| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صباح سعيد الزبيدي

Sabah@sezampro.yu
http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net
 

 

 

 

الجمعة 4/7/ 2008

 

الهروب من الجحيم وإلى الجحيم
(3)

صباح سعيد الزبيدي

مرت اللحظات تلو اللحظات .. مرت كالدهر تحمل في طياتها آلام واحزان تنطلق من اعماق روح صديقي المتعب.. وجدت فيها بأن لديه رغبة بالبكاء .. انه حزن كبير .. انه ألم .. فالقلب يفيض حزنا.. واللسان يفيض أهات مخنوقة..

وكنت اسمع آهاته التي كانت تحرق صدره ندماً.. استمر في حديثه قائلا:

- كانت االايام التي عشتها وانا اتابع تصرفات اخي وزوجته سوى كابوسٍ فتح عليَّ شؤمه وكدره فوجدتني وبلا قدرة وقابلية على الوصف وقص الحدث عليك.

وبعد صمت ثقيل وفي لحظات الاكتئاب والحيرة قال :

- بعد ان غادر اخي صربيا تاركا زوجته عندنا كضيف عزيز حل علينا فاكرمناها بكرمنا ولكن الفرحة لم تدوم طويلا لان زوجة اخي بدات باثارة المشاكل في بيتنا ..والقيام ببعض الأفعال الاستفزازية ، حتى أصبح شجارها معنا طقسا يوميا. . لقد كانت كسولة لاتعرف غير النوم وتناول الطعام ومشاهدة الفضائيات الكردية والعربية ولم تكلف نفسها بمساعدة زوجتي في طهي الطعام او غسل الاواني والصحون وغيرها من الاعمال المنزلية .. كانت تعتبر نفسها سيدة المكان والزمان.

لم اعد اتحمل هذه التصرفات فقررت الاتصال باخي وطلبت منه المساعدة بحل مشكلة زوجتة وبالتي هي احسن.. فبلغني اخي انه سوف يقوم بزيارتنا عن قريب وسيحل المشكلة.

كنت انتظر قدوم اخي بفارغ الصبر لينهي هذا الكابوس الذي يجثم على انفاسنا.. وكم كانت الفرحة حين وصل الى صربيا واستجاب لندائنا ..

ولكن وجدت معالم الاستياء والغضب في وجهه فكان كابوسا جديدا بالنسبة لي.

عندها بدات مرحلة جديدة الاوهي اثارة الخصام والشجار معنا من قبل اخي وزوجته.. وأحست أنه مشحون، متأثر، يردد في بلاهة كل ما سمع من زوجته من كلام غير صادق عنا .
ثم دخلنا في كهوف مظلمة من الخصام والشجار فطلبت منه ان ينهي موضوعهم بأقرب وقت .

وبعد ايام قليلة وبدون اشعار مسبق لرحيلهم اتصلت بنا الشرطة لتبلغنا بخبر القاء القبض على اخي وزوجته في مطار بلغراد لمحاولتهم الخروج من صربيا بوثائق مزورة.

اجرت الشرطة الصربية معي ومع زوجتي تحقيقات مطولة رغم تأكيدنا لهم بعدم وجود اي علاقة لنا بهذا الموضوع .

وهكذا عشنا لحظات مؤلمه مازالت تسكن في اعماقنا.. تنزف فيها العين دموع من الدم .. لحظات مؤلمه تصبغ الحياة بلون رمادي تهيج في النفس الحزن وترسم على جدران الوجه لوحات الحسره والالم..
 

يتبع

بلغراد
4.07.2008

¤ الجزء الثاني
¤ الجزء الأول

 

free web counter