| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 ﺸﻪﻤﺎﻝ عادل سليم

www.sitecenter.dk/shamal

 

 

 

 

الخميس 25 /1/ 2007

 

 

نحن الكورد جزء لا نتجزﺃ
من الصراع الداخلي والاقليمي والدولي


شه مال عادل سليم

ان ما يحدث في العراق من فوضى وفتنة طائفية و اقتتال وهمينة ميليشيات وهتك اعراض، اضافة الى الترحيل الاجباري والقتل على الهوية والانتهاكات والمظالم التي لحقت بالشعب وحضارته العريقة منذ سقوط الصنم والى اليوم ... اوصلت العراق ارضا وشعبا وحضارة الى حافة الانهيار واوقفتها على اعتاب مرحلة خطيرة جدا .... ليس لمصلحة احد سوى القوى والبلدان التي تعمل جاهدة لزرع بذور العنف الطائفي المقيت والذي يُراهن عليه في تأجيج التوتر و زعزعة الامن والاستقرار في العراق وابقائه في دوامة العنف الطائفي والتمزق الاجتماعي، وذلك خشية على مصيرها من انجاح التجربة العراقية الديمقراطية الجديدة والتي تؤثر سلبا عليها لانها لاتؤمن بالديمقراطية ولا بالتعددية ولا بالفدرالية في الوقت الذي تبذل فيه القيادة السياسية الكوردية جهوداً حثيثة لوضع حد للعنف الطائفي المدمر الذي حرق الاخضر واليابس ولايجاد تسوية سلمية عادلة بين الفرقاء المتحاربين والوصول الى حلول منصفة لاخماد نار الفتنة الطائفية والتخطيط بدقة متناهية للحفاظ على توازن وتوافق القوى بين جميع الاحزاب والفعاليات والتنظيمات والشخصيات الموجودة على الساحة وذلك بإطلاقها لمبادرات جدية لاعطاء المجال و الفرصة الكافية لمشاركة الجميع في اللعبة السياسية دون اقصاء اي طرف مهما كان حجمه وقوته وذلك للحفاظ على العراق ارضا وشعبا من جهة، ولايمانها الراسخ بحل المسألة الكوردية حلا شاملا ومرضيا في ظل نظام ديمقراطي تعددي دستوري فدرالي يؤمن بالحقوق المتساوية للجميع وبدون تصنيف ودرجات كما حصل سابقا في ظل الحكومات العراقية المتعاقبة .....
ومن هذا المنطلق شاركت القيادة السياسية الكوردية مشاركة فعالة في بناء العراق بعد سقوط الصنم مع جميع الفئات السياسية العراقية الاخرى من اجل بناء عراق ديمقراطي تعددي فدرالي مزدهر يحقق ارادة الشعب ورغبته في العدالة والمساواة والشراكة الفعلية والحقيقية لكل الطوائف والقوميات والمذاهب وذالك بوضع اللبنة الاساسية في طريق القبول والاعتراف بالاخر في عراق تسوده الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات ......
وتزامنا مع جهود القيادة السياسية الكوردية لايقاف نزيف الدم والوصول الى حل عراقي مقنع وبأيدي عراقية لانقاذ العراق ارضا وشعبا وحضارة ووضع حد للانتهاكات الفضيعة وللمفخخات الرهيبة التي تحصد ارواح عشرات الابرياء من ابناء الشعب المظلوم يوميا وايجاد طرق مناسبة لحل جميع المعضلات بما فيها الحقوق القومية المشروعة للمكونات العراقية، تتعالى اصوات داخل وخارج الاقليم تتهم القيادة السياسية الكوردية على انها تعمل لبناء العراق على حساب (مصالحها الوطنية) وانها تبتعد يوما بعد يوم عن جوهر قضيتها وتتخلي عن مسارها القومي الكوردستاني وعن اهداف حركة التحرر الوطني الكوردستاني رغم عدم تطبيق اي بند من بنود الدستور الذي اقر بالحقوق الكوردية، اضافة الى عدم تفعيل ما جاء في المادة (58) والتي اصبحت برقم (140) (1) في الدستور الدائم، وعدم تحويل شراكة الكورد والعرب و الكلدان والاشوريين والسريان والصابئة والتركمان الى الواقع و عدم توفر الارادة العراقية المخلصة والنوايا الصادقة للدورات الحكومية والادارية المتعاقبة بدءا ب( حكومة اياد علاوي ثم ابراهيم الجعفري والمالكي ) لحل المشاكل المتراكمة والمتأزمة والملتهبة و عدم ايجاد حل سلمي مرضي للجميع ...... رغم التعهدات والضمانات الدستورية الملزمة بتنفيذها ، اضافة الى احتجاجات كثيرة اخرى تحمّل القيادة السياسية الكوردية اكثر من طاقتها ...

