطأ والصواب ؟ واذا كان ساسة اخر زمان يؤمنون بهكذا ديمقراطية ... فلتذهب الديمقراطية الى الجحيم وبئس المصير .....

عاشرا .. اسال كل من يريد ان يتناسى او يريد ان يخلط الاوراق في هذه الوقت العصيب ؟ من كان ينفذ ,وتحت عقوبة الموت , قرارات صدام حسين من الانفالات والفرمانات والاجتياحات ؟ هل كانوا جنوداً وضباطاً من الرتب الصغيرة والمتوسطة( وقود الحروب والغزوات والانفالات )الذين كان لاحول لهم ولا قوة ؟ ام اصحاب الرتب العالية المعروفين بدمويتهم وبطشهم ...الذين كانت لهم علاقات وثيقة مع سيدهم في المصير و المناصب ...... من ورّط الجندي العراقي واذلّه في حروب وغزوات لاناقة له فيها ولا جمل ؟ من اشعل فتيل الانتفاضة في البصرة بعد ان اخرج الجيش من الكويت مهزوما , خاسرا , ذليلاً، مهاناً .... ؟ من خلع بسطاله واخذ يضرب صورة الدكتاتور صدام الملصقة على جدارية في مركز المدينة بعد ان وجد نفسه مذلا لايملك فلسأ احمرأ لشراء الخبز ؟ الم يكن يعلم صدام وكبار رموزه جيدا كم كانت نسبة هروب جنوده في مختلف الوحدات العسكرية , واسباب الهروب ؟ رغم احاطتهم بسور حديدي من روبوتات الامن والاستخبارات وفرق الاعدام التي ارتكبت ابشع الجرائم بحق الشعب .... ... من كان يلتحق بصفوف الشعب عندما كان يحصل على منفذ للهروب ؟

