موقع الناس     http://al-nnas.com/

ميسـان دولـة غـابت عـنها الشـمس ( 4 )


صـباح سـعيد الزبـيدي

الأثنين 8 / 5 / 2006

بعد سنوات من القهر والظلم والظلام والحرمان والاضطهاد من قبل الانظمة السابقة .. وفي زمن الديمقراطية وبناء العراق الجديد .. مازال المواطن الميساني يعاني من ثقافة العنف والتصفية والتهميش وترتكب بحقه ابشع الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان .. حيث تتحكم به شله تعبانه من الطارئين واللصوص ذات العلل والنواقص والعقد والافاق الضيقة وبسبب افتقاد هذه الشله القدرة على التفكير المنطقي ادت هذه الاسباب الى سوء استخدام السلطة من خلال التعينات الفاشلة لطواقمها الادارية والتنفيذية في مؤسسات ودوائر ميسان..مما ادى الى انتشار الرشوة أو المحسوبية او التزوير أو تعيين الاقارب والاصدقاء في مناصب إدارية لاتتناسب مع مؤهلاتهم العلمية والتلاعب بالمال العام.
وادت هذه الظواهر المرضية الى اضافة جراح جديدة في جسد المجتمع الميساني الطيب والمظلوم.. حيث تم كشف حالات فساد إداري بلغت ( 60 ) حالة للفساد الإداري توزعت ضمن دوائر التربية والبلدية والماء.
ونتيجة لفشل السلطات المحلية في تطبيق سلطة القانون.. يعاني المواطن الميساني من ظواهر مرضية اخرى الا وهي ظاهرة حيازة وحمل الاسلحة من قبل العديد من المواطنين واستخدام اسلوب لغة السلاح بدلا من استخدام لغة العقل كما حصل قبل فترة في مرآب النقل الخاص بالاقضية والنواحي في مدينة العمارة ..حيث حصلت مشاجرة استخدمت فيها السيوف والبنادق والمسدسات والعصي والقطع الحديدية .
وهناك ظاهرة التصفيات الجسدية والاغتيالات وقبل فترة تم اغتيال احد ابطال العمارة والعراق في بطولة لعبة (الاكيدوا) ..كذلك قبل ايام قليلة جرت محاولة اغتيال فاشلة لعميد كلية التربية الاساسية في ميسان والذي يعتبر من احد الشخصيات الثقافية والعلمية البارزة في محافظة ميسان واسهم بشكل رئيس في الدعوة لتأسيس جامعة ميسان.
اما بالنسبة للطاقة الكهربائية فانها تترد مابين فانوس وشمعة وان مدينة العمارة الحبيبة تلك المدينة الجميلة والغافية على ضفاف دجلة غارقة في الظلام ليلا ومتعثرة في الكهرباء نهارا.
ونتيجة لذلك انتعشت في الفترة الاخيرة تجارة بيع المراوح اليدوية (المهفاة) واستعمالها وعلى نطاق واسع في المحال التجارية والمستشفيات والدوائر الحكومية والدور السكنية للتخفيف من شدة الحر وكظاهرة حضارية تؤكد على ان المجتمع الميساني يشهد تحولات وانجازات تاريخية عظيمة.
علما ان المواطن الميساني اصيب بخيبة أمل واحباط عندما اكتشف ان المشاريع الجديدة بنصب محطات توليد الكهرباء او تغيير في عمل المنظومة مجرد تصريحات.
لقد آن الآوان لتحقيق مبدا المكاشفة والمحاسبة والتي تبنى عليها الاسس الديمقراطية والانسانية.. وانتقاء ذوي الكفاءات والخبرات والنخب الصالحة من ابناء ميسان الذين تتجسد فيهم انبل القيم الانسانية والقيم الاجتماعية ورفع شأن المواطن الميساني وتضميد جراحه وزرع الامل والثقة في نفسه وتحفيزه للعمل والانتاج والبناء وبناء مجتمع ميساني خالي من الاضطهاد والتعسف والظلم والظلام والتخلف.
وقد قال احد الحكماء: الحياة السعيدة تقوم على ثلاث دعائم عقل راجح ونفس قانعه وضمير نقي.
واختم قولي لحكمة من حكم امير المؤمنين علي (ع) :" من اجهد نفسه في صلاحها سعد ومن اهمل نفسه في لذتها شقى وبعد ".

بلغراد – صربيا والجبل الاسود

¤ الحلقة الثالثة

¤ الحلقة الثانية

¤ الحلقة الأولى