| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

شوقي العيسى

Shoki_113@hotmail.com

 

 

 

                                                                                     السبت 9/2/ 2013



مظلومية ابناء رفحاء
(1)

شوقي العيسى *

عندما يلجأ الابطال الى الصمت في بعض الاحيان فذاك ليس خنوعا او استسلاماً وانما قد يخلد الحليم الى الصمت في احيان كثيرة تطلعاً منه الى الاخرين ليرى دلوهم الذين ادلوا به ، وما صمت ابناء رفحاء الابطال الا لاجل ان يروا بعض صناع القرار العراقي ممن ابقى لهم الزمن قطرة من الحياء في وجوههم ، اولئك الذيك ركبوا امواج السياسة والفساد الاداري منذ ان انخدع بهم ابناء العراق بعد 2003 .

لمظلومية ابناء رفحاء هناك العديد من الماساة وكل واحدة منها حسب الرؤية والمشاهدات التي شهدناها انذاك ، ولكي يطلع القارئ الكريم على نبذه مختصرة على ابناء رفحاء وماهيتها ليكون على صورة واضحة  في ابداء الرأي ومناصرتهم او معاداتهم.

(نبذة مختصرة)

شهد العراق حروباً ضارية قضت على شباب العراق بعد ان قام المجرم اللعين صدام باقحام العراق في حرب مع ايران  1980 – 1988 ثم اخترقه الجنون والسفه ليقحم العراق في احتلال للكويت في عام 1990 وقد اثر ذلك سلباً على الشعب العراقي من خلال اتخاذ مجلس الامن الدولي قرار معاقبة العراق اقتصاديا وعسكريا واخراج العراق بقوة عسكرية من الكويت في هزيمة شهدها التاريخ بعد ان كان الجيش العراق اقوى جيوش الدول العربية على الاطلاق بل يصنف عالمياً. فلم يرق لابناء الشعب العراق الشرفاء ذلك الظلم والجور والقهر والتسلط فخرجوا باجمعهم بانتفاضة شعبية عارمة عمت ارجاء البلاء من الجنوب حتى الشمال في آذار 1991 حتى اسقطوا غالبية محافظات العراق من الجنوب والوسط والشمال عدا المناطق الغربية ، وعلى اثر ذلك قامت الاجهزة القمعية للنظام بقمع الانتفاضة الشعبية مستخدمين كافة الاسلحة المتطورة والطائرات رغم ان هناك حظر على استخدام الطائرات الجوية  وهذه المظلومية الاولى التي شهدها ابناء العراق حين تحالف صدام مع قوات التحالف الامريمية بقمع اللانتفاضة في العراق.

قاوم ابناء الانتفاضة الشعبية القوى القاهرة الامريكية والصدامية واستشهد من استشهد وجرح من جرح واضطر الباقي الى الهروب من بطش الاجهزة القمعية متجهين الى الثكنات والمواقع العسكرية لقوات التحالف وهذه مظلومية اخرى يواجهها الشعب العراقي وهي ان القوات الامريكية والمتحالفة معهم هربنا منهم اليهم فبعد ان ساعدوا وغضوا النظر عن استخدام صدام للطائرات وقصف ابناء الشعب العراقي بالنابال والاسلحة الكيمياوية لم يجد ابناء الانتفاضة الشعبية الا ان يلجأوا اليهم متحملين بذلك كأس السم الذي سقوه للعراق.

بدأت افواج ابناء الانتفاضة الشعبية تهرع الى تلك الثكنات العسكرية للحماية من غير ان يعرفوا ماهو المصير الذي سيواجههم ولكنهم اتخذوا تلك الخطوة فقط لاجل اعادة تشكيلاتهم والنظر الى ماهو المصير ولكنهم فوجئوا بنقلهم الى المملكة العربية السعودية في مخيمات داخل الصحراء القاحلة وكانت بالشكل التالي مخيمات الاسرى في حفر الباطن ومخيم الارطاوية ومخيم رفحاء ، اما حفر الباطن فكان مخصص للاسرى من الجيش العراقي والذين كان يبلغ عددهم (60000) ستون الف اسير عراقي، والمخيم الاخر للعزاب في الارطاوية اما مخيم رفحاء والذي كان يضم حينها اكثر من مائة الف فهو للعوائل التي نزحت من قصف نظام صدام اليها بالطائرات والاسلحة الفتاكة.

كنت انا شخصياً قد ارسلت في بداية الامر الى حفر الباطن مع مجموعة من ابناء الانتفاضة الشعبانية المباركة بلغ عددنا 55 شخص ادخلنا في ما يسمى بالمربع يبلغ عدد الاسرى من الجيش العراقي فيه 1000 الف اسير عراقي ، حصل في اليوم الثاني شجار اشبه بالمعركة بين مجموعتنا المعارضة وبين الاسرى الذين استفزونا بالهتافات بروح اللعين صدام ، اثبتنا حينها نحن ابناء الانتفاضة الشعبانية المباركة رغم الكثرة الموجودة تدخلت القوات الامريكية لحل الصراع. وهذه مظلومية اخرى شهدناها منذ اشتراكنا بالانتفاضة الشعبية.

(حفر الباطن)

كانت هناك قوافل الاسرى تعود الى العراق بعد ان طرد صدام من الكويت في هزيمة اشرنا اليها اعلاه وكانت يسلم كل يوم للعراق 1000 اسير وتم تسليم مربعنا ماعدا المجموعة الــ 55 التي رفضت العودة وبقينا وحدنا في تلك الصحراء التي ابتلينا فيها بكثرة العواصف الرملية والتي كنا نتمسك جميعنا بالخيمة خوفاً من ان تطير في زحمة العاصفة ، بالاضافة الى درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة جدا لايمكن لاحد ان يعلم كم تكون لكوننا لا نملك اي جهاز لقياس درجات الحرارة. هذا بالضافة الى كثرة الزواحف والعقارب وغيرها. كانت الخيمة تتسع لثمان اشخاص ولا يوجد فيها حراس كما في المنطقة الخضراء ولا تبريد وتدفئة كالتي في القصور الرئاسية ، هذه بعض مواصفات خيمة حفر الباطن ارجو ان يطلع عليها بعض الساسة العراقيين ممن يعرقلون المصادقة على قانون رفحاء ودمجهم مع قانون السجناء السياسيين.

في الجزء الثاني سوف اسلط الضوء على معاناة ومظلومية ابناء رفحاء في الارطاوية..



* رئيس تحرير رابطة الكتاب العراقيين
www.iraqiwi.com


 

 

free web counter