| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 ﺸﻪﻤﺎﻝ عادل سليم

www.sitecenter.dk/shamal

 

 

 

                                                                                      الأربعاء 22/2/ 2012

 

 السليمانية ...عاصمة الثقافة تتحول الى ثكنات عسكرية ...؟!

شه مال عادل سليم  

تعتبر مدينة (السليمانية) (1) مهداً لكثير من الروائيين والفنانين التشكيليين والموسيقيين والكتاب الكبار والشعراء والادباء المهمين مثل حضرة (نالي ومولوي ومحوي وكوردي و بيرميرد وكَوران و فائق بيكس وغيرهم  من كبار الشعراء الكورد ..... , وتعد مركزا هاما للهجة السورانية الكوردية، وهي العاصمة الثقافية  وثاني مدن اقليم كوردستان العراق بعد عاصمة الإقليم أربيل، والتي تقع  وسط سلسلة من الجبال متصل بعضها ببعض, حيث يهتم اهلها بالثقافة بشكل عام  و بالشعر والأدب والفن التشكيلي بشكل خاص ، إذ تنتشر فيها المسارح ودور العرض التشكيلي وصالات العرض السينمائي والمتاحف ومنها  (متحف أمنه سوره كه والتي تعني (الأمن الأحمر) نسبة إلى الدماء التي أهدرت في داخلها،والى اللون الاحمر الذي اصطبغ به واجهتها), والتي تحولت البناية بعد انتفاضة اذار المجيدة عام 1991 الى متحف يدعي (المتحف الوطني للثورة وضحايا الشعب الكوردي ـ لكي لا ننسى ـ)..

كما تضم هذه المدينة العريقة واحدة من اهم المؤسسات الثقافية الكوردية (دار سه رده م اي العصر للنشر والترجمة) و التي يترأس مجلس إدارتها الشاعر الكوردي  (شيركو بيكه س) ابن الشاعر الكوردي الكبير  (فائق بيكه س)  , بالاضافة الى انها كانت مركزا للحراك السياسي والمظاهرات والاحتجاجات والثورات التحررية المتتالية ضد الانظمة العراقية الاستبدادية المتعاقبة منذ مئات السنين ، وهنا لااريد ان اتطرق الى دور هذه المدينة البطلة في انتفاضاتها وتضحيتها الجسام بقدر ما اريد ان اقول بانها وللاسف تحولت خلال الايام المنصرمة الماضية الى ثكنات عسكرية بحتة من قبل قوات الامن الكوردي (الاسايش)  ....!! والتي تذكرنا بممارسات الحزب البعث الفاشي واحكامه القراقوشية والعرفية البائدة ,حزب البعث الذي مارس أبشع أساليب القمع والاضطهاد بحق جميع أطياف الشعب العراقي  .......!!

حيث عززت حكومة الاقليم الاجراءات الامنية المشددة في هذه المدينة تحديدا  , حيث تنتشر هذه الايام في طرقاتها وبشكل كثيف مفارز مختلف التشكيلات ( الامنية ) وكثفت القوات العسكرية  من تواجدها داخل هذه المدينة  , وقامت بمداهمة الاقسام الداخلية والتفتيش بشكل ارهابي سافر واستفزازي .....و شوهد انتشار امني مكثف من اجهزة الامن والشرطة ومكافحة الشغب في جميع الشوارع والساحات وفي مداخل المرافق العامة كالمنتزهات و الحدائق العامة و الطرق والساحات والاماكن المزدحمة بالسكان واقامة سيطرات  داخل المدينة وفي مداخلها وبواباتها  وبلباس عسكري ومدني مدججين بالاسلحة و يراقبون حركة الشارع  خوفا من حدوث اي نشاط احتجاجي من قبل ابناء هذه المدينة التي تطلب من الجهات المعنية في الاقليم وبالحاح تقديم المتهمين الى العدالة لينالوا جزائهم العادل بما اقترفوه من جرائم القتل والضرب بحق المتظاهرين الذين احتجوا في شباط 2011 من اجل  فصل الحزب عن المؤسسات الحكومية والقضاء على الفساد والمحسوبية والتي  شارك فيها المئات من الشباب وطلبة الجامعة والمثقفين (دعاة الاصلاح الحقيقي) مما جوبهت بالطلقات والضرب والاعتقالات العشوائية وللاسف .....

اخيرأ ....أضم صوتي إلى جميع الأصوات المطالبة بالتحرك العاجل من اجل انسحاب تلك القوات والتشكيلات العسكرية من مدينة السليمانية ومن جميع المناطق الاقليم الاخرى والتي هي مهمة ملحة لاتقبل التأجيل اطلاقأ , والتي بات لزمأ على حكومة الاقليم والجهات المعنية , ان تعي مسؤوليتها في اتخاذ بعض الاجراءات المباشرة ومنها  تشكيل لجنة حقوقية مستقلة للبت في جرائم التي ارتكبت بحق المتظاهرين العزل في 17 شباط 2011  وتقديم المتهمين والمتورطين في قتل الابرياء الى العدالة مهما كان درجتهم ومكانتهم الحزبية والوظيفية.....!!

بقى علينا ان نطرح تساؤلنا التالي على الجهات المعنية في الاقليم  : هل حكومة الاقليم قادرة على تحقيق هذه المطالب كي تضمن لكوردستان مستقبلأ سعيدأ حقأ ؟

لم يبقى لي الا ان اقول :

نعم .... لمدينة الثقافة والشعر والحب والجمال .......

لا ...والف لا ... لعسكرة الشوارع والمدن الكوردستانية الامنة  .....!!    

(1) تقع مدينة السليمانية شمال شرق العاصمة بغداد، متاخمة لإيران التي تحدها من الشرق، ومحاطة بسلسلة من الجبال، حيث يقع جبل (أزمر)  وجبل (گوێژە)  شمال شرقي المدينة، بينما يقع جبل (برانان) في جنوبها ويمتد (سهل شهرزور) غربي المدينة، أما جبل ( پیرەمەگرون ) فهو يضم أعلى قمة في المحافظة ويقع شمال غربي المدينة.
وحسب تاريخ المدينة، فإن (البابانيين) (نسبة إلى عشائر بابان الكوردية) فكروا في إنشاء مدينة السليمانية كبديل عن مركز إمارتهم في قرية( قلاجوالان) , وما دفعهم إلى التفكير في بناء مدينة معاصرة هو نمو الحركة الثقافية من جهة ولغرض توسيع نفوذهم من جهة اخرى ، وكي تصبح رمزا للثقافة ومركزا لسلطتهم بعيدا عن تأثيرات الفرس والأتراك ..... وهكذا بدأ الأمير الباباني ( إبراهيم باشا) ، بعد سيطرته على السلطة ببناء السليمانية عام( 1783)  كمدينة صغيرة في قرية (مه لكه ندي ) ، وأطلق عليها (السليمانية) نسبة إلى اسم والده (سليمان باشا) أحد أمراء سلالة بابان. وقد تحولت السليمانية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين إلى مركز للثقافة القومية والحركات السياسية التحررية الكوردية، وأرضا خصبة لتوالد الثورات الكوردية المتتالية    .

 

 شاهد عيان /من السليمانية
خميس الاصرار والمصابرة    



 

free web counter