اسئلة قابلة للنقاش ....
وهنا لابد ان نكون واقعيين وحياديين و نسأل انفسنا ونتمعن قليلا في ما يدور على الساحة العراقية والاقليمية والدولية ... هل من الممكن ان نهرب من الواقع ؟ هل من المعقول ان لانحسب حساب لتاريخ وجغرافية كوردستان و ان نقفز عليهما ؟ هل من الممكن ان نقف متفرجين وظاهرة الارهاب تخيم على كل شيء ؟ الى متى نبقى اسرى للمشاعر والعواطف المتأججة ؟ الا نرى سياسة الهيمنة وتسلط الدول الاقليمية ؟ اليس هذا الخراب والدمار من تخطيط اعداء الاستقرار والبناء في العراق ؟
السنا نحن الكورد جزءاً من المعادلة الداخلية والاقليمية والدولية ؟ الم تكن الحركة التحررية الكوردية جزءاً لا يتجزأ من الحركة الوطنية العراقية وان اهدافها كانت وما تزال جزءاً من تلك الاهداف الرئيسية للعراق الا وهي الديمقراطية وبناء مجتمع مدني متحضر؟ الم تكن القيادة السياسية الكوردية اول من طرح الفيدرالية كشكل من اشكال حق تقرير المصير في اطار عراق موحد تعددي ديمقراطي ؟ هل من المعقول ان نترك العراق ونقول ان لدينا ما يكفينا من المشاكل والهموم ؟
الم نكن نحن الكورد جزءاً لانتجزأ عن الصراع الداخلي ولاقليمي والدولي ؟ و لماذا ترى القيادة السياسية الكوردية مستقبل الشعب الكوردي مرهونا بتحقيق الديمقراطية وبنظام تعددي فيدرالي متحرر في العراق وليس بتقرير المصير وانشاء دولته المستقلة ، بعد ان كانت كوردستان شبه مستقلة لاكثر من 15 سنة الماضية وبحماية دولية ؟ لماذا قررت البقاء داخل اطار دولة واحدة موحدة رغم ان كوردستاننا لها مقومات الدولة ؟
ولماذا لانفكرالان بالعمل من اجل حق تقرير مصيرنا وحدنا ؟ وبمعنى اخر لماذا نحاول بناء العراق من جديد ولماذا كل هذه التأكيدات وفي كل المناسبات بأن نضال شعب كوردستان مرتبط بنضال الشعب العراقي في الوسط والجنوب من اجل الاستقلال والحرية والديمقراطية والتعددية ؟ هل من المعقول ان نبتعد عن( النار طالما انها لا تحرقنا الآن) ؟ في حال استمرار الوضع الامني المزري الحالي، خصوصا التفجيرات والمفخخات وحمامات الدم والاختطاف والقتل على الهوية هل من الممكن ان تقف القيادة السياسية الكوردية موقفا محايدا ؟
الم تنعكس هذه التطورات الخطيرة في عموم اجزاء العراق سلباً علينا نحن الكوردستانيين ؟ اليس ازدهار العراق واستقلاله مرتبطاً بإزدهار كوردستان والعكس صحيح ؟ ما هي اسباب تعطيل الدستور العراقي الذي صوّت له اكثر من 80% من ابناء الشعب العراقي ؟ اليس هو الوضع الامني السيء، وبالتالي الذي هو السبب الاول لتعميق المشاكل بين جميع اطياف الشعب ؟ اليس هو الذي يؤدي الى ان اندلاع حرب اهلية سيكون امرا واقعا و مدمرا للجميع وبدون استثناء ؟ اليس العمل من اجل وضع حد للخلافات والوصول الى حل جذري للمشاكل والخروج من هذه المنعطف التاريخي من اجل عراق قوي وديمقراطي وفيدرالي سوف يؤثر على مستقبلنا ومستقبل المنطقة برمتها وبشكل ايجابي ؟ اليس حل الميليشيات هو ضمانة لتفعيل دور الحكومة و رد اعتبار لقوات الشرطة والامن والجيش على اسس حديثة ؟
