|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين 21/1/ 2008                                                           صالح البدري                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

من دخل (البيت الأبيض) فهو (آمن) !!

صالح البدري

يعتقد الكثيرون من القادة والزعماء (في منطقتنا العربية وبعض دول العالم) من الخونة و العملاء والمنتفعين (من خريجي جامعات البيت الأبيض ومعاهد البنتاغون) والمتشبثين بكرسي السلطة ، على الرغم من أنوف شعوبهم ، وخصوصا ً قادتنا وزعماؤنا من العرب (المخضرمين والمحدثين على حد سواء - هذا إذا كانوا عربا ً حقا ًو فعلا ً) لما توفره لهم الحكومات المتعاقبة للولايات المتحدة الأميريكية وحلفاؤها من الدوائر الأستعمارية الغربية ، من غطاء ودعم أمنيين ، يدعم حقيقة معاصيهم الكثيرة وجرائمهم الدموية بحق شعوبنا العربية وعدم إحترامهم لحقوق الأنسان العربي وحقه في العيش والحياة الكريمة ، يعتقدون كل الأعتقاد بأن دخولهم (البيت الأبيض) سيعطيهم صك الأمن و الأمان والبقاء في السلطة الى أبد الآبدين مع زيادة عسفهم وظلمهم ووحشيتهم لأبناء جلدتهم !. لذا نراهم لم يولوا أدنى إهتمام لأستباحة الأوطان وسرقة ثرواتها ، ولا لكرامة الأنسان المهدورة ولا لحريته السياسية المصادرة ، وخاصة في بلداننا العربية ! بل ويزيدون من سجونهم ومعتقلاتهم وأجهزة قمعهم ومخابراتهم (في الداخل والخارج) ضد هذا الأنسان / المواطن الشريف ، الرافض لسياساتهم التعسفية ، وهم يعملون بالأساس ضد قضاياه الوطنية والقومية التحررية المشروعة ! كما أنهم لم يقيموا وزنا ً لمشاعر الناس ولا لمعيشتهم بل تركوا لهم الفتات وصنعوا لهم ماهو مفتعل من الأزمات ، وشعلوا بينهم حرائق الطائفية والفتن والأحقاد وكرسوا الأمية والجهل والتخلف وفي كل شئ ، وصنعوا من مجتمعاتنا ، مجتمعات إستهلاكية تابعة إقتصاديا ً وحتى سياسياً ، تركض (خلف اللقمة) كما يقولون ، على الرغم من مصادر الثروة الكبيرة - فوق وتحت الأرض -! لكنهم ينعمون بالخيرات ويعيشون في جنان الخلد . والمواطن ، هذا المغلوب على أمره من الطبقة المسحوقة ولربما المتوسطة ، يعيش تحت حكم الأشغال الشاقة المؤبدة طوال عمره ويعيش في دوامة من الفاقة والقلق والخوف على مصير أطفاله ومستقبل حياتهم ، بينما السهم الأكبر والأدسم من الثروات والهبات والعطايا والرشاوى والمكافآت لأزلام الحكومات و الحاشية والعائلة الحاكمة وبطانة المستشارين من العسكريين والمدنيين والجواسيس. والقائمة تطول ! أو كما كتب الشاعر (أدونيس) في مؤلفه (فاتحة لنهايات القرن) : (... كل شئ يزداد سوءا ً . تقلص فضاء الحرية ، وتزايد القمع . قلَّت حظوظنا بالتأسيس للديمقراطية والمجتمع المدني ، والتعددية والتنوع ، وآزدادت أسس العنف والطغيان رسوخا ً. ونحن اليوم أقلُّ تدينا ً وتسامحا ً ، وأكثر طائفية وتعصبا ً. أقلّ وحدة وأكثر تفككا ً ، أقلّ إنتاجا ً وتقبلا ً للآخر المختلف وأشدُّ ظلامية وإنغلاقا ً . هكذا ، نحن اليوم ، أكثر فقرا ً وأكثرُ وهنا ً . ومانسميه الوطن ، أخذ في أن يتحولَ الى ثكنة عسكرية ، أو دَسْكرةٍٍ طائفية ، أو مخيم ٍ قبلي..) -
الطبعة الأولى / شباط 1998 دار النهار للنشر / بيروت - .
لقد سارعوا جميعهم لتلبية دعوة ولي نعمتهم ، زعيم (البيت الأبيض) في مسرحية (أنا بولس) الأخيرة ، بصوتهم الخافت وعزيمتهم الخائرة وأرادتهم المرهونة في خزانات البنتاغون وكأنهم قدموا الى وليمة ! ، ونسوا ماكانوا يسمونه (قضيتهم المركزية) التي أشبعونا حولها زعيقا ً وصراخا ً كاذِبَين من إجلها بشعارات (قومجية إسلامية) وذرفوا دموع التماسيح عليها طويلا ! كما أن قدس أقداسهم - أولى القبلتين وثاني الحرمين (؟؟) - ، سمحوا للعدو الصهيوني وتواطئوا معه ،(منذ سيناريو جريمة الأسلحة الفاسدة - عام النكبة 1948عام تأسيس دولة (إسرائيل) في أحتلالها منذ الخامس من حزيران / يونيو 1967 ومازالوا الى يومنا هذا ! فقد صافحوا الصهاينة - ولا أقول اليهود طبعا ً - والذين أوغلوا في جريمتهم في رسم سياستهم الأستيطانية والعنصرية وأحتلال الأراضي العربية وتشريد الشعب الفلسطيني الجريح ، وعدم إحترام حقوق الأنسان وقرارات الأمم المتحدة بهذا الخصوص وعلى أساس قيام دولتين جارتين ، تتعايشان بسلام - فلسطينية وإسرائيلية -، لكنهم باتوا اليوم، يشكلون سياجا ً أمنياً - أي الزعماء والقادة العرب وللأسف - لحماية المصالح الرأسمالية والمخططات الصهيونية في المنطقة والمتمثلة بالشركات المتعددة الجنسية والقواعد والسجون الأميريكية وبالوكالة !! ولم يحركوا ساكنا ً تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعذب ويقتل كل يوم وبفاشية (إسرائيلية) و (هولوكوست) معاصرة !!
لقد نسوا هؤلاء ضيوف ونزلاء ومتعاقدي (البيت الأبيض ) والذين يحكموننا بالنار والحديد ، أن حتمية التاريخ مع تحقيق أحلام وطموحات الشعوب في التغيير (سياسياً ً وأقتصاديا ً وأجتماعيا ً) وتحسين البنى الفوقية والتحتية ، ولا يوقفها (بيت ابيض) أو أسود ! وهي نتيجة ٌ حتمية للخروج من هذا النفق المظلم ، ما دامت سياسات هذا (البيت) معادية لشعوبنا وللعالم . فكم من (بيوت) إنهارت وتهدمت وأنقرضت؟ وكم من قوى إستعمارية وأمبراطوريات تقاعدت وأفل صيتها وأنهار جبروتها ؟ ولكن بعد أن دفعت وتدفع الشعوب فواتير تحررها وعذابتها وجحيم حياتها .. وبالدم !! لأن (الحرية ) كما قال (كارل ماركس) :(شجرة غذاؤها الدماء)!! ولايمكن الوقوف ضد تيار الحياة المتدفق وسيأتي اليوم الذي تنتهي فيه سياسات كل (البيوت) الدنسة والداعرة والتي رسمت سياساتها على أساس لاإنساني ودموي وبراغماتي ! وعلى حساب (البيوت الشريفة) الداعية للحرية والحب والسلام في هذا العالم !
 

النرويج 2008
 


 


 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter