| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

شيرزاد شير

betrme@yahoo.com

 

 

 

 

الجمعة 15/9/ 2006

 

 

الانتخابات السويدية عرس وطني كبير


شيرزاد شير

سيتوجه يوم الأحد القادم 17/09/2006 الملايين من المواطنين السويديين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد يحدد ملامح السياسة السويدية في كل المجالات ولأربعة أعوام قادمة... ففي هذا اليوم ستشهد البلاد من أقصى الشمال والى أقصى الجنوب، شرقا وغربا تظاهرة شعبية وجماهيرية بحجم هذه الدولة الاسكندينافية الذائعة الصيت في بناء نموذج متميز لنظام حكم يحاول الكثيرون تقليده أو الاستفادة من تجربته في تنظيم الحياة واحترام حقوق الإنسان وكرامته وممارسة الديمقراطية بأرقى أشكالها وتقديم العون للبلدان الفقيرة وإيواء الآلاف من اللاجئين كل عام ومساعدتهم في بناء وتكوين حياتهم وغيرها من الانجازات التي يفتخر بها السويديون ...
حالفني النصيب خلال سنوات الماضية ، وبعد أن حرمت منه في بلدي طوال حياتي، أن أشارك في دورتين انتخابيتين سابقتين وهذه هي المرة الثالثة التي أنعم فيها بهذا الحق في اختيار من أراه برأيي معبرا عن تطلعاتي الحالية والمستقبلية في هذا البلد وبكامل إرادتي ومن دون أن يوجهني أحد أو يقنعني أحد بضرورة التصويت له ...
ولابد أن أشير هنا إلى أن تلك اللحظات التي وضعت فيها ولأول مرة بطاقة التصويت في صندوق الاقتراع لا زالت مطبوعة في ذاكرتي كمحطات لا مثيل لها في كل حياتي... وسوف لن تفارق مخيلتي ما زلت حيا ...
أقول، هذه نعمة من الله والطبيعة استحقها هذا الشعب الطموح والذي بنى هذا البلد الراقي بجهده الخاص وبسواعد المخلصين من أبنائه وتضحية أجيال من المواطنين الذين سهروا وتعبوا كثيرا لكي يصلوا إلى هذا اليوم...
وإن تجرب وتسأل أي مواطن سويدي أصيل عن ذلك، سيردك بأن البلد له هو وهو ملكه الخاص وهو المسؤول عن كل شيء، ولا يرى نفسه متفرجا أو غريبا عنه... تراه مهتما بكل ما يجري في بلده وحريصا على مستقبله وتطوره اللاحق...
تطرقت إلى ذلك لكي ألفت أنظار الكثيرين منا، نحن المهاجرين الذين قد لا ندرك أهمية كل صوت يوضع في الصندوق...
أجل علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا أولا ومع المجتمع ثانية وأن نعكس شعورنا بالمسؤولية، فعلا وليس قولا ... وأن نتذكر على الدوام بأن وجودنا وعيشنا هنا لم يكن ممكنا لولا هذا البناء الشامخ من تقاليد عميقة لهذا التراب الكريم في منح الإنسان ما لم يكن ممكنا حتى أن يحلم به في بلداننا...
علينا أن نظهر بأننا جزء لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع وأن بإمكاننا التأثير على مجرى الأحداث والتطورات من خلال ممارستنا لحقنا وواجبنا ( في وطننا الثاني)، والمشاركة في هذا العرس الوطني الكبير الذي سيضيف إلى حياتنا لحظات رائعة أخرى، جديدة وفريدة في التمتع بالسعادة الإنسانية...
فلنتوجه يوم الأحد القادم جميعا إلى صناديق الاقتراع ولنصوت بحرية تامة وبملء إرادتنا لمن نراه قريبا منا أو معبرا عن طموحاتنا...و لندرك أيضا بأن صوتنا هذا ذو قيمة هائلة جدا ولا يمكن تقديره بثمن، وأن بإمكانه أن يقلب الموازين ويغيّر كل المعادلات ...!
ينبغي علينا جميعا أن نتمعن جيدا في محيطنا وبيئتنا وأن ندرس واقعنا، فبذلك مرتبط مستقبل أطفالنا... ولذا أقول - لا يجوز وبأي حال من الأحوال أن نبقى متفرجين على ما يجري حولنا وأن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يمكن أن يكون غدا واقعا هنا...!
فهنيئا لنا في هذه اللحظات التاريخية والعظيمة في تقرير مصير هذا البلد الجميل وكل أنظارنا موجهة إلى ذلك اليوم الذي نرى في بلداننا تخطو بثبات في هذا الاتجاه وتنعم شعوبنا ولو بفسحة من فضاء هذه الحرية النموذجية...