هل من الممكن ان تقف القيادة السياسية الكوردية ساكنة امام هذه الاعاصير ونافورات الدم الرهيبة التي تحمل في ثناياها دمارا شاملا يهدد سلامة واستقلال العراق ؟ لماذا تؤكد القيادة السياسية الكوردية على وحدة العراق اكثر من قيادات وشخصيات عربية عراقية ؟ هل هم ملكيين اكثر من الملك ؟ لنفرض جدلا ان مصالح القوى الدولية ومنها الولايات المتحدة اتفقت مع انشاء الدولة الكوردية، هل سيرفض القادة الكورد هذا العرض ؟ وفي حالة تقرير المصير وبناء كيان كوردي مستقل من سيترأس الدولة وممن سيتكون هرم ذلك الكيان ؟ اليس من الذين يُتّهَمون اليوم بعراقيتهم من قادة الكورد .... شئنا ام ابينا ؟ اذن لماذا لايسعون لتحقيق هذا الحلم ؟ الم يكونوا واقعيين عندما قالوا بأن الظروف الاقليمية والدولية لا تسمح بذلك ؟ هل من المعقول ان نتهم القيادة السياسية الكوردية بأنها من فاقدي الارادة الوطنية والقومية المخلصة في حين انهم يحاولون بكل جهودهم ان يخمدوا نار الفتنة الطائفية وان يساعدوا الحكومة التي هم جزء منها لوضع حد لهذا الوضع المأساوي من الدمار والارهاب والقتل والاختطاف ؟ وكيفيته ؟
اليس من السذاجة ان لانستخلص دروس وعبر الماضي ونتهم القيادة السياسية الكوردية بأنها لم تستوعب ولم تستخلص دروس و عبر من اخطاء الماضي ونتهمها بالتبرؤ من حلم الدولة الكوردية ؟ اليس من الضروري ان تعمل القيادة السياسية الكوردية لبناء جسر مع الدول الاقليمية بشكل خاص من اجل خلق مصالح مشتركة وتوثيق العلاقات الودية على اساس الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وان تؤكد لهم ضمن ما تؤكد و بالتحديد بأن كوردستان العراق هي شأن داخلي عراقي وان استقرار العراق بشكل عام سوف يؤثر ايجابا على الجميع وخاصة دول الجوار وليس العكس ؟
هل بإستطاعة القيادة الكوردية ان تدخل مع دول الجوار والدول الاقليمية والدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي اكدت من جديد لنا وللعالم بأن لديها مصالح دائمية وليس اصدقاء دائميين ، في مشاكل نحن بغنى عنها الآن ؟ اكتفى بهذه الاسئلة واقول نحن بحاجة ماسة وخاصة الان في هذا الوقت العصيب ان نلملم جراحنا ونوحد جهودنا لتوحيد الادارتين فعليا للقضاء على اثار الاقتتال المدمر وعلى الفساد الاداري ورفع مستوى التعليم وذلك بتغير المناهج الدراسية والاستفادة من مناهج الدول المتقدمة كالسويد والمانيا والدانمارك ودول كثيرة اخرى والقضاء على البطالة المقنعة ونحاول جاهدين لترسيخ الديمقراطية والحرية واقامة سلطة القانون الفعلية ليكون القانون فوق الجميع وتوفير جميع الحاجات والمستلزمات الضرورية للشعب الكوردستاني وبناء بنيته التحتية والنهوض بالجانب التنموي ومنها الزراعة والمؤسسات الأنتاجية الصناعية والحرفية وبناء القرى والمدن والاقضية التي دمرت تدميرا شاملا نتيجة الحروب والابادة الشاملة التي شنت عليها من قبل انظمة عراقية متعاقبة ..
اي العمل لتوفير جميع الضمانات اللازمة والضرورية والملحة لعودة الانسان الكوردستاني المتضرر كمواطن قادرعلى ان يفكرويعمل وينتج ...نعم برأيي المتواضع ان هذه الاقتراحات والاسئلة قابلة للنقاش الهادىء وهي محل تفكير جدي داخل الذهن الكوردي مهما كانت درجة وقوعها قوية او ضعيفة لانها تمس مصالحنا جميعا و من صلب المهام والأعمال التي تقع على عاتقنا نحن الكورد .....

