|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد 22/5/ 2011                                                           صالح البدري                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

جمهورية ( ماكو ) ؟؟

صالح البدري

( ماكو ) : إسم مدينة واقعة في جنوب دولة المجر (هنغاريا) ، وهي مفردة عراقية شعبية تعني باللغة العربية الفصحى : ( لا شيء ) ، وكما يعرف ذلك أغلب إخواني وأخواتي من العراقيين والعرب .

وجمهورية ( ماكو ) أيها القارىء العزيز ، هي جمهورية ( العراق ) البائسة المتخلفة والمنهوبة والفاسدة والعميلة ، والتي تأسست في عام 2003 وعلى إثر اللانظام البعثفاشي الدكتاتوري والفاسد والمجرم والعميل أيضاً . لذا فهي لا تمتلك مقومات دولة أو (جمهورية أو حكومة ) إلا بالأسم ! وحكومات هذه الجمهورية أو الجمهوريات المتعاقبة ، ليست إلا عصابات (مافيا) معممة وغير معممة !! ( مع تقديري للمعممين والأفندية من الوطنيين من غير المندسين والعملاء ) فهي تسرق وتفسد وتختلس وتقتل وتكذب وتزور وتهجر ...ألخ . تسرح وتمرح ولا تبالي بمعاناة الناس ولا تأبه بآلامهم ولا بأحتجاجاتهم في المدن العراقية ولا بنزيف دمائهم الذي لم يتوقف منذ أن جاءوا على ظهور الدبابات الأميريكية وقبضوا الرشاوى والدعم المادي قبل وبعد التحكم برقاب العراقيين وقاموا بنهب الثروات الوطنية والمال العام وبأسم (المعارضة) !! بل هي تعتقل الناس اليوم ، لأنهم يطالبون بحقوقهم في سجونها السرية والعلنية أو تقتلهم بدعوى أنهم من الخوارج أو من الأمويين أو ..الخ . وتتستر بالدين وتتمسك بالطائفية نهجاً وبالمحاصصة إسلوباً !

وهي ( حكومة أو حكومات لا فرق ) لا تبتأس لدموع اليتامى والأرامل والمساكين ولا تحترم جثامين الشهداء ولا آهات الفقراء! وقد إلتفَّ ( الشيعة ) حولها لأنهم فرحون بأنجازات هذه الحكومات التي تدعم مواكبهم الحسينية مادياً وبالملايين ، وتسمح لهم باللطم والتطبير وضرب الزنجيل وزيارة العتبات المقدسة والتي حرّمها ضدهم العهد السابق ، لذا فهي - أي جماهير الشيعة - وعلى الرغم من البطالة والفقر والجوع والأمراض والتصحر والأغتيالات والأنفجارات وفقدان الأمن والأمان والماء النظيف والكهرباء وغيرها ، فأن نسبة كبيرة من ( الشيعة وعشائرها ) تعيد إنتخاب نفس الأشخاص ونفس الوجوه ونفس الكتل الطائفية من الشمال الى الجنوب على الرغم من التواطؤ مع المحتل الأميريكي وتوقيع ما سمي (بالأتفاقية الأمنية) معه ، وعلى الرغم من أنها تدرك أنّ الأشخاص المُنتخَبون ( بفتح الخاء ) سوف لن يفعلوا شيئاً لهم ! وهذه الأتفاقية ، رفضَها شعبُنا العراقي جملة وتفصيلاً في مظاهراته وإحتجاجاته في جميع محافظات العراق . وقد طالب بأفشالها وبأسقاطها ، وبخروج المحتل من البلاد عاجلاً أم آجلاً !!

قال لي أحدهم من العراقيين المتعصبين والطائفيين المقيمين في الخارج : أرجوك حين تكتب عن العراق ، لا تتهجم على حكومتنا . ( طبعاً لأنها شيعية فقط !) !!

فأجبته : لكنها حكومة طائفية وفاسدة . ألم تسمع أو تقرأ عنها ؟؟ فقال : نقبل بها ولا نريد لغيرها أن يتحكم بنا أو يتآمر علينا !

إنها ( فوبيا ) ضياع هذه الحكومة التي قال عنها هذا المواطن " " إذا راحت بعد ما تجي " " !!

لكن هذه الحكومة الطائفية ، تحفر قبرها بيدها ولا تقدم شيئاً حتى للشيعة الفقراء أنفسهم ، ملتزمة بأجندة خارجية إملائية إنتقامية ، فكيف بها مع بقية الطوائف ؟؟

إنَّ صباغة رصيف أو تبليط شارع أو ترميم مدرسة ، أمور أنجزتها الحكومة وخلال سنوات طويلة ، ليس شيئاً تجاه ما نمتلك من ثروات ضائعة وعقول غُيبت وكفاءات قتلت وطوردت ؛ وما يطمح إليه شعبنا ويتمناه من حياة حرة كريمة !

و(الكتاب يقرأ من عنوانه) كما يقول المثل . لذا فإنَّ ( ماكو ) هو الماركة المسجلة والمعروفة في تاريخ اللاإنجاز الحكومي اليوم ، وصورة الحال البائس الذي يشكو منه شعبنا ( عرباً وأكراداً وأقليات ) !!

والذي يحتج في الشوارع والساحات ، وبدون ملل أو كلل . مقدماً التضحيات تلو التضحيات ، صارخاً في الفضائيات وبحرقة : ماكو .......... !! على الرغم من أنّ الجميع يعرف ( من العرب والعراقيين ) أنّه وفي العراق (كلشي أكو .. بس كلشي ماكو ) وياللأسف !!

لماذا ؟؟

الجواب في الشارع العراقي الذي يغلي .

وفي ساحة التحرير في بغداد .

وفي كلِّ جمعة مباركة !!


 

آيار/ مايو 2011
النرويج

 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter