| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 ﺸﻪﻤﺎﻝ عادل سليم

www.sitecenter.dk/shamal

 

 

 

الأحد 13/7/ 2008



 دور المرأة العراقية في ثورة 14 تموز ....

شه مال عادل سليم

للمرأة العراقية مساهمات متميزة بين قوى شعبنا المناضلة ضد النظام الملكي الرجعي وركائزه من اجل التحرر الوطني والديمقراطية ضد الاحلاف العسكرية ومن اجل انطلاق ثورة 14 تموز وانتصارها وصيانتها ومن اجل حقوقها وحماية اطفالها , و برزت في ساحات النضال وبشكل متميز في اواخر الاربعينات على سبيل المثال لا الحصرفي وثبة كانون 1948 المجيدة , وبرزدورها في بطولة شهيدة الجسر( بهيجة ) والتي استشهدت على جسر الشهداء في بغداد . ودخلت السجون والمعتقلات ... وقدمت امثلة رائعة في الشجاعة والتضحية والتحدي لكل اشكال الارهاب والتنكيل والتسليط , الذي تعرض له شعب العراق بجميع قومياته واقلياته وطوائفه ..... , كما ساهمت في انتفاضة الشعب في 1952 و 1956 من اجل الديمقراطية والسلام والحرية ... للمرأة العراقية دور فعال في نضال الشعب الذي مهد لثورة 14 تموز المجيدة وفي انضاج العامل الذاتي لتفجيرها ....
لقد ساهمت المرأة العراقية البطلة من خلال رابطة المرأة وقيادتها منذ اللحظة الاولى لانطلاقة الثورة في تأييدها ودعمها وخرجت مع الجماهير تعلن استعدادها للتضحية في سبيل ارسائها وصيانتها من الاعداء ... حيث رفعت شعارـ صيانة الجمهورية ـ بالاشتراك في المقاومة الشعبية ولجان صيانة الجمهورية وفي المستشفيات والخفارات الليلية في الدوائر والمؤسسات , كما انطلقت في بث الوعي الوطني والصحي والاجتماعي وتقديم الخدمات للنساء في مكافحة الامية والتأهيل المهني وغيرها ...

تقول الرابطية القديمة من منظمة الرابطة في اقليم كوردستان المناضلة فتحية محمد مصطفى :- لم تكن ثورة 14 تموز حدثا عاديا في تاريخنا الحديث ...ومن حقنا ان نحتفي بها كمناسبة عظيمة , كما ان علينا التعلم من دروسها والاتعاظ بعبرها .....
مع سماع بيان الثورة الأول من الاذاعة للاطاحة بالنظام الملكية واعلان الجمهورية الفتية ...خرجنا الى الشوارع كسيل جارف لمساندة الثورة وسد الطريق امام عملاء الاستعمار والرجعية وشل ارادتهم وصيانة الجمهورية والثورة الوليدة ... حيث ساهم جميع أبناء مدينة أربيل من الطلاب والعمال والفلاحين المثقفين وعلى اختلاف ميولهم السياسية , رجالا ونساء في هذه المظاهرات الجماهيرية ابتهاجا بالثورة ... كانت الجماهير ترقص وتهلهل وتصفق والدموع تنساب من اعينهم فرحأ وهم يهتفون بسقوط الملكية ......كان يوم عيد حقيقي , يوم الثورة والحرية .... نعم كانت بحق اياما جميلة ورائعة ......

تقول الرابطية المناضلة ساكنة سليمان :- تاسست رابطة الدفاع عن حقوق المرأة سنة 1952 ـ 1953 , وقد كنت من مؤسسي هذه المنظمة .... , وبعد ثورة 14 تموزالمجيدة واجازة عمل الرابطة فتحت المقرات في جميع انحاء العراق , وقد اجرنا بيتا ليكون مقرنا في اربيل ويدفع ايجاره من خلال اشتراكات وتبرعات العضوات كل حسب مقدرتها , حتى بلغ عدد العضوات الى 1352 عضوأ ... ثم طلبنا موافقة من مديرية التربية لفتح صف مكافحة الامية مع تزويدنا بالكتب , وجاءت الموافقة في المدرسة (الايوبية) حيث قامت بالتدريس( حمدية صابر وبدرية داود ) بالاضافة لي وتبرعنا بالتدريس مجانا ... وقد اصبح لدينا ثلاث مراكز لمحو الامية في اربيل ...
بدأنا بالتحضير للمؤتمر في اربيل تمهيدأ لعقده في بغداد , وأجريت الانتخابات بصورة ديمقراطية , وانتخبت رئيسأ , وكونا مجلس ادارة , وقسمنا الاعمال على شكل لجان , مثل لجنة محوالامية ولجنة المالية ولجنة شؤون المرأة ولجنة الامومة والطفولة ..... كان مقرنا في اربيل يعج باللجان منها لجنة حل مشاكل المرأة , ولجان صحية , كما اشتركنا في المطالبة بفتح مراكز الامومة والطفولة ...... ... كما حصلت الرابطة على مكاسب ديمقراطية , منها علنية العمل وعقد مؤتمراتها واصدار مجلة المرأة واصدار قانون الاحوال الشخصية عام 1959 ... كما شكلنا لجان رابطية في المحلات لزيارة النساء في بيوتهن وتقديم الخدمات الضرورية لهن ومساعدتهن في حل مشاكلهن بما في ذالك مرافقتهن الى المحاكم وتسجيل اطفالهن في المدارس وكذالك تقديم الخدمات الطبية ...حيث بدأنا نزور الناس في بيوتهم وكنا نشرح لهم مغزى الثورة والتغيير الذي حصل , استطعنا ان نلف حولنا العديد من جماهير كوردستان ...
اخيرا .... ان ثورة الشعب العراقي ـ ثورة 14 تموز المجيدة ـ كانت ملحمة نضالية ومجدا من امجاد الشعب العراقي ضد الاستعمار والرجعية ومن اجل الاستقلال الوطني والديمقراطية والسلام , وكان ولا يزال الدرس الاهم من دروس هذه الثورة الخالدة هو , انه بالارادة والوحدة الوطنية وتلاحم قواها , يمكن تحقيق المزيد من الانتصارات , لقضايا الشعب العادلة ... لذا بات لزاما على القوى والاحزاب والمنظمات العراقية ان تعي مسؤوليتها , فتبادر الى العمل من اجل تعاون وتنسيق اكثر بين فصائلها المتناحرة , وفي سبيل انهاء معاناة شعبنا والتخلص من الارهاب والارهابيين والصداميين القتلة .....والتأكيد على اهمية الافادة من دروسها في النضال الذي يخوضه شعبنا اليوم وعلى خيار الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ومحاكمة ومعاقبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق شعبنا على سبيل المثال لا الحصر , ضرب مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي , عمليات الانفال (الابادة الجماعية) الاكثر من سيئة الصيت , الاعدامات والاغتيالات والاستباحات التي ادت الى مقتل عشرات الالاف من المعادين للنظام البائد , مجازر انتفاضة اذار 1991 , تفكيك المجتمع واستشراء الفساد , وتحطم البنية الاجتماعية بعد تحطيم كل القيم والاعراف ...... الخ .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو.. الا تعطي كل تلك التضحيات الحق للمرأة العراقية الباسلة والمضحية التي تحملت كل هذه الاعباء والمعاناة ان تساهم في رسم الخطوط العامة لعراقنا الجديد ......عراق 14 تموز ؟

 

free web counter