امور منصوص عليها في قانون ادارة الدولة ...
ومن هذا المنطلق اقول ان القيادة السياسية الكوردية تحاول جاهدة وتعمل من اجل استقرار وازدهار وتقدم العراق وتؤكد في جميع المناسبات بأن الدستور العراقي كفيل بحل المشاكل الداخلية وان الديمقراطية والفيدرالية والتعددية هي الحل الوحيد للحفاظ على العراق ارضا وشعبا .....
وهنا لابد ان نشير الى نقطة مهمة الا وهي، انه منذ سقوط الصنم الى يومنا هذا تحاول القيادة السياسية الكوردية بمساندة المنظمات الانسانية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان والشخصيات العربية العراقية المخلصة، العمل على تطبيع اوضاع كركوك والمناطق الكوردستانية الاخرى التي عرفت بالمناطق (المتنازع عليها) في الدستور العراقي، والتي تعرضت الى التهجيرالقسري والتبعيث والتغيير الديموغرافي والمظالم والانتهاكات لاعادة رسم الخريطة الجغرافية السياسية للمنطقة والانتفاع من مواردها النفطية لاعمار المدينة المنكوبة واعادة المهجرين قسرا وازالة اثار التعريب الصدامي المقيت والتطهير العرقي البغيض، وهي امور منصوص عليها في قانون ادارة الدولة .....
رغم موافقة الحكومة على التطبيع في هذه المناطق المستقطعة وازالة اثار التعريب فيها وتشكيل لجنة برئاسة السيد حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي لذلك الغرض الا النصوص والتوصيات بقيت بلا تنفيذ ولم تلتزم الاطراف بذلك القانون الذي سميّ بقانون ادارة الدولة وبقى الوضع على حاله اي القبول والاقرار بالامر الواقع في حكومة ابراهيم الجعفري وثم المالكي اللتين لم تتخذا اية اجراءات سريعة وفعلية لمعالجة ازمات استجدت ايضا اي بقيت هذه النصوص معلقة تنتظر التطبيق , رغم تشكيل اللجنة الجديدة والتي يقودها المالكي شخصياً كما منصوص بشكل رسمي . . حيث يحضر اجتماعاتها ممثل عنه ....
اعتقد جازما بأن الأمر ليس بيد الحكومة وحدها بعد ان تدخلت قوى واطراف داخلية واقليمية ودولية في تأجيج الصراع وكلاً منها حسب اجندتها على سبيل المثال لا الحصر ... بعد ان اصبحت كركوك رقما مهما في المعادلة الاقليمية والدولية بعد ان كانت شأناً داخليا حيث تتدخل القوى الاقليمية بشكل خاص والقوى الدولية ومنها الولايات المتحدة بشكل عام لابقاء الاضطرابات في هذه المناطق وخاصة كركوك الغنية بالنفط اسوة بل وعلى رأس النقاط الساخنة في العالم ( ككشمير وقبرص والقدس والشيشان والخ ) لتحجيم مجال حركة وعمل القوى الكوردية مستقبلا .. و لعدم استخدام النفط كورقة رابحة بأيديهم ولاسباب باتت معروفة لدى الجميع وفي مقدمتها خوفها من الاستقلال ............
لذلك ومنذ الوهلة الاولى وضعت الولايات المتحدة قيودا وعراقيل تهدف الى ابقاء هذه المناطق كبؤرة توتر للحفاظ على مصالحها بشكل خاص ومصالح القوى الاقليمية بشكل عام ومنها حليفها الاستراتيجي تركيا التي لم تخفي معارضتها الشديدة على اجراء الاستفتاء حول مصير كركوك و تعارض النظام الفدرالي وترفض الدستور العراقي بشكل عام على انه تشوبه نواقص كثيرة ...
حيث ان تركيا وعلى لسان رئيسها ورئيس وزرائها ورئيس برلمانها ومنذ عام 1991 اي بعد استقلال كوردستان اداريا لم تتخلى يوما عن تهديداتها المستمرة لوضع اليد على حقول وابار النفط في مدينتي كركوك والموصل تحت غطاء حماية الاقلية التركمانية هناك من (التعسف والاضطهاد) الذي يمارس ضدهم على حد زعمه حيث جدد رجب طيب اردوغان في خطابه في البرلمان التركي في 10 / 1 / 2007 مخاوفه حول مصير كوردستان العراق و تصريحاته حول مسألة كركوك وتحذير القيادة الكوردية بعدم اجراء الاستفتاء لتحديد ارادة مواطنيها لانها وحسب زعمه ان ( ديموغرافية كركوك تم تغييرها لصالح الكورد وحذر كل من يركض وراء تقسيم العراق وفرض الامر الواقع على كركوك كما اعرب عن قلقه من الانعكاسات السلبية لصور اعدام صدام حسين وتحويل هذه الانعكاسات الى عملية ثأرية بين الاطياف العراقية , كما شدد على ان استبعاد الدول المجاورة للعراق من المعادلة العراقية لن يسهم في استقرار العراق وهذا تهديد واضح وصريح وتدخل سافر في شؤون العراق كما قال وبصراحة تامة بأن مسألة العراق هي اهم بالنسبة لتركيا من عضوية الاتحاد الاوروبي ...!! ) , كل هذه التهديدات والتدخلات في الشؤون الداخلية العراقية في الوقت الذي ينتظر عقد مؤتمرلحل القضية الكوردية في انقرة العاصمة وان اللجنة المنظمة للمؤتمر وجهت دعوات الى الرئيس التركي ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان والعديد من الشخصيات التركية والكوردية في تركيا ...(2) .

