موقع الناس     http://al-nnas.com/

ميسـان دولـة غـابت عنهـا الشـمس ( 3 )

 

صـباح سـعيد الزبـيدي

الأحد 30 / 4 / 2006

ان البناء الحضاري الديمقراطي يتطلب مجتمع حيوي من التعاون والتكامل وتركيز الجهود الخلاقة والاخلاص للوطن والشعب من اجل ضمان المستقبل وبناء دولة الانسان العراقي الجديد على اسس انسانية سليمة وصحيحة .
ولكن عملية تطبيق المبادي والقيم الانسانية النبيلة في ميسان من قبل بعض المسؤولين المحليين والذين ينقصهم الوعي والسلوك الانساني ادت الى تجريد المواطن الميساني من حقوقه الاساسية وبعثت فيه اليأس .
لانه وفي ظروف الاحتلال وظهور المارد الطائفي وفي زمن متعب تتغير فيه النفوس المريضة مع تغيرات المناخ اليومية قلة من المسؤولين المحليين يملكون الوفاء لشعب ميسان الابي .
لذلك على سبيل المثال نجد الاوضاع الصحية في ميسان وما قاله وما لم يقله الناطق الاعلامي في صحة ميسان والخالية تصريحاته من طعم ورائحة الشاي المهيل العماري .. وكذلك منشورات دائرة صحة ميسان والتي ادت الى ارتحال عصافير العمارة ولم يعد العماري يسمع زقزقتها والحان اناشيدها الصباحية نتيجة للعناوين المرعبة والبائسة وخاصة هذا العنوان البائس الذي يذكرنا بعناوين افلام الفريد هيتشكوك والتي كنا نشاهدها على ابواب سينما الخيام في العمارة والذي انقله اليكم كما ورد (( احذر الكلاب السائبة فانها قد تقتلك في عضة واحدة )) .. واشارت فيه الى خطورة مرض داء الكلب وعدد الاصابات الحاصلة في مدينة العمارة وحدها والتي بلغت (270 ) عضة كلب توفى منهم ( 12 ) شخصا .
لهذا تنتظر صحة مسيان وكذلك بيطرة ميسان والكلاب العمارية السائبة من السيدة بريجيت باردوا شهادات شكر وتقدير واوسمة وانواط الشرف والشجاعة تقديرا لهذا التطور والانجاز الحضاري النادر والاعمال المبدعة والجبارة .. ومصائب قوم عند قوم فوائد .
ولسوء الإصحاح البيئي وانتشار المستنقعات والبرك وتكاثر البعوض وقلة التهوية في الصفوف المدرسية وعدم توفير العنايات الصحية اللازمة ومتابعة تحصين الطلبة ضد مرض الجدري المائي ( ابو خريان ) .. انتشر في الاونة الاخيرة بين طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة هذا المرض وكذلك التدرن والملاريا في انحاء مختلفة من المحافظة .
ونتيجة لهذه الاوضاع الصحية المتردية في المحافظة والتي تعكس وضعا اجتماعيا وانسانيا يائسا يعيشه اهالي ميسان .. نجد مرضى مستعمرة الجذام في ميسان يستغيثون معبرين عن حزنهم واستيائهم الشديد للحالة التي يعيشونها من بؤس وحرمان وتهميش .. ولكون الجذام يعتبر مرضا من الامراض في مجال الطب الحديث ويمكن علاجه بعقار ضد الجذام لذلك يجب تصحيح الخطأ الفكري عن الجذام والنظر الى المرضى كبشر في وقار مساو مع الاخرين ومحاربة الرفض الاجتماعي غير الانساني لهم وحمايتهم من اي ضرر جسماني او نفسي وتغطية مختلف احتياجاتهم ولا بد من استمرار الالتزام السياسي في البلدان التي يظل الجذام فيها مشكلة من مشاكل الصحة العمومية وتوفير الموارد البشرية والمالية لبلوغ تلك الغاية.
وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي (ص) قال : " ماأنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " ..
وليتدارك من فاتته الليالي بالموعظة الحسنة ولنبعث الامل في قلوب من امتلئت قلوبهم حسرات .


بلغراد – صربيا والجبل الاسود