| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 ﺸﻪﻤﺎﻝ عادل سليم

www.sitecenter.dk/shamal

 

 

 

الأثنين 24/12/ 2007



 عيد ... بأي حال عدت يا عيد .....

شه مال عادل سليم

تحت انظار ومراقبة اجهزة المخابرات الامريكية وبعلمها وبمباركتها وارشادها قصفت الطائرات الحربية التركية مناطق وقرى اقليم كوردستان الآمنة ... حيث القى سرب من الطائرات التركية صواريخه وحممه المدمّرة على مواقع مدنية في اقليم كوردستان محدثا دويا هائلا ارعب المواطنيين العزل وتحديدا الاطفال الذين احدث حالة من الرعب الشديد بهم مذكّراً الكبار بأيام السيانيد والخردل والقنابل العنقودية والنابالم ...وادى الى استشهاد وجرح مواطنين ابرياء من اهالي تلك القرى القابعة في اوقيانوس الانفالات وجز الرؤوس . . . الذين ما يزالون يُأنفلون ويُقتلون ويُشردون ويُهَجرون بفرمانات قراقوشية جائرة في هذا الزمن الرديء والذين اصبحوا وقودا لتلك الحملات العسكرية الداخلية والاقليمية والدولية وامام انظار الجميع .... .... ولم يكتفي الجيش التركي بالهجوم الجوي بل شن ايضا هجوما بريا قاسياً حيث دخل الى عمق الاراضي العراقية تدعمه الدبابات والمدافع والسمتيات ......التي ادت الى نزوح اعداد كبيرة من العوائل الكوردية التي لا حول لها ولا قوة في هذا الشتاء القارس ......
نعم ..لقد ادت تلك الهجمات البرية والجوية الهمجية الى خسائر بشرية ومادية كبيرة حيث تم تدمير عشرات المنازل والمدارس والجوامع وتم هدمها على رؤوس اصحابها وزوارها العزل كما نفقت اعداد كبيرة من حيواناتهم ومواشيهم التي هي مصدر رزقهم ... كهدية عيد الاضحى وعيد الميلاد وعيد رأس السنة الجديدة من دولة مسلمة وجارة لم تحترم سيادة العراق وحسن الجوار ... نعم لقد تعرض اهالي هذه المناطق الجبلية الى القصف العشوائي ولكن هذه المرة من قبل دولة جارة مثّل سلوكها خرقا فاضحا للسلامة الاقليمية للدولة العراقية وانتهاكا صريحا لسيادتها طبعا برضى وموافقة الغول المحتل .... اما الاتحاد الاوروبي (1) فقد صمت وسكت سكوت الموتى .......
يا لهذا القدر البائس ..... فنحن الكورد لدينا تجارب مأساوية ومؤلمة مع حكوماتنا المتعاقبة وحكومات الدول الجارة وخاصة في الاعياد والمسرات ..... على سبيل المثال لا الحصر تم قصف مدينة حلبجة قبل عيد اعيادنا ( نوروز) في 16 ــ 3 ــ 1988 بالسلاح الكيمياوي من قبل نظام صدام البائد و طائراته المشؤومة التي حولت المدينة الجميلة خلال دقائق الى مدينة اشباح حيث شوهت السموم القاتلة وجوه اهلنا واحبائنا و لوثت وحرقت ملابسهم المزركشة والمزخرفة والملونة بالوان القوس قزح بالسموم الصفراء وعواصفها القاتلة , الخانقة التي هبت من عقول الكيمياويين . .....
نعم ..... حلبجة التي ماتزال تنزف سمأ واهلها الطيبين وبيئتها يعانيان من اثر السموم والقصف العشوائي التي كانت(مكرمة من مكارم) سيء الذكر صدام حسين لأهالي حلبجة بشكل خاص ولكوردستان بشكل عام بمناسبة عيدالاعياد( نوروز) وامام انظار العالم وصمته المقرف ........
اختصر واقول ...لم يجد اهالي الضحايا المنكوبين أزاء هذه الجريمة البشعة (الانفال التركية) الاخيرة الا ذرف الدموع على فقدان احبائهم في هذه الايام المباركة والدعاء الى الباري تعالي لينقذهم من هذا الوحش الكاسر...المتعطش للدماء ...... انهم يدعون الله ان ينتقم منهم , كما قُبل دعائهم وانقذهم من سيء الذكر صدام حسين ونظامه الهمجي .......انهم يدعون الله ان ينتقم منهم .......
يا للقدر ..يا للقدر .. الذي يضعنا باستمرار على قائمة الانفالات والغزوات والمؤامرات الدولية......نعم فكل شيء في منطقتنا استثنائي ...... شاذ شاذ , لايحكمه لاقانون ولا حتى اعراف العشائر والقبائل بل يحكمه مزاج تسلطي سادي لحكام الانقلابات والغزوات والاجتياحات، وتحكمه اطماع الاقزام و تجاروسماسرة الحروب ..... استميحكم العذر ايها المشردون مثلي .... ……..نعم مثلي .... فنحن لاجئون وغرباء كما كنّا حتى في اوطاننا ...... ... كيف لي ان احوّل احاسيسكم وعواطفكم وامالكم ايها الضحايا..وبالاخص الاطفال الذين شردوا ونزحوا خوفا من غضب الطائرات وقنابلها .... كيف لي ان احوّلها الى صورمكتوبة وحية تجسد بتفاصيل ما دمرته حمم صواريخ الطائرات والمدافع والمقاتلات التركية في اول ايام العيد الاضحى المبارك ....لا لشيء الا لانكم تعيشون على هذه الارض التي اصبح موقعها وثرواتها نقمة عليكم ........ .........
ان جروح الانفال ما تزال طرية ينزف منها الدم والسم وان روبوتاته مايزالون على قيد الحياة رغم الاحكام التي صدرت بحقهم من قبل المحكمة العراقية العليا ....وهنا اسأل الى متى ستبقى الانفالات والغزوات والفرمانات القرقوشية الظالمة تحصد ارواح الابرياء وتسحق عظامهم وتقتل افراحهم وتأنفل اعيادهم وتختطف اطفالهم في هذا الوطن المنكوب المثخن بالجروح والحروب والتناقضات .....................
هل قسمتهم هكذا ام ماذا ؟ من يدري ؟ نعم فالناس لا تغادر بيوتها و لا تهاجر اوطانها ولا تترك ارضها وذكرياتها وناسها واحبابها وجذورها الا للبحث عن الامن والامان كما فعلنا نحن في الانفال الاكثر من سيئة الصيت التي كتبت فصولها المتعاقبة بدماء الابرياء , ولكن رغم الهجرة الاضطرارية .........بقت حياتنا هناك ....... نعم هناك ...هناك في احضان الجبال وفي لؤلؤة عيون الينابيع وتحت الاحجار التي كانت سريرا حجريا للذين رفضوا ان يموتوا عبيدا فاختاروا الجبل ليهدموا اسوار الظلم والاستبداد والقهر . .....................
نعم هناك عند النهر الخالد الذي كان شاهدا في عام الانفال على قساوة الزمان وقساوة احقاد الطغاة .


(1) حسب التقارير الدولية لمنظمات حقوق الانسان والتي تشير الى وجود اكثر من 150 مصنع او شركة منتشرة في 21 دولة عضوة في الاتحاد الاوروبي تصنع الالات التعذيب او من خلالهم يتم تصديرها الى كل انحاء العالم على سبيل المثال لا الحصر ...الكيبلات الكهربائية , والمسدسات الكهربائية , العصي المربوطة بالاسلاك الشائكة والمدببة بالمسامير والابر التي تستخدم في تعذيب السجناء ...


 


 

Counters