التقاء المصالح ....
ان تركيا وايران وسوريا اعلنوا مرارا وعلى الملأ معارضتهم للنظام الفيدرالي في العراق و اعلنوا مخاوفهم و قلقهم الشديد لمستقبل كوردستان ارضا وشعبا لانها سوف تلهم اخوانهم الاكراد في الاجزاء الثلاث الاخرى بالتحرك للمطالبة بحق التقرير المصير والحقوق المتساوية بالمثل مع القومية السائدة ...
وان التدخل التركي الايراني الاخير على مقرات حزب العمال الكوردستاني ( PKK ) القريبة من جبل قنديل وسلاسل جبلية حدودية اخرى في كوردستان العراق وقصف المناطق بالطائرات والمدافع والقيام بتحشيدات عسكرية كبيرة للقوات المشتركة التركية- الايرانية تمهيدا لشن هجوم عسكري بحجج عدم استطاعة اي قوة ان توقف مدّ نشاط حزب العمال التركي غيرتركيا نفسها التي تتدخل بالشؤون الداخلية العراقية وتهدد امن وسلامة اراضيها من جهة، اضافة الى دور ايادي سورية الخفية في التخريب وتأجيج نار الفتنة الطائفية من جهة اخرى، لدليل اخر على التفاء مصالح القوى الاقليمية لما يجرى في العراق وكوردستان من الاستقرار والازدهار ... رغم الغاء الاتفاقات العسكرية بين العراق وتركيا حصرا والتي كانت تسمح لكل منهما التوغل لعشرات الكيلومترات قبل 1991 .....
ومن جهة اخرى ان لعبة النفط التي سعت واشنطن لممارستها على حلفائها في المنطقة و العراق تحديدا ستبقى لعبة مستمرة وورقة رابحة وضاغطة في آن واحد لانجاح مخططاتها التوسعية واطماعها وبقائها وسيطرتها على المنطقة والعراق ودول الجوار شئنا ام ابينا .... ثم ان الولايات المتحدة لا يمكن اطلاقا ان تقبل لاية قوى عراقية (عربية او كوردية) او اقليمية بأن تتحكم بمصير النفط ( الذهب الاسود) لصالحها، لانها في الاخير سوف تستخدمه ضدها وضد مصالحها واستثماراتها النفطية .....
وان الخطط الجديدة والتغيير في استراتيجيتها تبنى على هذه الخطوة اي على مصلحتها ومصلحة حلفائها التي تنعكس على علاقاتها وعملها في المنطقة. و التقرير الذي رفعته مجموعة الدراسات حول العراق التي شارك في رئاستها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر وعرف بتقرير بيكر - هاملتون واضح وصريح رغم ان الادارة الامريكية ليست ملزمة بتنفيذه ولكنه سيبقى توصيات قابلة للتنفيذ ومواصلة الدراسة والبحث لمصلحتها فقط ....

