| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صلاح الصگر

 

 

 

                                                                                الجمعة 1/4/ 2011

 

 بشير راضي الخدادي
شهيد شيوعي لن ينسى

صلاح الصكر

رأى المناضل بشير راضي الخدادي النور عام1947 لابوين فقيرين يعانيان من شظف العيش وقسوة الحياة ....ومن بيوت الطين والفقراء يظهر النقاء ..... جوع اخوته دفعه للأنخراط في سوق العمل والكدح بالرغم من صغر السن والرغبة في الاستمرار على الدراسة والتعلم .......نحافة جسده لم تمنع عقله النير من معرفة ان جوهر الفكر الاشتراكي انهاء أستغلال ألأنسان للأنسان ، وتحقيق القيم ألأنسانية الرفيعة ، وكرامة الفرد وأشاعة الديمقراطية هي الكفيلة بسعادة ألأنسان فآمن بهذا الفكر وسار عليه ... . و من محلات الصياغة في باب الشيخ شارع الكيلاني و حوارات عمالها ، وما كان يدور من صراع في الشارع العراقي تبلور الفكر، فينطلق بشير ليبشر بعالم خال من الظلم والاستغلال وبناء عالم تسوده الحرية والعدل والمساواة ...ومع بدايات النضج الفكري يخيم شبح الفاشست على العراق في انقلاب شباط 1963المشئوم .....ومن هنا ينطلق البشير ولا أعرف من اين اتت هذه القدرة لهذا الانسان الشيوعي البسيط الذي لم يدرس الفلسفة في الجامعات ، ولم يخوض النضال لسنوات ليكتسب الخبرة ، فيشكل هيئة ويصدر بيان بأسم اللجنة المركزية ويدعوا أهالي المعتقلين للتجمع امام سجن رقم واحد لمنع جريمة كبرى ستقترفها السلطة الفاشية وابادة الابناء ويكتب البيان باليد .( كنت أحد المساهمين في الاستنساخ اليدوي عبر الكاربون ).... عقل نير ورجولة مبكرة ....

بشير ايها الجسد الناحل .... ايها البرعم النامي على غصن ... من كلماتك المعدودات ارتجف القتلة . فاطلقوا كلابهم لمتابعة القائد القادم من بيوت الطين والجوع والأنين ...فرصدوا الحركة ... وقلة التجربة والخبرة النضالية... يلقى القبض على أحد رفاق بشير وبعد تعذيب همجي يلقى القبض على بشير ليكون صيدا للمجرم ناظم كزار في مقر الحرس القومي لمنطقة الفضل . فبلغ سمع أحمد العزاوي (احمد ابو الجبن والذي أغتيل في دمشق ) قائد الحرس القومي انذاك ان من حرر البيان قد وقع بقبضتهم . طلب منهم ان يأتوا ببشير . كان معتقدا انه سيلتقي رجلا طويل القامة مفتول العضلات ... جهوري الصوت ... استاذا ...اديبا .... معلما ... رجلا تجاوز العشرين ... واذا بشاب لم يتجاوز السابعة عشر عاما . ناحل الجسد . هادئ الصوت .. بسيط الكلمات .... عميق المعاني..... قوي ألأرادة  .

تحدث لي بعد اطلاق سراحة عن مقابلته لاحمد ابو الجبن . يقول كان أحمد ساخرا ... مستهزءأ مني ومن مظهري وملبسي وحتى من شكلي ..... ويضحك بشير ضحكة المنتصر ... ويروي ما حصل له.
احمد: – منو انطاك البيان ؟
بشير: – محّد . .... اني كتبته .
أحمد:– ابني مدا تشوف قيادتكم كل يوم واحد منهم خاينكم و طالع بالتلفزيون ؟
يشير : - اذا ظهرت خيانة من قيادي فهذا ليس معناه ان فكرنا خائن .

يقول بشير حينها لا اعرف اين أصبحت وفي اي زاوية من غرفة ابو الجبن من شدة الضربات . وسمعته يقول لهم اخرجوه هذا ابن ال..... .... بشير يروي ليّ الحادثة ويضحك وكأنه يعيش لحظاتها. .. بعدها اعيد الى الفضل حيث مقر الحرس القومي .

أطلق سراح البشير بعد أشهر في مقر الحرس القومي ،ويقينهم انها لعبة طفل من صبي لا متهور، وظنهم انه قد أصابه الخوف مما لاقاه من تعذيب .. وصغر السن .. وتوسلات ألأم التي لا تفارق باب مقرهم ... وعيونها مسمرة على الغرف المطلة على شارع الكفاح عسى ان يراها أو تراه . عاد البشير الى عمال الصاغة وتجمعهم التقدمي ونقاشاتهم..... وافترقنا بسبب الدراسة والعمل وبشير بقى يبشر بمشروع انساني ينقذ الانسان من الفقر والجوع ويصون كرامته ويحقق له حريته ... وعرفت انه قد فتح محلا بسيطا للصياغة في منطقة الصليخ وفي عام 1970 يداهم بشير بمجموعة من المسلحين المدنيين ليقتادوه الى مكان مجهول لتختفي آثارة الى يومنا هذا . ولم تحصل عائلته على اي أثر له ..وأغلب الظن انه اصبح من ضحايا قصر النهاية وأجرام ناظم كزار وفتكه بالشيوعيين والتقدميين .

بشير كنت منطلقا من اجل حريتك وحرية ابناء شعبك رغم ان الليل مخيفا ....الا ان طريقنا نعبده وننيره بدمائنا وفكرنا ..

مجدا لك ايها المناضل الشيوعي ألأصيل من اجل وطن حر وشعب سعيد .
مجدا وخلودا لأمك المكافحة التي ماتت ولم ترى قبرك .
مجدا لكل المضحين من اجل العدل والمساواة وحرية الانسان .

لك منا كل الوفاء نحن اصدقاءك ورفاقك وعهدا اننا على طريق الحرية وسعادة الانسان سائرون .

free web counter