| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأثنين 9/1/ 2012



على المكشوف

بُدع في علاج الأمراض !!

د. سلام يوسف

بين أوان وأخر تطفو الى السطح ويبدأ المواطنون بتناقل أخبار معجزة طبية تظهر هنا أو هناك ،وأن الشخص الفلاني(طبيب أو مساعد طبيب، ممتهن الطب ،معالج فيزيائي، عشّاب ..الخ ) له القدرة على إشفاء كل الأمراض المستعصية(لاحظ المسعصية تحديداً ـ كون هذه الأمراض تستهلك أعصاب وجهد وأموال أهل المريض وربما وصلوا الى حد اليأس فأذا بالمنقذ يظهر فجأة فلِمَ لا يذهبون بمريضهم اليه !).

ومع جل أحترامنا الى هذه العناوين ولكن الأسئلة التي تطرح نفسها: كيف يمتلك هذا الشخص قدرة فائقة لم يمتلكها غيره؟ وكيف يستطيع شخصٍ ما أحتواء كل الأمراض لاغياً التخصص العام والدقيق؟وهل العلم الذي بين يديه لايعرفه غيره؟ العالم أجمع في كل يوم يسمع الأخبار الوافدة من مراكز البحث العالمية والمختبرات والتجارب بما فيها تجارب الفضاء الطبية وكلها تحاول هنا وتنجح هناك ولكن لم نسمع إنها أمتلكت المفتاح السحري الذي يدعيه نفر من(العراقيين)أنهم قد عثروا عليه في إشفاء كل المرضى والأمراض!وأذا كان هؤلاء الذين يمارسون مثل هذه الأعمال هم ممن أمتلكوا ناصية لغز شفاء الأمراض فحريٌ بنا أن نعلنها على الملأ، ونوجه الدعوة الى كل مرضى العالم من(أسيويين وأوربيين وأميركيين وأستراليين وأفريقيين) في أن لدينا معجزات لا يمتلكها غيرنا وبذلك فأن هؤلاء الأشفائيين سيصبحون قبلة مرضى العالم أينما كانوا وهنا سنسهم حقيقة في أنقاذ البشرية، من جانب ومنعاً لهدر أموال البحوث والدراسات والتجارب من جانب أخر!!

أن الطامة الكبرى تكمن في أن البسطاء من الناس يصدّقون هذه البدع لكنهم بعد  فترة يكتشفون زيفها(أي بعد ان يبذخوا بأخر دينار في جيوبهم)، وأن مثل هؤلاء الممتهنين(الذين لايتورعون من ممارسة أي أسلوب في خداع البسطاء)لم يستطيعوا ممارسة أعمالهم لو لا  غياب القانون والرقابة والمتابعة.

أضف الى ذلك أن تردي وتراجع مستوى الوعي الصحي لدى المواطنين مع المتجارة وأستغلال ثوابت تأريخية مؤمن بها الناس تجعل لأفعال هؤلاء الممتهنين وسطاً جيداً  في إنتعاشها. 

ليس هذا فحسب وأنما عمد هؤلاء ممتهني(التلاعب بمصائر الناس إن صح التعبير) الى أستأجار فضائيةٍ ما لأجراء تحقيق متلفز، او بأستأجار مروجي الدعاية ...الخ.

 إن الدستور ينص على أن الدولة تكفل الحياة الصحية الأمنة للمواطن،وهذا يعني أن واجب الدولة أن تبني المؤسسات الصحية وأن تؤمّن العلاج وكل مستلزمات ممارسة مهنة الطب الأنسانية وأن تسن القوانين التي من واجب البرلمان تشريعها في حماية الشعب من المتلاعبين بمقدراته، فأين البرلمان والحكومة من كل هذا؟

لذا فالأمر في غاية الخطورة ويتطلب أجراءات رقابية عاجلة وأصدار قانون يمنع ممارسة كل هذه الأعمال أو الترويج لها حينما تتقاطع مع العلم والمنطق والوطنية ومع أصول ممارسة المهنة.

 

free web counter