اذن ما العمل ؟ ....
اود ان اكون واضحا وصريحا في هذه القضية المعقدة جدا ان المهمة الاولى للقيادة السياسية الكوردية في هذه المرحلة بالتحديد هي بناء الفرد الكوردستاني والاستماع لمطاليب الشعب الذي عانى من الجور والظلم والأضطهاد، وان تأخذ على عاتقها تحقيق سيادة القانون وترسيخ الديمقراطية وبناء مجتمع مؤسساتي حر كمطلب شعبي وذلك بالعمل الجاد على تصفية ما قامت به الدكتاتورية من خراب ودمار فركام هذه السنين كبير جدا واثارها عميقة جدا وتأثيراتها قوية ومؤثرة فعلا ، لذلك يجب اولا طرح برنامج شامل اقتصادي سياسي وثقافي واجتماعي وتربوي لبناء كوردستان ارضا وشعبا والسهر على تنفيذه ...
والقيام بتطهير الجهاز الحكومي من العناصر المشبوهة وان تحارب الفساد الاداري القاتل وان يكون القانون فيصلا و فوق الجميع كما شدد على ذلك السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم وبالتالي سوف نتمكن من ان نبني قاعدة حضارية ضرورية ولابد منها للديمقراطية التي هي مفتاح لكل المشاكل كما حصل في الدول المتقدمة والمستقرة ....
كما يجب العمل من اجل توفير جميع الخدمات والضمانات اللازمة للعيش الكريم وفي مقدمتها توفير الكهرباء والماء و انشاء البنى التحتية التي دمرت بسبب النهج الشوفيني البغيض لحكومات بغداد المتعاقبة ... وهنا لابد ان اقول بأن هذه المهمات ليست سهلة ابدا ولكنها ليست مستحيلة ايضا امام نضال وارادة الشعب وممثليه الذين ناضلوا وقدموا التضحيات الجسام من اجل اسقاط الدكتاتورية وبناء الديمقراطية والاستقرارفي العراق ..........
كما يجب على القيادة الكوردية ان تعمل جاهدة لاستقرار الوضع في العراق بكل ما لديها من قوة لكسر شوكة الارهاب والارهابيين القتلة ولمسح الافكارالعنصرية التي ورثناها من الطغمة البائدة وان تبني العراق الديمقراطي الفيدرالي التعددي الحر يدا بيد مع جميع القوى والاحزاب الوطنية على اسس حضارية لافشال التحالفات الطائفية المقيتة وخطط اعداء العراق، ومن اجل الاستقرار والازدهار ولوضع حد للانتهاكات والتدخلات قي شؤوننا الداخلية وان تحاول دائما كما كانت تعمل جاهدة مخلصة لتحقيق الامن والاستقرار ودعم العملية الديقراطية وبناء المؤسسات المدنية بأيدي وعقول عراقية - كوردستانية . وان تحافظ على مكتسبات الشعب لان، ازدهار واستقلال وقوة اقتصاد العراق في الاخير يؤثر ايجابا نحو ازدهار الاقليم ثم استقلاله ....واستقرار وازدهار المنطقة برمتها ... وعليها ايضا ان تسعى الى قيام وساطة بين جميع الاطياف والمذاهب لتقريب وجهات نظر القوى المتحاربة والمتصارعة على الساحة العراقية ....

