| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 9/12/ 2012



على المكشوف

حزام أخضر .. حزام نفايات !!

د. سلام يوسف

مَن تتاح له فرصة زيارة حدود بغداد ومن جميع الجهات فلابد له أن يلاحظ تلال النفايات التي تحيط بها، فالمدينة قد توسعت طردياً مع زيادة سكانها ولكنها عكسياً مع واقع الخدمات البيئية والبلدية والصحية ،وبدلاً عن الصورة الجميلة التي كانت موجودة قبل قفز النظام المباد الى السلطة فقد أستمرت الحال وتراجعت وأصبحت الآوضاع البيئية في العاصمة وبقية المحافظات هي سبب رئيس في أنتقال وأنتشار العديد من الأمراض.

من خلال علم بناء المدن الحديث(وحينما اقول الحديث فأعني ما يقارب قرن من الزمان)بدأ الاهتمام بتخطيط وتنفيذ أوضاع بيئية متطورة سواء من الناحية الجمالية او من الناحية الصحية ،وأستنبط العلماء فكرة الحزام الأخضر خصوصاً في البلدان ذات المناخات الصحراوية ،والحزام الأخضر يعني أحاطة تلك المدن بالأشجار دائمة الخضرة الكبيرة والعالية والتي تعمل على تنقية الأجواء الداخلة الى هذه المدينة أو تلك، وتنقية أجواء المدينة حتى وأن كانت بشكل نسبي  فأنها تعني تقليل الأتربة والغبار وتخليصها من الغازات المنبعثة من المعامل والمصانع وتكون وسيلة فعالة في منع أستخدام الفضاءات  لتكديس النفايات ،فتجبر الجهات المعنية بأستخدام الأسلوب الصحي (والمعمول به عالمياً)في طمر تلك النفايات.

أن النظام البائد أستخدم تلك المساحات المهمة المتاخمة للمدن لأغراضه العسكرية أضافة الى استغلالها كمكبات للنفايات  وقد توسعت بشكل ملحوظ منذ زواله وحتى اليوم.

وليس الامر بالبعيد فالعراقيون عموماً وآهالي بغداد تحديداً يذكرون العواصف الترابية التي تعج بالبلاد بين اوان واخر وهي ليست ظاهرة طبيعية غريبة عن المناخ الصحرواي ولكن  الغريب بالامر هو عدم قدرة الجهات المعنية في تقليل تأثير هذه العواصف، والسبب عدم وجود الحزام الاخضر الذي يجب ان يحيط بمددنا الكبيرة وخصوصاًُ العاصمة.

ونتيجة لغياب التشجير وطغيان أكداس النفايات داخل وخارج الاماكن السكنية فأننا وبسهولة بالغة نتوقع أنتشار العديد من الامراض التي تكون أحد أهم أسبابها النفايات ذاتها، علماً لانعني الامراض الأنتقالية والمشتركة وحسب وانما تلك الامراض المتعلقة بالمسالك التنفسية وأهمها الحساسية التنفسية وكذلك المعوية ومنها الديدان.

واتماماً للمعلومات ،فقد اوجدت العلوم البيئية حلولاً للنفايات وكيفية التعامل معها لكي تحمي بواسطتها السكان من الاصابة بالعديد من الامراض، ومن أهم تلك الحلول ما يُطلق عليه بالدفن الصحي للنفايات، والمقصود بالـ (صحي) هو الاسلوب الذي يحافظ على صحة الانسان بمنأى عن تأثير تلك النفايات وما ينتج عنها من مخلفات صلبة وسائلة وغازية وجميعها مميت.

نحن بحاجة فعلية الى نفخ الروح بمشروع الحزام الاخضر والذي سيسهم بلا ادنى شك في تنقية الاجواء المناخية على الاقل في العاصمة بغداد عسى ان يثير ذلك حافزاً لدى المتنفذين في السلطة لمد الحزام السياسي الاخضر لتنقية العلاقات بينهم، فبكل تأكيد سيساعد ذلك على تنفيذ مشاريع التنموية من اجل تطوير عراقنا الجريح.

free web counter