| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأحد 9/12/ 2007

 

على المكشوف

خطوات أيجابية... المهم أستمرارها وصيانة تطبيقها

د. سلام يوسف

قررت وزارة الصحة صرف أدوية الأمراض المزمنة لكبار السن بشكل مجاني مع تقديم الخدمات العلاجية والوقائية لهم،ولاشك فان هذه الخطوات الإيجابية ستعزز من ثقة المواطن بالجهات الصحية صاحبة الشأن،وحقيقةً فأن تقديم مثل هذه الخدمات للمواطنين هي جزء من واجب السلطات التشريعية والتنفيذية في البلد تجاه المرضى وكبار السن منهم بالذات وهذا لا يعفي شمول كافة الفئات العمرية من المرضى خصوصاً ذوي الأمراض المزمنة والمستعصية.وكل ذلك حسِن وجيد ونظن إن هذه السياقات معمول بها منذ زمن ليس بالقصير،ولكن وكما يعلم الجميع فقد كانت تشوبها الكثير من السلبيات،وفي أحيان كثيرة وكما هو معروف أصبحت مادة ثمينة جداً للعب بها كورقة رابحة تجاه القرارات الدولية والتي أتخذت ضد الشعب العراقي تحت غطاء الحصار، فقد تاجر النظام البائد بأمراض الناس وسخّر سياسية(النفط مقابل الغذاء والدواء)لمصلحته ومصلحة الجهات النفعية والطفيلية التي تعاملت معه،ودخلت المضاربات والسمسرة ومزايدات التجار الطفيليين جميعاً حلبة مصارعة الربح اللاشرعي المبني على آلام العراقيين كباراً وصغاراً،ولأجل الأستفادة من تجارب الماضي ومن أجل جعل المواطن العراقي المبتلى بأمراضه الجسدية إضافة الى إبتلائه بنتائج سياسة المحاصصة الطائفية،فعلى الجهات المعنية سواء في وزارة الصحة أوالشركة العامة للأدوية أوالمذاخر أوصيدليات العيادات الشعبية أوصيدليات الأمراض المزمنة،وصيدليات المستشفيات وكل الجهات الساندة أن ترحم المريض العراقي المسكين وأن تصدق معه وتعطيه ولو جزء جد يسير من حقه في ثروات وطنه وهي حقيقة لاتشكّل جزء محسوس من أقيام تلك الخيرات والثروات.إن الغاية أيصال الدواء الى المريض،الغاية أن يستفيد المواطن من العلاج والغاية ان نقطع دابر المضاربات والسمسرة والتلاعب والمتاجرة بصحة وأرواح المواطنين،وإن السبيل الى ذلك سهل ويسير فيما لو صدقت النيّة وصفى الضمير وتعفّت الأيادي من الشوائب.
ليس المهم أستصدار التعليمات والقوانين الأيجابية،ولكن المهم كيفية تطبيقها وكيفية الوصول الى النتائج المرجوّة من أستصدارها،ليس المهم أن نكتب على الورق تعميمات من هذا النوع ونختمها بالختم الأحمر أو التوقيع الأخضر،الألوان ليست ذات أهمية بقدر ما نتيقن أن ما تضمنته هذه التعليمات يجري تنفيذها بدقة وأمانة.إما كيفية التأكد من وصول الأدوية والعلاجات الى المواطنين المعنيين فهذه هي مهام النزيهين وذوي الضمائر الحية في اللجان الأختصاصية،وليس هناك سبيل أيسر وأسهل من الوصول الى المواطن المعني وكنماذج عشوائية يمكن التأكد منها،أضافة الى التدقيق والجرد.لازالت الأعداد الكبيرة من المرضى يشكون سوء توزيع أدوية الأمراض المزمنة أضافة الى نقص العديد من مفرداتها.نعتقد إن وزارة الصحة يجب أن تتدارس الواقع الملموس في كيفية وصول الدواء لهؤلاء المرضى وقسم منهم قد هجرّته الطائفية المقيتة وأخر هجرته الأوضاع الأمنية القاسية.
نحن لانأمل أن تكون المؤسسات الصحية المعنية كمحطات تعبئة الوقود والتي يخلو فيها البانزين والكاز،في حين وعلى بعد عشرة أمتار تجد من يبيع هذه المحروقات ولكن ... بأسعار مضاعفة!!

 

 

Counters