الديمقرطية هي الحل .....
ختاما اقول ان الديمقراطية تستطيع ان تحل المشاكل بين اطياف الشعب العراقي وانها الحل الوحيد لاستقرار وازدهار بلدنا الغني بالثروات ... وان الحفاظ على الاقليم وامنه القومي وتقوية اقتصاده يتم في ظل عراق ديمقراطي تعددي فدرالي وليس العكس..... لتكن كوردستان نموذجا للعراق الجديد والذي لم تستقر معالمه بعد .............نحن الكورد جزء لا نتجزأ من هذا الصراع لاننا لانعيش منفردين في الفضاء ........
وان الديمقراطية ليست جرعة تعطى بل هي ثقافة وتربية وان الديمقراطية التي تنعم بها اوروبا لم تأتي بين ليلة وضحاها بل كانت استمرار لنضال مرير وصراع مستمر طويل وتضحيات جسام لعقود عديدة بين الكنيسة والديمقراطية ....... انتصرت فيه في الاخير الديمقراطية وسيادة القانون ...... وفي الاخير تبقى هذه الاسئلة والاقتراحات قابلة للنقاش .


 (1)  تنص المادة 140 على :
اولا : تتولى السلطة التنفيذية اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكمال تنفيذ متطلبات المادة 58 من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية بكل فقراتها .
ثانيا :- المسؤولية الملقاة على السلطة التنفيذية في الحكومة الانتقالية والمنصوص عليها في المادة 58 من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية تمتد وتستمر الى السلطة التنفيذية المنتخبة بموجب هذا الدستور على ان تنجز كاملة ( التطبيع , الاحصاء , وتنتهي بإستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها لتحديد ارادة مواطنيها ) في مدة اقصاها الحادي والثلاثون من شهر كانون الاول لسنة الفين وسبعة .


(2)
( لنتحدث بلغة السلام وليس بلغة الحرب )عنوان البيان الذي تم توجيهه بإسم مجموعة كبيرة من المثقفين ووزراء سابقين وبرلمانيين للرأي العام التركي لوقف نزيف الدماء في المنطقة وايجاد حلول جذرية للقضية الكوردية .. ان الموقعين على البيان اكدوا على ان العنف لايأتي بحل سليم لذلك من الضروري ترك لغة الحرب وحل القضية الكوردية حلا سلميا وحضاريا بدلا عن السياسات العسكرية والامنية التي لا جدوى منها ولاتترك سوى الدمار والقتل والخراب ..........وان السبب الرئيسي لهذه المبادرة او النشاط السلمي يعود الى استمرار العمليات العسكرية للحكومة التركية ضد حزب العمال الكوردي التركي رغم اعلان الاخير لوقف اطلاق النار والمطالبة بإيجاد حلول عادلة ومنصفة وسلمية للقضية الكوردية في تركيا .

كوبنهاكن