تحية إجلال لكل
فكر حر
سميرة الوردي
غطانا الزمن المر ، واضمحلت أحلامنا في تحقيق
طموحاتنا في حياة حرة كريمة لنا ولأولادنا ،
بصيص الأمل الذي علقناه على التغيير الذي حدث
في بلدنا بدأ يضمحل ليحل محله جدب في الروح
والآمال . لكن ثورة الغضب المصري وسموها
وترفعها عن كل مايسئ لها بثت فينا أمل شفيف
بإمكانية تغير المجتمعات نوعيا من مجتمعات
يغلفها التخلف والجهل والتجهيل ، إلى شعوب حية
يملؤها أمل كبير بتغيير حياة المجتمع العربي
وإطلاقها من قمقم الضيم والتغييب الذي طوقها
مئات السنين .
هذه الثورة التي أثبتت للعالم والتاريخ بأن
السلام لا الاستسلام هو الطريق السليم للظفر
بالحرية والحياة الكريمة المحصنة بالدستور
والقانون والديمقراطية الحقة ، هذه الثورة
الشبابية التي خلت من كل ألفاظ العنف ومن كل
الممارسات اللا أخلاقية التي مارستها أجهزة
القمع الرسمية ، وحاولت جرها عن أهدافها إلا
أنها أثبتت شفافية وتعاون ووحدة من قام بها
.الأهداف واضحة لا ضبابية فيها . مجتمع مدني
متطور فاق التصور في انسجامه ووحدته رغم سنوات
التجويع والترهيب والتخويف .
لتسد الديمقراطية
لتسد الحرية
لتسد العلمانية
ولتكن حكومة مؤسسات وليست حكومة أفراد
و لنختصر الزمن ونستيقظ من نومتنا الطويلة
فالزمن غلبنا والزمن تخطانا ، فلا مكان لمن
يضع المسمار في العجلة فالتغيير آت ، وعهود
البطش والقتل والاغتصاب وسرقة قوت الشعب ولى
وسيولي إلى الأبد ، ولينهض المجتمع المدني
وليأخذ دوره الريادي في إزالة غبار تخلف
العصور عن روح مجتمعاتنا المحرومة ، ولتنهض
المؤسسات التعليمية والثقافية برفع أكداس
الجهل التي عششت فوق العقول ، ولتنهض المؤسسات
الصحية والعلمية بواجبها ، وليقم الجيش
والشرطة بحماية المواطن لا برفع السلاح على
صدره .
أصبح العالم ( قرية واحدة وعائلة واحدة ) فلم
يعد مايصيب مكان ما لا يؤثر في مكان آخر .
فتحية لكل فكر حر يساهم في بناء مجتمع مدني
حر ووطن معافى .