نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

شوقي العيسى

Shoki_113@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 2 / 6 / 2006

 

 

إختبار الحكومة العراقية في البصــــــــــــــــرة

 

شوقي العيسى

في أول أختبار عصيب للحكومة العراقية المنتخبة إضطرابات مدينة البصرة هذه المدينة التي شهدت سكوناً ملحوظاً منذ ثلاث سنوات منذ إنهيار عهد الطاغوت والجبروت فكأنما كانت تحاكي الزمن وتنتظر الفرج الذي بسط جناحيه على مدينة البصرة مدينة شط العرب مدينة السياب مدينة العلم والمعرفة مدينة التراث مدينة الطيبة والسلم والأمان .

لم يدم سكون مدينة البصرة فراح الأوباش من البعثية والزرقاوية يحيكون لجعلها مدينة ساخنة الأحداث مثيرة الجدل بعدما كانت هادئة وهانئة ومطمئنة ، صحيح أن الخدمات تكاد أن تسلب منها نهائياً ولكن طيبة أهل هذه المدينة جعلهم يتعايشون ويسلمون بواقع أمرهم ويشدون أزر حكومتهم وما إن إستلمت حكومة أياد علاوي وتلتها حكومة إبراهيم الجعفري حتى وصل الأمر الى حكومة نوري المالكي وهنا فقد تفجرّت العبوات الموقوته التي زرعت في أزمنة الحكومات السابقة لتكون إختبار لحكومة المالكي .

لقد عصفت بالمدينة أزمات متعددة حتى آلت أخراها أزمة محافظ البصرة ومجلس المحافظة والأحزاب ، فقبل الدخول ومعرفة مجريات الأزمة التي لاتخدم المجتمع علينا أولاً أن نرى أن البصرة هي مدينة الثروات النفطية ومنها يستمد العراق خيراته وثرواته وعلى هذا رأينا وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات مسألة تهريب النفط من البصرة وهناك عصابات منظمة تهرّب النفط عبر ناقلات كبيرة كانت وصغيرة وغيرها وأستمرت هذه الحالة المثالية من سرقة أموال العراق وعلى مرأى ومسمع الجميع ولم نشاهد أو نسمع أحداً وضع حداً لذلك هل تعرفون لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجواب وببساطة أن المحافظة يحكمها مجلس محافظة ومحافظ وقادة وأحزاب وهناك شركة النفط والحقول النفطية فمجال الأزمة المفتعلة لم تخرج من هذه الدائرة وحتى عندما نسمع بسرقة أو تهريب النفط من البصرة فهذا لا يعني أن هذه الدائرة غير مسؤولة أو غير مشتركة فما زالت هذه الدائرة التي تحكم البصرة بيدها كل شيء فهم قادرون على جعل أمن وإستقرار البصرة يعم في ليلة وضحاها ولكن إختلاف المصالح الشخصية قد جعلت من هذه الدائرة تفرّغ من محتواها الحقيقي وترك مجال خدمة أهالي البصرة والتفرّد لمجالات أخرى هذه الحلقة من الصراعات في المحافظة بين مجلس المحافظة ومحافظ البصرة والأحزاب الحاكمة هناك قد سهلّت عمليات التغلغل للإرهابيين ينحدرون الى البصرة بعد أن كانت هادئة وذلك لكسب أهداف منها:
1- لكون البصرة تشهد نسيج عراقي مختلف وخصوصاً السنة والشيعة وهذا مايجعل العناصر الإرهابية تزرع روح التفرقة بينهم من خلال الإغتيالات التي تطال الفريقين حتى يُتهم احدهما الآخر بذلك.
2- كون البصرة المنفذ ونافذة العراق للخارج من خلال صادرات النفط وإستقبال البضائع الى العراق عن طريق الموانيء البصرية ولهذا فقد عمدت قوى الإرهاب لتعطيل صادرات النفط من البصرة أكثر من مرة وذلك لركود العراق إقتصادياً .
3- كسر الأهداف والأماني التي يبنيها البصريون من خلال تبني مبدأ الفيدرالية فعندما تكون مثل هكذا فقاعات وأزمات وإغتيالات فسوف لن يتحقق مفهوم ومبدأ الفيدرالية ، لأنها ( البصرة) وغيرها من المحافظات وفي ظل النظام المركزي تشهد هكذا أزمات ، فكيف إذا نشأت فيدرالية ونظام الأقاليم ؟.
4- فتح الحصار للمجاميع الإرهابية والبعثية في بغداد حيث كلما أحكم الحصار على المجاميع الإرهابية فتحوا لهم طريق آخر لتتنفس الصعداء حتى يشغلوا قوات الأمن ورجال الشرطة والجيش العراقي بمخططاتهم الخبيثة.

وهذه السجالات التي حدثت في البصرة سببها محافظها ومجلسها وأحزابها بدون إستثناء حيث لو كانوا جميعهم يحافظون على مصلحة البيت العراقي والبصري بالخصوص لما وصلت الأمور الى ما وصلت اليه فهل ياترى تستطيع حكومة المالكي الوقوف بحزم أمام هؤلاء الثلل التي أبتلت البصرة بهم وهل تستطيع الحكومة المركزية إقالة محافظ البصرة مثلاً ، أولاً لتجاوزة على وكلاء المراجع العظام وخلق جو متأزم وهل تستطيع الحكومة المركزية بإستبدال مجلس محافظة البصرة بغيره كون هذا المجلس جاء عن طريق صناديق الإقتراع .

أسئلة كثيرة مثيرة للجدل وعلامات الأستفهام تختلج في مخيلة أهالي البصرة هذه الأيام وكما يقال ربّ ضارة نافعة فقد عانى المجتمع البصري كافة أنواع المعاناة ناهيك عن إستغلال مجلس محافظة البصرة لتعيينات حسب الولاءات وغيرها من المحسوبيات .
فهل تنجح حكومة المالكي بهذا الأختبار الصعب وتكتنف الأزمة في البصرة وتسيطر عليها وترضي المجتمع البصري ، لا ترضي مجلس محافظة البصرة وغيرهم من المسؤولين ، فإن كانت الحكومة صادقة وجادة بما تفعله بحل أزمة البصرة عليها إرضاء اهالي البصرة أنفسهم وهذا ليس بالصعب .

أتمنى للحكومة العراقية النجاح في مهمتها الأولى في ثاني أكبر مدن العراق من حيث العدد وبوابة العراق الخارجية وكنز العراق المخبيء تحت الأرض ........