الحادي عشر .... لماذا هذا النهج التسامحي المصطنع من قبل ساسة اخر زمان ؟ نعم اقول جازما, النهج التسامحي المصطنع مع كبار رموز السلطة البائدة والضالعة ليس فقط في قتل منهجي شمل الابادة الجماعية وجزالرؤوس والالسن والاذان والاعدامات بل والتي كانت تمنع الاهل والاقارب من دفن الضحايا تبعا لتعاليم الاسلام وكانت تحاسب حتى على ثمن الرصاصات اللعينة المستخدمة في قتل الضحية........
.... لماذا هذا النهج التسامحي المصطنع ؟ اقول مصطنع واشدد على هذه الكلمة واضع تحتها خط , تعرفون لماذا ؟ لانه وبكل بساطة جاء في سياق سياسة خلط الاوراق وذر الرمال في العيون بالرفع المنافق لشعار(سياسة المصالحة الوطنية جداً) وبـ ( ذرف دموع التماسيح على وحدة العراق وسلامة العراقيين على حساب الضحايا .......! ) نعم تلك السياسة اللعينة التي يتقنها على اكمل وجه بهلوانات النظام العراقي الجديد , مليارديرات عصر الفرهود الذهبي , ساسة اخر زمان , .... وطبعا للحفاظ على سلطتهم ولبث سموم طائفيتهم المقيتة لاسباب صار يعرفها حتى الاطفال ولاداعي لذكرها ...
اخيرا اقول لابد ان نكون منصفين وواقعين وان ننظر الى الامور كما هي وليس كما نتمنى، فاذا كنّا حريصين فعلا على وحدة العراق وعلى المصالحة الوطنية الحقيقية ... علينا اظهار الحقائق وعلينا ان نقول بملء الفم وامام الملأ لكل الذين يريدون ان يخلطوا الاوراق بان هؤلاء القتلة لا يمثلون الجيش العراقي ومؤسساته الوطنية بل يمثلون انفسهم وهم ليسوا الا بمنفذين صمّ مستفيدين من تنفيذهم اوامرسيّدهم بالبطش والقتل، الذي سخر كل اموال العراق لحروبه ونزواته التي لم يستفد منها الا روبوتاته المحيطين به واصحاب الكوبونات الذين مايزالون يحنّون الى مكارم الريس السخية ....
لذا ندعو الجميع وفي المقدمة الاشخاص الذين يطالبون بالافراج عن مرتكبي الجرائم وخاصة جريمة الانفال ان يدركوا بانهم وبتصريحاتهم غير المسؤولة يهينون كرامة الجيش العراقي ذاته، بطلبهم الافراج بدل مقاضاة مجرمي الحروب وابادة الجنس البشري الذين شاركوا صدام بملئ ارادتهم وللحفاظ على مواقعهم الأثيرة، في جرائمه وحروبه وحماقاته وكانوا اداة لتنفيذ جرائمه التي لاتعد ولا تحصى والا كان باستطاعتهم كاغلب القادة العسكريين الكبار الشرفاء، ان يتمردوا وينشقوا وينضموا الى صفوف الشعب من اجل الخلاص من صدام وحكمه المقيت ...........
باسمي وباسم كل اهالي ضحايا الانفال ودون تخويل منهم اقول ولئن اختلفنا في كل شيء , يجب ان نتفق على ان كبار ازلام صدام يمثلون النظام الصدامي القمعي الذي كان قائم على الجماجم والدم والمقابر الجماعية والسجون والمعتقلات والمسالخ والمجازر ...... لذالك فإن مقاضاة هؤلاء يعطي مصداقية اولا واخيرا للمؤسسة العسكرية العراقية التي اهينت وتحطمت ركائزها وفقدت ابنائها بالالاف في رمال الصحراء و في ام المهالك وقادسية الخراب وفي حماقات كثيرة اخرى ارتكبها صدام بحق شعبه وشعوب اخرى ...
ودعوة مخلصة الى كل من يهمهم مصلحة العراق وشعوبه ان يتحلوا بالموضوعية والشفافية والواقعية والانصاف التاريخي لتقييم الاحداث كما هي وليس كما نريدها نحن ..وان احقاق العدل والعدالة لاتعني ياسيادة الرئيس العفو من قبلكم او عفا الله عما سلف ...فنحن امام قضية كبيرة اُقرت و اعتبرت من اعمال الأبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الشعب الكوردي ....ثم كيف تواجه الضحايا المنكوبين من النساء والشيوخ والاطفال الذين يقضون حياة ماساوية وبائسة واصبحوا ضحايا الانفال التي تعد من اكبر واشرس جرائم القتل الجماعي في القرن العشرين ؟ وكيف نقرأ هذه الازدواجية... من جهة اقرت الانفال كجريمة الابادة ومن جهة تطلبون العفو لمنفذيها ........ ؟
لا ...لا لإلقاء المزيد من الحطب على جمر آلام وجروح ضحايا الانفال .............. لا .. لا لقانون شريعة الغاب ............لا ..لا لأنفلة قرارات المحكمة الجنائية العراقية العليا بحق روبوتات و(ابطال) الانفال , من الوحوش والجوارح والحيوانات البشرية المخيفة ...........لا للصمت ولا لسكتة الضمير ولا للمساومة على دماء ودموع الضحايا............
ان الجريمة لا تموت , وخاصة جريمة الانفال الاكثر من سيئة الصيت، المعروفة بانها ضد البشرية مهما تساهلتم او تسامحتم مع (ابطال )الانفال ...وسوف نبذل كل الجهود لملاحقة هؤلاء القتلة اعداء الانسانية اينما كانوا ولن نهدأ الا بعد ان ياخذ القانون مجراه في محاسبة وتطبيق احكام معاقبة المدانين بهذه المسالخ الجماعية التي راح ضحيتها الألاف من ابناء شعبنا الكوردي ولن نتوقف عن نضالنا الى ان يُعترف بها دوليا كجريمة ارتكبت لابادة الشعب الكوردي ليست اقل شانا ان لم تكن بمستوى الهولوكوست ...نعم الانفال جريمة ارتكبت ضد الشعب الكوردي وضد الانسانية جمعاء !!

*
احد ضحايا وشاهد على جريمة الانفال

 


 

Counters