| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

شاكر النداف

 

 

 

الجمعة 24/4/ 2009



اعلان تحالف القوى الوطنية والديمقراطية
يثير التساؤل ويبعث على الامل

شاكر النداف

اعلن يوم الثلاثاء 21/نيسان عن تحالف خمسة عشر من الاحزاب والحركات السياسية في محافظة ذي قار ، كرد فعل على ما جرى في الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات من تقاسم اصوات الخاسرين وتوزيعها الى قوائم الفائزين ، وهو امر يستدعي الكثير من التأمل والتساؤل المرير على ما يجري في مخيلة اطراف اللعبة السياسية في النظام السياسي الجديد في العراق ،والذين اتفقوا وصادقوا على هذا القانون المضحك المبكي.

ان قانون انتخاب المحافظات وما ترتب عليه يستدعي السخرية والجدل في نفس الوقت بين ابناء الشعب العراقي ، حول اي طريق نحن سائرون عليه ، وحول اي اسس لنظام ديمقراطي نحن فيه ، حيث في ظل هذا النظام يلزم الخاسر او المعارض باعطاء صوته رغماً عنه الى القوى التي رفض انتخابها اصلا.
انها فعلا ديمقراطية من طراز جديد ، لكن بمحاور دكتاتورية الفعل والتطبيق. الشىء الاخر المثير للتساؤل هو ان قوى هذا التحالف او بتعبير اخر بعض من قيادات هذا التحالف الممثلين منهم في البرلمان لم يشكلوا قوة كافية وصوت عال للتصدي لمثل هكذا قوانين مجحفة في اثناء التصويت عليها ، وكان من المفروض الاعلان عن عدم خوض هذه الانتخابات كأسلوب رافض لقانون مجحف. وان كانت هنالك معارضة من لدن هذه القوى ، لكن صوتها لم يكن بمستوى الحدث ، والمثير للانتباه ان هذا الصوت المعارض جاء بهذه القوة بعد فرز الاصوات واعلان النتائج .
والسؤال هو هل ان القوى المعارضة هذه بامكانها ان تشكل تحالف كهذا لو قدر لها الفوز في الانتخابات المحلية؟ ربما الجواب كلا ، حيث ان عملية النصر وفي كثير من الاحيان قد تضلل الرؤية السليمة وتحجب الفائز عن فرز الخاطىء من الصائب. وهنا في تقديري فاز القول القائل رب ضارة نافعة.

ان هذه المبادرة الطيبة ، بادرة التحالف بين قوى متعددة والذي جاء في الاعلان الموسوم تحالف القوى الوطنية والديمقراطية ، رغم ان هذا الاعلان لم يحدد الاهداف الآنية لهذا التحالف، لكنه يبعث على الامل وبالامكان ان يشكل حافزاً لعمل عريض بامكانه ان يعيد ترتيب كثير من اوراق العملية السياسية ويطورها ، اذا اتسع نطاق هذا العمل ليشمل كل العراق و على اساس استراتيجة مصلحة الوطن ومصلحة الشعب بكل اطيافه ، عمل خالي من صراع المصالح الحزبية الضيقة ، حيث بأمكانه ان يشكل حافزاً لعمل مستقبلي اوسع ، من منطلق ان قوتنا تكمن بتنظيم انفسنا وبتحالفاتنا.
 


25 نيسان 2009

 

free web counter