موقع الناس     http://al-nnas.com/

ميسـان دولــة غـابت عـنها الشــمس ( 2 )

 

 صـــباح ســعيد الزبـــيدي

الجمعة 28 / 4 / 2006

في غابر الازمان كانت ميسان دولة تاريخية حكمها 23 ملكا وسكنتها أقوام آراميه وعربيه .. وان المواقع الاثارية المتنوعة في محافظة ميسان والتي تزيد عن 280 موقعا ً آثاريا ً وتعود الى عصور تأريخية مختلفة تتحدث عن حضارة العراقيين القدماء في هذه المدينة التي شهدت حقبا ً زمنية زاخرة .
وفي فترة السبعينيات من القرن الماضي كانت هذه المدينة عامرة بالبساتين التي يتذوق فيها العماري اطياب الثمر وينتعش بشذى ويشم روائح الورود والازهار في حدائقها ومنتزهاتها .
وكان دجلة يحاكي القلب وينبض بالجمال ويفتح لنا دروب الاحلام والسعادة والامل .
اما اليوم وفي مرحلة مايسمى بالبناء الحضاري الديمقراطي الجديد ورغم ان ميسان تعتبر اغنى المحافظات في خزينها النفطي ومواردها المائية والطبيعية نراها افقرها اقتصاديا وامنيا .
حيث ان بعض القادة المحليين باتوا يشكلون عائقا ً امام تطور الانسان العماري وانطلاق وعيه .. وشرد عن الدرب القويم واغلقت منافذ الوعي فيه .. وذلك لتخلي هؤلاء القادة عن النهج الانساني الصحيح مما ادى الى انقياد بعض بسطاء الناس والبهائم انقيادا اعمى والجري وراء زيفهم والاستسلام لقيودهم وحبائلهم ..
وهكذا اصبحت العمارة ومن خلال ثقافة اللطم والبكاء والارهاب والقتل والذبح والسلب والنهب والاختطاف والفساد الاداري والتهريب وغيرها من الاعمال الوحشية واللاانسانية مستنقعا للجريمة والظلام والظلم والتخلف والخراب والدمار والقتل.. واستباحت فيها كل القيم الانسانية واسترخص فيها دم الانسان العماري الزكي .
وادت هذه الكوارث الى تهجير وتشتيت عدد من المثقفين المبدعين الميسانيين في منافي الغربة والالم .
ويواجه المثقف المبدع العماري والمواطن العادي اوضاعا ً متردية حيث سلطة الرقيب وسياسة المطرقة والسندان والتصفيات الجسدية .. والبطة * وما ادراك ما البطة ؟؟؟؟!!!!..
واخيرا يجب ان لاننسى قول امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) :" شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون في احياء امرنا ، الذين إذا اغضبوا لم يظلموا وإن رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا " .


* البطـــة:- هي سيارة خصوصي بيضاء – تويوتا سوبر آخر موديل – تنفذ جريمة الاغتيالات في العمارة لاتظهر فيها لوحة تسجيل حسب مايذكره شهود عيان وذلك للتغطية على الجرائم .

بلغراد – صربيا والجبل الاسود